لطالما قيل ان كرة القدم هي لعبة الفقراء واللعبة الأكثر شعبية وجمالاً في العالم، لكن من الواضح ان هذا المفهوم اختلف في الآونة الأخيرة وبدأ التصدع يصيب سمعة وصورة الكرة المستديرة، بعدما تغيرت المفاهيم واختلفت المعايير لتصبح بقدرة قادر لعبة الأغنياء.

ومنذ ان بدأت عقود انتقال اللاعبين إلى أندية أخرى تفوق المئة مليون يورو، تجسدت حالة غريبة في عالم كرة القدم تعتمد على المزايدات والإنفاق المبالغ فيه في سوق الإنتقالات في مشهدٍ لم نره حتى إبان تواجد العديد من النجوم ومنهم الارجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان وغيرهم من النجوم، بمعنى ان الاسعار التي كان يتم وضعها لانتقال هؤلاء كانت معقولة جداً على الرغم من تفوقهم على العديد من لاعبي اليوم ممن يحصدون تلك المبالغ.

ومع تسارع حالة التضخم في أسعار اللاعبين وتصاعد رغبة العديد من الأثرياء العرب في شراء أندية أوروبية، برز تطور جديد هو أشبه بحالة من الجنون ويقضي بدفع مبالغ خيالية بهدف كسر عقد لاعب أو نجم ونقله الى ناد آخر كما حدث مع البرازيلي نيمار حين استطاع القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان دفع 222 مليون يورو لنادي برشلونة والعودة بالنجم البرازيلي على أقرب طائرة.

هذا الجنون في سوق الانتقالات مهّد الطريق لأنباء غير رسمية عن سعي الشيخ ​منصور بن زايد​ مالك نادي مانشستر سيتي لدفع مبلغ 300 مليون يورو من أجل كسر عقد نجم البارسا ليونيل ميسي والإتيان به الى الدوري الإنكليزي الممتاز مستغلا عدم تجديد اللاعب الارجنتيني لعقده مع النادي الكاتالوني.

وبغض النظر عن صحة الخبر وما قيل عن ان منصور بن زايد لا يفكر بالتعاقد مع ميسي هذا العام، إنما في العام المقبل، فإن هناك منحى جديد بدأ يشق طريقه في عالم كرة القدم أثر كثيراً على صورتها وحوّلها إلى لعبة مزايدات و"عرض جيوب" بين الأغنياء أضف إلى ذلك انها شجعت أندية أخرى على رفع أسعار لاعبيها رغبة بالخروج "من المولد" بأفضل الأسعار ولنا فيما يحدث في مفاوضات انتقال نجم ليفربول كوتينيو الى برشلونة، وتحديد سعر مهاجم موناكو كليان مبابي بـ180 مليون يورو خير مثال.

وفي خضم كل تلك المعطيات، فإن أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان عن مستقبل كرة القدم خاصة اذا لم يتمكن الاتحاد الدولي لكرة القدم او الاتحاد الاوروبي من كبح جماع "الأغنياء" بقرارات وقوانين تعيد الإعتبار الى اللعب المالي النظيف، وتسمح بأن تكون اللعبة للجميع وهو الهدف الذي أنشئت من أجله.

يبقى السؤال الذي يرواد مخيلة كل عاشق لتلك اللعبة وهو: هل سنشاهد لاعب ينتقل الى ناد آخر مقابل مليار يورو؟

ربما!!