بعد انتهاء ​منتخب لبنان للناشئين ( تحت 17 عاما )​ من المشاركة في بطولة غرب آسيا التي أقيمت مؤخرا في إيران حيث حل المنتخب وصيفا وبعد الإنتقادات الكثيرة التي طالت المنتخب وجهازه الفني والإداري بعد الخسارة الثقيلة في النهائي أمام إيران، توجهت صحيفة السبورت الإلكترونية لمدير منتخبات الفئات العمرية ​مارك قزح​ الذي تحدث عن هذه المشاركة واستراتيجة العمل في الفترة المقبلة.

يعتبر قزح بأن الأداء في غرب آسيا يجب أن يقيم وفق تشكيلة المنتخب وقدراتهم الفنية ومن هنا هو راض تمام بالنتيجة التي تحققت وهي 3 انتصارات وخسارة وحيدة أمام إيران البلد المنظم والتي لها ظروف خاصة سيتم التطرق إليها تفصيليا. الفريق الإيراني كان ذو مستوى مختلف تماما عن كل الفرق وهذه حقيقة يجب الإعتراف بها ومن شاهد هذا المنتخب يلعب عن قرب يختلف تماما عن من لم يشاهده وينتقد فقط لمجرد الإنتقاد بعد الخسارة. معدل الطول لدى الفريق الإيراني 2 متر مع قوة جسدية هائلة وتفوقوا على منتخبات العراق، سوريا والأردن بمعدل فارق وصل ل65 نقطة. في مباراة لبنان، اللاعبان الأهم لدينا جبرايل سماحة ( 204 سم ) تعرض لكسر في الأنف بعد ضربة من مرفق أحد اللاعبين الإيرانيين وتم نقله في الربع الثالث بشكل مباشر للمستشفى وصانع ألعاب المنتخب ميشال تابت تعرض أيضا قبل إصابة سماحة لارتجاج في الدماغ بعد سقوطه على ظهره وطبيب المنتخب طلب منا عدم إشراكه بعدها من أجل سلامته، هذا دون نسيان بأن لاعبين أساسيين آخرين هما نادر بلمونا وباولو بيديكيان خرجا بالأخطاء الخمسة في نهاية الربع الثالث. كل هذه الأمور كانت سببا أساسيا في الخسارة الكبيرة أمام إيران الفريق الذي بدأ تحضيراته قبل سنتين من الآن.

الدور الثاني من بطولة غرب آسيا سيكون إما في لبنان أو الأردن في شباط 2018 بحسب قزح حيث سيتأهل ثلاث منتخبات لكأس آسيا تحت 18 سنة في صيف 2018. المنتخب حصد سبع نقاط في أول مرحلة خلف إيران التي لديها ثماني نقاط لذلك فعليا النتيجة التي تحققت مؤخرا في إيران ضمنت بنسبة 90 % التأهل لكأس آسيا.

استعدادات المنتخب كانت جيدة برأي قزح فالإختبارات جرت قبل 47 يوم من البطولة، كما لعب المنتخب 8 مباريات تحضيرية. المباراة التحضيرية الأولى كانت أمام منتخب تحت 16 عاما والذي تأهل لكأس آسيا في شهر تشرين أول القادم حيث خسر أمامه رغم أن منتخب تحت 16 سنة كان ناقصا عدة لاعبين.

ومنذ ذلك الوقت، تحسن أداء المنتخب كثيرا وصولا للأداء الذي قدم في إيران ويمكن القول، يضيف قزح، بأنه راض تماما عن عمل الجهاز الفني الذي تمت متابعته من قبله يوميا بمعدل ست تمرينات في الأسبوع. كانت الأمور ستكون أفضل لو دخل المنتخب في معسكر مغلق قبل البطولة بأسبوع لكن تنظيم كأس آسيا للرجال في بيروت لم يسمح للإتحاد بمتابعة منتخب تحت 17 عاما كما يجب وهذا أمر طبيعي بعد هكذا حدث ضخم وهنا يجب التذكير بأن المنتخب الأردني أتى من معسكر مغلق في تركيا ورغم ذلك فاز لبنان عليه بفارق 28 نقطة.

ويشير قزح إلى أن إدارة المنتخب إلى إيجاد لاعبين أو ثلاثة في كل فئة عمرية يمكنهما الإنضمام للمنتخب الأول في الفترة القادمة. فيما خص منتخب تحت 17 عاما، على اللاعبين العمل بجهد أكبر من أجل الوصول إلى هذا الهدف وهذا ما جعلنا نرفع برنامجا مفصلا إلى الإتحاد للإهتمام بالفئات العمرية منذ عمر 14 سنة وهذا سيؤدي إلى تحضير منتخب قبل سنتين وليس كما يحصل الآن قبل شهرين. بهذه الطريقة، سيكون لبنان قريبا من منتخبات النخبة في آسيا وهذا سيتيح تحضير لاعبين ذو قوة جسدية بعمر صغير مع مدربين محترفين.

قزح رأى بأن حب الجمهور اللبناني لكرة السلة أمر هام جدا ومفيد للعبة وعلى الجمهور أن يظهر دائما الدعم للمنتخب اللبناني خاصة للاعبين الصغار لأن اللاعب الصغير يحتاج لكل دعم إيجابي من أجل تحسين مستواه. وفي حال كان هناك من نقد، يجب أن يكون بناءا من أجل التحسين وليس بطريقة سلبية من أجل أهداف شخصية وهذا لن يفيد كرة السلة أبدا.

وختم قزح حديثه بالقول أن العمل سيكون أفضل في الفترة القادمة حيث سيتم التعلم من الأخطاء وتصحيحها إضافة للبناء على الإيجابيات والإستفادة منها مع تحليل كل المباريات التي لعبها المنتخب كي يتم العمل على تطوير الأداء أكثر فأكثر. كما يجب العمل على الشق الدفاعي أكثر للمنتخب تحت 17 عاما لأنه سيكون الورقة الرابحة في ظل عدم وجود قوة هجومية ضاربة في هذه الفئة مؤكدا بأن مستقبل منتخبات الفئات العمرية بأمان والعمل سيكون دائما بإخلاص وتفاني من أجل تطوير الأجيال الصغيرة والتي هي مستقبل اللعبة فيما بعد.