تنتشر في لبنان الكثير من الرياضات التي لا يعرف بها الكثيرون، رياضات لها اتحادات خاصة بها وتقوم بنشاطات وبطولات إضافة لمشاركات خارجية لتمثيل لبنان.

ومع التعتيم الإعلامي على كثير من الألعاب والتي يتحمل الإتحاد الخاص بكل لعبة جزءا كبيرا منه، ولمعرفة ما إذا كانت هذه الإتحادات فاعلة بكل ما للكلمة من معنى أو أنها إتحادات شكلية تقوم ببعض النشاط من باب إثبات الوجود فقط، تابعت صحيفة السبورت الإلكترونية جولتها على هذه الألعاب والدور كان على لعبتين هما ​لعبة الاسكواش​ و​لعبة كرة السرعة​ حيث ستقوم في هذا التحقيق بتعريف قرائها الأعزاء عن هاتين اللعبتين وواقعها في لبنان عبر الحديث مع مسؤولي اللعبتين في لبنان.

الاسكواش

الاسكواش هي لعبة تُضرب فيها كرة مطاطية بمضرب فترتد عن جدار وهي تمارس في ملعب مغلق من أربع حوائط، يلعبها لاعبان، وتستلزم جهدا عنيفا ومهارة فائقة لصد الكرة المندفعة بقوة.

يستخدم كل لاعب مضربا مشدودا مصنوعا من نسيج خاص أو من الكربون الأسود المستخدم في صناعة أقلام الرصاص، أما الكرة فتصنع من المطاط، وهي مجوفة من الداخل.

على كل لاعب أن يلحق بالكرة المقذوفة بعد ارتدادها عن أي حائط من الأربع بشرط عدم ارتدادها مرتين.

تبلغ مقاسات ملعب الإسكواش 9.750 م طولا في 6.40 م عرضا، وأقصى ارتفاع 5.640 م ويمكن للمكان أن يكون مغطى أو غير مغطى وأرضية الملعب تكون من الخشب، ويتم اللعب بضرب الكرة في الحائط شرط أن تكون على بعد 43,2 سنتيمتر عن الأرض ويحدد ذلك بحاجز عرضه 4.30 م، فإذا لمست الكرة الحاجز فإن النقطة تكون في صالح الخصم، ولمن يلعب الضربة الأولى الحق في كرتين لكل نقطة.

يتم تسجيل الأهداف عند صد اللاعب للكرة قبل ارتدادها مرتين، وقذفها مرة أخرى إلى الحائط الأمامي ،وتحسب النقطة بأي فوز يفوزه اللاعب سواء معه الإرسال أو بدونه. تتألف المباراة من ثلاثة أو خمسة أشواط ويكون كل شوط من أحد عشر نقطة واللاعب الذي يفوز أحد عشر نقط قبل منافسه يكون هو الفائز بالشوط إلا عند النداء بالتعادل (10-10) للمرة الأولى، حيث ينادي الحكم بفك التعادل ويفوز اللاعب الذي يحرز نقطتان متتاليتان – ويتم تمديد الشوط إلى أن يفوز احدهما.

وفي هذه الحالة يكون الفائز هو ذلك اللاعب الذي يكون أول من يحرز نقطتين زيادة على ذلك التعادل.

تأسس الإتحاد اللبناني للإسكواش عام 1987 وانتسب إلى اللجنة الأولمبية اللبنانية عام 1988 ويرأسه حاليا السيد مروان الحكيم.

يضم الإتحاد 7 أعضاء ويوجد تحت سقفه تسعة أندية وهناك حوالي 500 لاعب ولاعبة يمارسون اللعبة على الأراضي اللبنانية.

صحيفة السبورت الإلكترونية تحدثت مع الحكيم رئيس الإتحاد اللبناني للعبة الذي بدأ حديثه بالإعتراف بأن مستوى اللعبة حاليا أقل من المستوى المطلوب وذلك بأن اللعبة غير مضاء عليها إعلاميا كما يجب وغير معروفة كثيرا لدى الشباب اللبناني.

هذا جعل الإتحاد يلجأ للمدارس من أجل نشر اللعبة فيها وبالفعل هناك مدارس مثل المون لاسال والجمهور ناشطة جدا على صعيد اللعبة لكن أيضا للأسف هناك مدارس لا يعرفوا أبدا عن هذه اللعبة وهناك خطة للإتحاد تقوم على زيارة أكبر عدد من المدارس للتعريف باللعبة لأن اللاعب إذا ما أراد التألق في هذه اللعبة عليه أن يبدأ وهو صغير أي عندما يكون في المدرسة.

هناك جيل صغير جيد يشارك في بعض البطولات الخارجية في مختلف الفئات العمرية ويحققون نتائج جيدة إلى حد ما وتبشر بالخير.

كما ينظم الإتحاد اللبناني سنويا بطولة لبنان للإسكواش لمختلف الفئات وهناك أشخاص يساعدون في تنظيم البطولة منهم أمين سر الإتحاد روي ديفيرو الذي يقوم بدور مميز في هذا الإطار.

المشاركات الخارجية بحسب الحكيم كانت معدومة في الفترة الأخيرة بسبب ضعف الإمكانات المادية لكن هذه السنة بدت المشاركة أفضل حيث شارك لبنان في دورات للرواد أي اللاعبين أكبر من 45 عاما في شرم الشيخ وعمّان كما في بطولة الناشئين في الأردن.

الأسباب وراء قلة المشاركات هي اثنتين : الأول هو الرغبة في تحضير المنتخب أكثر من أجل تحقيق نتائج جيدة والثاني هو مادي بحت إذ أن السفر مكلف والإتحاد أحيانا يتحمل كل تكاليف السفر، وأحيانا جزءا منها لكن في كثير من الأحيان صندوق الإتحاد لا يمكنه تحمل هذه السفرات جميعها.

الإتحاد دائما ما يتوجه لوزارة الشباب والرياضة من أجل الحصول على دعم ولو قليل لكن لا جواب وبالتالي الإتحاد يؤمن مداخيله من الرسوم الرمزية للأندية الأعضاء بجانب بعض التبرعات من محبي اللعبة.

وكشف الحكيم عن أن هناك ثلاثة لاعبين من أصل لبناني يعيشون في الولايات المتحدة ويشاركون في بطولات خارجية كشفوا عن رغبتهم بتمثيل لبنان وهذا طبعا سيرفع أسهم لبنان في تحقيق نتائج خارجية بجانب الإعتماد طبعا على بعض اللاعبين الصغار الذي يجري تجهيزهم لتمثيل لبنان خارجيا في المستقبل القريب.

الحكيم وجه في ختام حديثه رسالة إلى الأندية التي تمتلك ملاعب للإسكواش وغير منتسبة لاتحاد اللعبة داعيا إياها بالإنتساب كي تساعد الإتحاد ويساعدها هو بالمقابل لأن اللعبة تحتاج لمجهود الجميع إذا ما أراد محبوها تطويرها والنهوض بها.

كرة السرعة

هي رياضة من رياضات الكرة والمضرب وهي رياضة المصرية التي تمارس بالكرة والمضرب باستعمال جهاز بسيط يجعل الكرة تدور صانعة دوائر مركزها مكان التثبيت (البكرة) في محور دائري في مساحة لا يتعدى قطرها ثلاثة أمتار حيث أن الكرة تثبت في طرف خيط نايلون رفيع طوله 1.5 م وطرفه الآخر مثبت بحلقة تركب على بكرة بأعلى الجهاز.

تنفرد هذه الرياضة بأنها الرياضة الوحيدة ضمن رياضات الكرة والمضرب التي يمكن أن يمارسها اللاعب بمفرده فهى لا تتطلب فريقاً كاملاً أو عدداً كبيراً لممارستها.

تعتبر كرة السرعة من رياضات المضرب التي يمارسها اللاعب بمضربين في آن واحد.تتميز كرة هذه الرياضة عن باقي الكرات المستخدمة في الرياضات الأخرى من أسرة الكرة والمضرب بأن لها شكلاً بيضاوياً وتصميماً خاصاً.

كما توفر عنصر الأمن والسلامة لممارسيها لعدم وجود احتكاك بين اللاعبين لوجودهما في جزئين من الملعب مستقلين يفصل بينهما منطقة محايدة.

تأسس الإتحاد اللبناني لكرة السرعة عام 2008 وهو يضم ستة أعضاء كما هو منضم إلى اللجنة الأولمبية اللبنانية على الرغم من أن هذه اللعبة غير مصنفة كلعبة أولمبية.

ينتسب تحت جناح الإتحاد اللبناني خمسة أندية مرخصة. وللحديث أكثر عن واقع هذه اللعبة في لبنان، التقت صحيفة السبورت الإلكترونية رئيس الإتحاد اللبناني للعبة جهاد هاشم.

هاشم بدأ حديثه بالقول إن لبنان ناشط جدا على صعيد المشاركات الخارجية سواء عربيا، أسيويا أو دوليا وهو لا يترك فرصة للإحتكاك الخارجي إلا ويستغلها على الرغم من عدم وجود أي دعم من وزارة الشباب والرياضة وغياب الإهتمام من قبل الدولة إذ أن كل ما يقوم به الإتحاد نتيجة مجهود شخصي وبتمويل من الجيب الخاص لأعضائه وعبر محاولة تأمين رعاة لهذه اللعبة مع الصعوبة الكبيرة في إيجاد راعي يدعم لعبة فردية لا تحظى بأي اهتمام فردي ولا إعلامي.

