انتهى الدور الربع النهائي من دوري أبطال أفريقيا بتأهل أربعة فرق عربية إلى الدور النصف النهائي للبطولة. وسيستعيد العرب اللقب الأفريقي والذي غاب عن الخزائن العربية لسنتين متتاليتين.

وضمنت فرق الأهلي من مصر، الوداد الرياضي المغربي، إتحاد الجزائر الجزائري والنجم الساحلي التونسي من التأهل للدور الربع النهائي عقب إقصائها فرق الترجي التونسي، صن داونز الجنوب أفريقي، فيروفيارو الموزمبيقي وأهلي طرابلس الليبي.

نتعرف في هذا التقرير على ما حصل في مواجهات الدور الربع النهائي وكيف استطاعت الفرق الفائزة التأهل للدور النصف النهائي من البطولة.

الأهلي المصري – الترجي التونسي

بعدما تعادل في القاهرة ذهابا 2-2، نجح الأهلي المصري في حسم الأمور إيابا في رادس خارج الديار وفاز 2-1. ولم تكن مباراة الإياب سهلة على الفريق المصري، فبعد التعادل الإيجابي في القاهرة، كان الفريق يحتاج للفوز أو إلى التعادل بأكثر من 2-2 لضمان التأهل. وازدادت الأمور صعوبة بعد تقدم الترجي 1-0 في الشوط الأول من مباراة الإياب لكن الأهلي نجح في الشوط الثاني بتسجيل هدفين والفوز 2-1 مع ضمان التأهل للدور النصف النهائي. ويمكن إرجاع تأهل الأهلي إلى عدة عوامل لعل أبرزها القراءة الجيدة الدائمة لمدرب الأهلي حسام البدري في الشوط الثاني حيث تفوق دائما على فوزي البنزرتي مدرب الترجي في التبديلات وقراءة المباراة في شوطها الثاني وهو ما أثمر عودة في النتيجة مرتين، الأولى ذهابا من تأخر 2-1 ومن تأخر 1-0 إيابا كما يجب لوم مدرب الترجي فوزي البنزرتي الذي وقع في الفخ الذي رسمه البدري بالتقدم دائما بعد التقدم بالنتيجة وترك مساحات في الخلف ليضربها الأهلي بالهجمات المرتدة السريعة. ولا يجب نسيان العامل البدني حيث بدا الأهلي جاهزا أكثر في ظل انخفاض مستوى الترجي دائما في الثلث الساعة الأخيرة من المبارتين وهذه كانت نقطة هامة للغاية رجحت كفة الأهلي والذي بالطبع لديه خبرة كبيرة في هذه المواقف لينجح في التأهل للدور النصف النهائي وإخراج الفريق التونسي من البطولة.

الوداد الرياضي المغربي – ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي

بعد انتهاء مبارتي الذهاب والإياب بالتعادل الإيجابي 1-1، حسم الفريق المغربي الأمور بركلات الترجيح 3-2 وتأهل للدور النصف النهائي من البطولة. وأظهر الفريق المغربي في كلا المبارتين شخصية قوية مع نجاح تكتيكي وترابط بين الخطوط الثلاثة لكن الأهم كان الشخصية الدفاعية القوية التي أظهرها الفريق على مدى دقائق المواجهتين حيث بدا التركيز عاليا على الفريق الذي لم يرتكب هفوات دفاعية وبدا مدافعوه منظمين للغاية أقوياء من ناحية الإلتحامات البدنية مع لاعبي الخصم والتخلي عن الأخطاء الفردية. هذا لا يعني أن الفريق لم يكن جديا من الناحية الهجومية بل ميزه ايضا الإنتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم كما في اللعب السهل في الثلث الهجومي مع تمريرات سريعة ومتقنة بجانب معدل لياقة بدنية عالية سمحت للفريق بترجمة أفكار المدرب عموتة خلال اللقاء.

وما سهل من مهمة الفريق المغربي كان غياب الفعالية الهجومية لدى الفريق الجنوب أفريقي والذي بدأ أنه مرتبكا بالتنظيم الدفاعي للوداد ولم يجد الحلول على الرغم من أنه كان هو المرشح الأبرز للتأهل وهو حامل اللقب في النسخة الماضية لكن على ما يبدو فإن الفريق لم يستطع تحمل الضغوط الكبيرة المرمية على عاتقه وخيب كل الترشيحات ليسقط في إمتحان الدور الربع النهائي ويخسر لقبه ويسمح للفريق المغربي بقيادة المدرب المميز حسين عموتة من حصد بطاقة التأهل في إنجاز يحسب للفريق بكل تأكيد.

