تطل منافسات الجولة الثانية من ​دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا​ برأسها يومي الثلاثاء والأربعاء، لتحمل معها الكثير من التناقضات والفوارق بين ما حققته الفرق في الجولة الأولى ونتائجها على الصعيد المحلي، وهو ما يبدو واضحاً للعيان قبل مباريات القمة التي ستشهدها تلك الجولة.

من أجل ذلك لا يمكننا الفصل بين المستويات المتفاوتة للفرق الأوروبية وما يمكن ان تشهده الجولة الثانية من نتائج، وهو ما يمكن أن يشكل نقطة فاصلة على طريق استمرار تلك الفرق في المنافسة سواء المحلية أو القارية.

ومما لا شك فإن ريال مدريد حامل لقب المسابقة الأوروبية يأتي في طليعة هؤلاء خاصة بعد نزيف النقاط الكبير الذي تسبب به المستوى المتواضع للفريق الملكي في الجولات الست الأولى من الدوري الإسباني لكرة القدم وتأخره بفارق سبع نقاط عن برشلونة المتصدر،على الرغم من تحقيقه الانتصار في المرحلة الأولى "أوروبيا" على أبويل نيقوسيا، لكنه سيكون أمام إمتحان صعب للغاية حين يواجه بوروسيا دورتموند والذي دخل هو الآخر نفق هذا التناقض بين نتائجه المحلية الرائعة وخسارته في الجولة الأولى أمام توتنهام هوتسبير الإنكليزي.
وتبرز مباراة القمة بين باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ لكونها هي الأخرى تحمل هذا الإختلاف خاصة بالنسبة للفريق البافاري الذي يعاني محلياً وهو تعادل في المرحلة الماضية من الدوري مع فولفسبورغ ليتراجع الى المركز الثالث في ترتيب البوندسليغا بفارق ثلاث نقاط عن دورتموند المتصدر، مع العلم انه فاز في مباراته الأولى من دوري أبطال أوروبا على اندرلخت اليلجيكي.
وسيكون على باريس سان جيرمان الخروج من كبوته المحلية بعد التعادل السلبي مع مونبيليه في الدوري الفرنسي من أجل تحقيق فوزه الثاني على التوالي في دوري أبطال أوروبا بعد الأول على السلتيك الاسكتلندي.

وفي المقابل يمكننا أن نجد نموذجا عكسيا لهذا الواقع، اي ان بعض الفرق الأوروبية تبدع وتتألق في بطولاتها المحلية لكنها تفشل في تحقيق الفوز على الصعيد الاوروبي، ومن بين تلك الفرق يوفنتوس ونابولي اللذان يتصدران الكالتشيو بستة انتصارات متتالية الا انهما خسرا الجولة الاوروبية الأولى من دوري الأبطال أمام برشلونة وشختار دونتسيك على التوالي.
هذا الأمر حدث أيضاً في البرتغال مع تصدر بورتو الدوري وسط منافسة من غريمه التقليدي بنفيكا مع العلم ان الفريقين خسرا مباراتهما الأولى في أبطال أوروبا أمام بشيكتاش وسسكا موسمكو على التوالي.
من هنا فإن المرحلة الثانية من "الشامبيونزليغ" تشكل منعطفاً هاماً لكل تلك الفرق من أجل إيجاد مستوى ثابت يعيد إليها التوازن المفقود سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي.