في لعبة دخلت فيها المرأة مجالها بشكل كبير، بقيت كرة القدم تدور في فلك الرجال، واذا كان دوري الرجال ومسابقاتهم الرسمية اهم بكثير من دوري السيدات، فإن المشاهدين واللاعبين لم يعتادوا بعد على وجود امرأة تحكم لديها شغف للعبة.... وللانصاف، فإن هذا الامر مشترك بين الدول العربية والدول الاوروبية على حد سواء ولعل تجربة السيدة بيبيانا شتاينهاوس في ادارة مباراة هوفنهايم وفيردر بريمن في البوندسليغا قبل ساعات، خير دليل على ذلك.

في العادة، من الطبيعي أن تحضر المرأة في الملاعب، لأن وجودها يعد حافزا لإيجاد نوع من التغيير في ديموغرافية المستطيل الأخضر ... وبحضورها يمكن أن تضيف نوعا من التغيير في العقلية والمبادئ بين مجموعات من المتفرجين اعتادت على التعبير عن انتماءاتها وتشجيعها بألفاظ حادة..

دموع البقار واحدة من النساء اللواتي يحضرن في الملاعب العربية، ولكن الاسيوية والدولية ايضاً ليس بصفة صحفية او لاعبة او مشجعة، بل اكثر من ذلك، بصفة الشخص الذي يتحكم باللعبة من خلال توليها التحكيم في مباريات عدة في الاولمبياد الجامعي الدولي، والمباريات النسائية الاقليمية والمحلية، واخيراً المشاركة في تحكيم مباريات الرجال ...

توجهت صحيفة "السبورت" الإلكترونية للحديث مع دموع عن هذه التجربة الغنية- وهي ابنة الـ27 عاماً وتحمل شهادة في العلوم السياسية والادارية وشارة تحكيم دولية- وبالاخص عن تجربتها في الملاعب اللبنانية وتحديداً منها الاخيرة حيث ادارت المباراة الودية بين فريقي التضامن صور والصفاء.

وبدأت حديثها بتوجيه تحية الى الإتحاد اللبناني وقالت: "أشكر الإتحاد على هذه الثقة التي منحني إياها..." بالنسبة للمباراة أعطتني الكثير من الثقة بالنفس والقوة ، لقد أثبتت قوة شخصيتي وقدرتي على إدارة دفة اللقاء ، بالنسبة للاعبين فقد ضحكوا في بادئ الأمر ،وحاولوا لعب شخصية البطل كون الحكم ينتمي الى الجنس الناعم ، هذا الأمر لم يخيفني أو يمنعني من الإستمرار .."

العقلية الشرقية بالطبع ترفض فكرة وجود عنصر نسائي في اللعبة فكيف اذا كانت لعبة للرجال تقودها امرأة "إستغرب الكثيرون وجود امرأة تحمل الصافرة في لقاء كروي للرجال، هناك من شجع الفكرة وهناك من رفض كونها جديدة ، ومن المؤكد ان الداعمين أكثر من الرافضين .."

واضافت: "هناك لاعبون تعاونوا وآخرين لم يتعاونوا ،هناك من هنأني بعد اللقاء وهناك من رفض الفكرة من جذورها ، يجب على اللاعبين الإعتياد على الأمر ، وهذا لا يتم من اللقاء الأول.."

وختمت حديثها بكلمات تثبت بأن المرأة لديها دافع وقوة وشخصية بارزة واصرار كبير، رغم كل ما يتبادر اليها من تعابير كفيلة بالايحاء لها أن الدوري اللبناني لا يتقبل ان تتحكم امرأة بمسار مباراة ". وتابعت: ما أريد قوله هو ان الآراء إختلفت بإختلاف ثقافة كل لاعب وخلفيته الأخلاقية والنفسية ، فأنا أعتبرها خطوة قوية جدا والأمر يحتاج لوقت لكي يعتاد الجمهور اللبناني على هذا الواقع الجديد.. "