انتهت ​كأس آسيا 2017​ والتي استضافها لبنان على مدى أسبوعين في ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل بتتويج المنتخب الأسترالي الوافد الجديد للقارة بطلا فيما خرج منتخب لبنان من البطولة بخفي حنين إن جاز القول ليفشل في لعب المباراة النهائية أقله على أرضه وبين جماهيره في أمر قد لا يتكرر قبل عشرات السنين.

وانقسمت الآراء حول أمور كثيرة في هذه البطولة أهمها التنظيم وبيع البطاقات إضافة إلى كيفية تسديد مصاريف البطولة وتكلفتها مع الظهور الباهت للمنتخب اللبناني خاصة ولعرب آسيا بشكل عام بجانب مشاركة نيوزيلاندا وأستراليا لأول مرة في هذه البطولة التي شهدت حدثا بارزا تمثل بإسدال ​فادي الخطيب​ الستارة على مسيرته الدولية الحافلة بالإنجازات حيث اختار أن يعتزل اللعب مع المنتخب على أرضه وبين جمهوره.

ويمكن الخروج من هذه البطولة بسلسلة من الإستنتاجات مع التأكيد في النهاية على أن البطولة ورغم كل الآراء المختلفة حولها كانت حدثا بارزا وإنجازا بكل ما للكلمة من معنى.

تنظيم جيد رغم بعض الشوائب

كان تنظيم البطولة جيدا إلى حد كبير خاصة من ناحية تأمين راحة المنتخبات المشاركة في هذا الحدث مع تسهيل كافة الأمور اللوجستية التي جعلت المنتخبات المشاركة تشعر براحة كبيرة وتعبر عن رضاها وصولا للملعب الذي كان بحالة مميزة مع وجوب التوقف عند ارتفاع أسعار البطاقات والتي كانت عائقا وراء عدم وجود مدرجات ممتلئة سوى في بعض مباريات المنتخب اللبناني وهو أمر كان يعلمه الجميع وأثر سلبيا على الحضور الجماهيري رغم تميز الشعب اللبناني بحبه لهذه اللعبة.

أداء لبناني أقل بكثير من التوقعات

على الرغم من الوعود بتحضير منتخب ينافس على اللقب، لم يقدم المنتخب اللبناني الأداء المنتظر منه حيث طغت عليه الفردية في كثير من الأوقات مع غياب الحلول الجماعية الهجومية وعدم تقديم كرة سلة حديثة بجانب الكثير من المشاكل الدفاعية دون نسيان عدم ظهور مجنس المنتخب نورفيل بيل بالصورة المطلوبة منه. وقد لا يتحمل مدرب المنتخب الكثير من المسؤولية إذ أنه استلم المنتخب قبل أقل من شهرين على انطلاق البطولة وهو أمر أي التحضير المتأخر أصبح من التراث الرياضي اللبناني، لكنه أي المدرب أخطأ في بعض الأمور الأساسية من ناحية استعمال لاعبي الإحتياط بجانب مباراة إيران الكارثية والتي أظهرت كثيرا من الضعف الخططي والتكتيكي للمدرب. وهنا ومن باب المحبة، يجب توجيه السؤال إلى لجنة المنتخبات وإتحاد اللعبة عن التأخير في تحضير الفريق وتعيين المدرب واختيار المجنس والهدف من هذا السؤال ليس التنظير بل الإضاءة من أجل التحسين والإستفادة في المستقبل.

اعتزال الخطيب والبحث عن قائد

لن يكون منتخب لبنان قبل اعتزال فادي الخطيب كما بعده . فالخطيب والذي قدم بطولة مميزة وكان أفضل هداف فيها سيترك بلا شك أثرا كبيرا في المنتخب اللبناني، معنويا وفنيا. ولسنا بوراد الحديث عن مسيرة فادي فهي أكبر من أن تختصر بمقال واحد أو اثنين أو حتى عشرة بل سنحاول التطرأ لأثر غياب فادي عن المنتخب.

في الشق المعنوي، سيكون المنتخب اللبناني بحاجة إلى لاعب قائد وإن كان جان عبد النور الأقرب في هذا الوقت لقيادة المنتخب رغم الأعين المفتوحة على صانع العاب الفريق وائل عرقجي واللاعب أحمد ابراهيم الذي يمكن لهما إذا ما نجحا في التطور أكثر وأكثر رفقة أنديتهم في أخذ المشعل من الخطيب وحمله لإعادة النهوض بالمنتخب الوطني الذي يحتاج إلى قائد حقيقي إذا ما أراد العودة من جديد إلى الساحة السلوية الأسيوية والعالمية.

أما في الشق الفني فإن الخطيب كان معدله في كل مباراة 25 نقطة مع تشكيله لثقل هجومي تحت السلة ما يعني بأن الخيارات الهجومية يجب أن تتحسن في الفريق جماعيا لتعويض النقص الذي سيتركه فادي مع طرح سؤال وهو هل سيتم الاعتماد على لاعب مجنس هداف بدل لاعب ارتكاز لتعويض اعتزال الخطيب؟ الأمر ربما مستبعد والكل ينتظر تحديدا من الثلاثي وائل عرقجي، أمير سعود وأحمد ابراهيم إظهار مهاراتهم الهجومية لتسجيل نفس نقاط فادي الخطيب وأكثر وتعويض غيابه.

كرة السلة العربية آسيويا تحتاج إلى نفضة

قدم منتخب قطر أداءا مخيبا فيما لم يكن المنتخب السوري سيئا نظرا للظروف الأمنية في سوريا كما قاتل المنتخب الأردني باللحم الحي فيما توقع الجميع الأفضل من المركز السادس بالنسبة للبنان. هذا يقودنا إلى استنتاج واضح وبأن المستوى في آسيا قد تطور كثيرا وطريقة التحضير من الآن وصاعدا يجب أن تكون مختلفة فلم يعد ينفع تجميع المنتخب قبل فترة فقط بل يجب التخطيط السليم منذ الصغر واعتماد إستراتيجة التحضير المبكر قبل كل حدث هام كما في بناء دوري محلي قوي لأن الكل يعلم بأن الدوري القوي ينتج منتخبا قويا. وهنا يجب تحديدا على الأردن وقطر إعادة النظر بضعف الدوري المحلي لديهم من أجل إعادة تكوين دوري يضخ دماء جديدة ولاعبين جاهزين للمنتخب الأول وإلا فإن مهمة تكرار إنجاز الوصول لكأس العالم من جديد سيكون أمرا صعبا للغاية.

أستراليا ونيوزيلاندا إضافة لكرة السلة الأسيوية

مستوى قريب من كرة السلة الأوروبية والأميركية مع أسلوب لعب مختلف. هذا ما اضافته مشاركة كبار قارة أوقيانيا حيث احرزت أستراليا اللقب وحلت نيوزيلاندا ثالثة. كرة السلة الحديثة التي لعب بها المنتخبان وتحديدا أستراليا أثبتت بأن كرة السلة الأسيوية ما زالت بعيدة عن أن تقارع نظيرتها العالمية.

هذا يدعو القوى الكبرى في القارة كإيران، كوريا الجنوبية والصين طبعا إلى تحسين مستواها وإعادة النظر في طريقة إدارة المنتخبات لأن المنافسة الأسيوية أصبحت أبقى والحصول على البطاقات السبع المؤهلة لكأس العالم لن يكون سهلا أبدا ويستلزم عملا خاصا وتحضيرا ليس كذي قبل.

أحمد علاء الدين