إتحاد الجزائر الجزائري – فيروفياريو دا بيرا الموزامبيقي

حسم الفريق الجزائري الأمر وتأهل للدور النصف النهائي بعدما تعادل في كلا المبارتين 1-1 ذهابا و0-0 غيابا ليستفيد من تسجيله هدفا خارج أرضه رجحت كفته في النهاية. ولعب الفريق الجزائري مباراة الذهاب في الموزمبيق بشجاعة كبيرة وهو تقدم في النتيجة لحين دقائق قليلة من النهاية قبل أن يتلق هدفا قاتلا ليدخل مواجهة الإياب على أرضه وبين جماهيره والتعادل السلبي يكفيه وهو ما حصل بالفعل. ففي مباراة الإياب، دخل الجزائريون اللقاء بقوة فسيطروا على وسط الملعب واعتمدوا على الضغط العالي لاسترجاع الكرة بشكل سريع من الخصم لكن التسرع عاب مهاجميهم في اللمسة الاخيرة من كل هجمة بجانب تكتل دفاعي في الشوط الأول من الفريق الموزمبيقي والذي اعتمد على اللعب المنظم في الخلف ومحاولة شن هجمات مرتدة سريعة عكسية لكن هذه الخطة لم تنجح بسبب انضباط الفريق الجزائري وعدم فتحه لخطوط الملعب رغم سيطرته على الكرة فالتعادل السلبي كاف له من أجل التأهل. في الشوط الثاني، غير الفريق الموزمبيقي من استراتيجيته الهجومية فضغط أكثر على مرمى الإتحاد لكن الجزائريين دافعوا بشكل جيد مع تفاهم بين خطي الدفاع والوسط وإغلاق كافة المنافذ نحو المرمى وعدم منح مساحات كافية للخصم لينجح الفريق الجزائري في صد الهجمات المتتالية على مرماه وينهي المباراة بتعادل سلبي أهله لكي يكون من ضمن الأربعة الكبار في دوري أبطال أفريقيا.

النجم الساحلي التونسي – الأهلي طرابلس الليبي

حسم الفريق التونسي تأهله على حساب الفريق الليبي بعدما فاز إيابا 2-0 عقب التعادل سلبا في مباراة الذهاب. وبدا النجم الساحلي على مدى ال180 دقيقة الأفضل بدنيا وفنيا وتكتيكيا إذ كان تأهله أمرا متوقعا نظرا لنوعية اللاعبين التي يضمها الفريق والتفوق الفني. وبعد مواجهة أولى لم يكن فيها كلا الفريقين موفقين من الناحية الهجومية مع حذر شديد ساد المواجهة ورغبة في عدم تلقي أهداف تعقد من مهمة مباراة الذهاب. لكن في المباراة الثانية الحاسمة، دخل النجم الساحلي ورمى بكل ثقله هجوميا منذ بداية اللقاء مع تشكيلة هجومية ولعب بخطة ال4-4-2 مع ضغط من طرفي الملعب وهو ما أثمر هدف التقدم منذ الربع الساعة الأولى. الفريق الليبي حاول إظهار ردة فعل سريعة لكن ما عابه هو التسرع في إنهاء الهجمات رغم قدرته على الوصول لمنطقة جزاء الفريق التونسي لكن الشوط الأول لم يشهد أي تغييرات غير ان الفريق التونسي نجح في إنهاء المباراة بشكل فعلي بعدما سجل هدفا ثانيا في أول دقائق الشوط الثاني لتصبح مهمة عودة الفريقي الليبي صعبة للغاية إذ كان يحتاج لهدفين من أجل التأهل ورغم محاولات الفريق الليبي الهجومية لكن التركيز استمر غائبا عن مهاجمي الفريق ما جعل النتيجة لا تتغير وتنتهي المواجهة بفوز تونسي مستحق ووصول للدور النصف النهائي عن جدارة واستحقاق لملاقاة فريق الأهلي المصري.

أحمد علاء الدين