هاشم لفت إلى أن الإتحاد يتجه دائما إلى المدارس من أجل نشر هذه اللعبة هناك لأنها الخزان لتطوير اللعبة وبالفعل هناك حوالي سبع أو ثماني مدارس فاعلين للغاية إضافة إلى جامعة بيروت العربية التي لديها فريق حقق العديد من الميداليات الخارجية للبنان.

وأضاف هاشم بأنه لا يوجد تنظيم لبطولة لبنان بشكل سنوي وذلك بسبب ضعف إمكانات الإتحاد المالية فهو إضافة لتنظيم البطولات يحاول استثمار أمواله الضئيلة في إقامة دورات تدريبية وتحكيمية من أجل تشكيل كادر كامل يساهم أكثر في نشر اللعبة وتطويرها فمثلا عندما أرادت جامعة بيروت العربية تشكيل فريق لأول مرة في اللعبة، اضطر هو شخصيا كي يذهب للجامعة ويشرح لهم أصول اللعبة بدل إرسال مدرب.

رغم هذه الصعوبات، فإن للبنان حضور خارجي مميز، فعلى الصعيد العربي، لبنان دائما هو إما الوصيف أو صاحب المركز الثالث إذ يتنافس مع الكويت فيما المركز الاول عادة ما يكون لمصر.

أما أسيويا فاليابان هي الأولى والتنافس سيتمر مع الكويتيين على مركز الوصافة. وعلى الصعيد العالمي، لبنان ليس بعيدا كثيرا وهو يحاول دائما المشاركة على الصعيد الدولي من أجل كسب الخبرات وتطوير المستوى، وبعد فرنسا، مصر واليابان، يمكن للبنان إن عمل بجهد أن يدخل قائمة الدول الافضل عالميا في هذه اللعبة.

وأبدى هاشم تعجبه من عدم دعم الدولة لهذه اللعبة فهي لا تحتاج إلى ملاعب ولا لتجهيزات كبيرة ولا يوجد فيها إصابات للاعبين ومبلغ ال10000 دولار سنويا مثلا كموازنة يمكن له نقل اللعبة إلى مكان أفضل بكثير لكن للأسف هذه اللعبة حالها مثل حال الألعاب الفردية الأخرى لا يشملها دعم الوزارة والدولة غائبة عن السمع كليا وهناك وعود دائما بأن اللعبة سيتم دعمها وفي النهاية لا يأخذ الإتحاد أي قرش من الدولة وهذا يطرح علامات استفهام على قدرة الإتحاد على الإستمرارية فالمال هو العصب وبالتالي الدعم الشخصي من أعضاء الإتحاد لن يستمر إلى ما لا نهاية.

وردا على وصف البعض لإتحاد لعبة كرة السرعة بالفولوكلوري وعدم الفعال، رد الهاشم بان كل شخص يستطيع التحدث بما يريد لكن الكلام شيئ والواقع شيئ آخر.

الإتحاد يقوم بكل ما يستطيع به وهو شخصيا ليس من هواة المناصب لكن حبه فقط لهذه اللعبة هو من دفعه لترؤس اتحادها ومن لديه القدرة على العمل بشكل أفضل في ظل الظروف المادية الصعبة للإتحاد فليتفضل.

وأضاف الهاشم بأن لا تطور للرياضة في لبنان طالما أن وزارة الشباب والرياضة لا يهتم بها أحد وهي مجرد إكمال لعدد الحقائق وعندما تصبح هذه الحقيبة سيادية عندها ستخطو الرياضة خطوات إلى الأمام خاصة تلك الفردية مثل كرة السرعة القادرة بمبالغ بسيطة أن تحقق إنجازات كبيرة بعكس الرياضات الجماعية التي يتم صرف ملايين الدولارات عليها ولا تحقق نتائج.

تعاني الرياضات الفردية في لبنان من واقع صعب سواء من الناحية المادية، أو من ناحية إقبال الجمهور عليها وهذا يعود لأسباب عديدة ومتنوعة لكن هذه الرياضات عبر مسؤوليها تجتهد من أجل تطوير اللعبة فتصيب أحيانا وتخطئ أحيانا أخرى وعسى أن يكون هذا التحقيق هو نافذة ضوء صغيرة على هاتين اللعبتين من أجل السعي إلى تطويرهما وتحسينهما ونشرهما بشكل أفضل بين الشباب اللبناني.