على الرغم من الهزيمة الثقيلة التي منيت بها إيطاليا أمام اسبانيا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى ​مونديال 2018​ في روسيا، إلا ان تلك الخسارة لم تشكل استغراباً للكثيرين الذي شهدوا في الآونة الأخيرة تفوقاً واضحاً للكرة الإسبانية على نظيرتها الإيطالية.

وباستثناء فوز المنتخب الايطالي بهدفين دون رد في الدور السادس عشر من بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا، فإن الآزوري لم يحقق أي انتصار "رسمي" على ​الماتادور الإسباني​ منذ نحو 23 عاماً وهو ما يظهر بوضوح كيف تمكنت الكرة الإسبانية في ربع القرن الماضي من تجاوز من كانت يوماً تملك أفضل دوري في العالم.

هذا الأمر لم يتوقف على صعيد المنتخبات بقدر ما تعداه لمستوى الأندية بعدما فشل يوفنتوس مرتين في السنوات الثلاث الماضية وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة ومن ثم ريال مدريد في مؤشر لا يحتاج إلى إيضاح عن المرحلة التي وصلت إليها الكرة الإسبانية مقارنة مع الإيطالية.

لكن اللافت إيضاً ان النتائج الثقيلة غالباً ما حضرت وكأن الإسبان يتعمدون إذلال الطليان، فقد سبق الثلاثية الأخيرة، رباعية في نهائي أمم أوروبا 2012، في حيم ان ريال مدريد ألحق هزيمة قاسية بفريق اليدة العجوز في نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، كما ان المنتخب الاسباني تحت 21 عاماً فاز على نظيره الايطالي قبل ايام بثلاثية نظيفة قبل أيام.

لم يعد خافياً على أحد ان الكرة الإسبانية قطعت أشواطاً من التفوق على الصعيد العالمي بفضل جيل من اللاعبين أنتجتهم المنافسة القوية في الليغا، في حين أن الكالتشيو لم يعد الملاذ المفضل لنجوم العالم كما في الحقبة الماضية، وباتت المواهب الإيطالية تعد على الأصابع مقارنة بنجوم الكرة الإسبانية في السنوات الماضية وفي تلك الحقبة وفي مقدمتهم ماركو اسنسيو، داني سيبايوس، جيرار ديلوفيو، ساوول نيغيز وغيرهم.

في خضم كل تلك الوقائع باتت المواجهات المباشرة بين الكرتين الإسبانية والإيطالية محسومة نوعاً ما عطفاً على الفوارق الفنية والإمكانيات التي يتمتع بها اللاعبون في كل جهة، وطريقة اعداد أجيال جديدة للمستقبل وهو ما تجلى في المنتخب الاسباني تحت 21 عاماً والذي قدم مستويات أكثر من رائعة في بطولة أمم أوروبا الأخيرة وحل في المركز الثاني.

يبقى القول انه في حال بقيت الكرة الإيطالية تتغنى بنجوم الماضي وابداعاتهم على المستطيل الأخضر دون ان تفكر كما الاسبان بالمستقبل، فإنها ستبقى تتلقى الهزيمة تلو الأخرى وسيتعين عليها الانتظار لسنوات طويلة بين لقب وآخر كما حدث حين حققت لقب مونديال 2006 بعد 24 عاماً على فوزها بكأس العالم 1982.