ما يزال حلم التأهل إلى ​نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا​ يراود الكثير من ​المنتخبات العربية في قارتي آسيا وأفريقيا​ مع وصول التصفيات المؤهلة إلى هذا الحدث العالمي الكبير لنهايتها، وهو ما يفسر النتائج المتفاوتة التي تحققت مؤخراً والتي كان عنوانها الكبير يحمل في طيّاته خيبات أمل لبعض المنتخبات المرشحة.

من هذا المنطلق يمكن اعتبار خسارة السعودية ومصر في تلك اللحظة الحاسمة بمثابة الصدمة المدوية خاصة بالنسبة للمنتخب السعودي الذي سقط أمام نظيره الإماراتي بهدفين لواحد في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات الآسيوية ليعلّق مصيره بانتصار ضروري على اليابان في الجولة الأخيرة التي ستقام يوم الثلاثاء.

وعلى الرغم من البداية الجيدة للأخضر في التصفيات وتصدره مجموعته لفترة طويلة، إلا انه بدا لافتاً تراجعه في الآونة الأخيرة،حيث تلقى خسارتين متتاليتين أمام استراليا المرشحة لخطف البطاقة الثانية عن المجموعة بعد اليابان، والإمارات التي تتطلع للملحق الآسيوي.

من الواضح ان "كابوس" المونديال ما يزال يؤرق السعوديين الذين لم يتذوقوا طعم المشاركة في النهائيات خلال النسختين الماضيتين، لذلك فإن الضغط المتزايد على اللاعبين قد ينعكس سلباً بغياب ثالث توالياً ما لم يتفوق المنتخب السعودي على نفسه في الجولة الأخيرة.

بدوره فإن المنتخب المصري الذي كان يتصدر مجموعته في التصفيات الإفريقية تعرض لخسارة مفاجئة أمام أوغندا أرجعته الى المركز الثاني في المجموعة مع انتصاف التصفيات وان كانت فرصة أبناء النيل ما تزال قائمة ولكن بشرط الفوز على أوغندا في القاهرة يوم الثلاثاء من أجل استعادة الصدارة.

وفي ظل التراجع المخيف في اداء المغرب والجزائر فإن الجماهير العربية ما تزال تعول على مصر وكذلك تونس التي تخوض اليوم استحقاقا هاماً أمام الكونغو الديمقراطية متصدرة المجموعة وهي المباراة التي ستعزز من فرص نسور قرطاج بالوصول الى روسيا.

في المقابل وفي خضم كل تلك الأحلام كان المنتخب السوري نجماً بكل المقاييس في الجولة الماضية وبدا انه يبني لنفسه حلماً صغيراً قد يكبر في الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية ويجد نفسه في المونديال للمرة الأولى في تاريخه.

فالمنتخب السوري الذي عزز صفوفه بنجمي الأهلي والهلال السعوديين عمر السومة وعمر خربين تغلب على قطر بثلاثة أهداف مقابل واحد وبات يحتاج للفوز على نظيره الايراني في الجولة الأخيرة مقابل تعادل كوريا الجنوبية أو خسارتها أمام أوزبكستان ليحقق الحلم الذي لم يكن أحد يتوقعه قبل انطلاق التصفيات عطفا على طريقة تجمع وتدريب المنتخب الذي تعاني بلاده من ويلات الحرب منذ سنوات.

في المحصلة ستكون الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية بمثابة المونديال نفسه وهي جولة المفاجآت بامتياز، وعليه يتعين علينا الإنتظار لمعرفة من يكرم في الإمتحان ومن يهان!!.