حقق ريال مدريد لقب كأس السوبر بعدما كرر فوزه على برشلونة بنتيجة 2-0 في المباراة التي احتضنها ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد. المدير الفني للريال زين الدين زيدان لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع أسينسيو، بنزيما وفاسكيز في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لبرشلونة إرنستو فالفيردي المباراة بالرسم التكتيكي 3-5-2 مع ميسي وسواريز في خط الهجوم.

الريال بدأ المباراة بشكل سريع محاولا مباغتة البرسا عبر تحركات فاسكيز يمينا وأسينسيو يسارا بدعم من ظهيري الفريق لينجح أسينسيو في إعطاء الريال التقدم عند الدقيقة 4.

الريال بدا هو الفريق المسيطر على المباراة مع تراجع البرسا للخلف واعتمادهم على الدفاع من وسط الملعب ما أعطى بعض الفراغات بين المدافعين الثلاثة ولاعبي الإرتكاز ليحاول ظهيري الفريق المساندة ما كشف الأطراف وسمح بتقدم أكثر لمارسيلو وكارفاخال.

بعد حوالي الربع ساعة من اللقاء، بدأ البرسا بالظهور مع تحرك ظهيريه روبيرتو وألبا بجانب دور هجومي من لاعبي الوسط راكيتيتش وغوميز من أجل لعب كرات بينية قصيرة لميسي وسواريز وحصل بالفعل الفريق على بعض الكرات الخطرة لكن اللمسة الأخيرة لم تكن فعالة.

ومع تقدم لاعبي البرسا لمنتصف الملعب من اجل تقريب الخطوط أكثر، استمر الريال نشطا في عملياته الهجومية وهو اعتمد على الكرات الطولية الساقطة من لاعبي الوسط لجناحي الفريق فور قطع الكرة مع وجود مساحات كبيرة في ملعب البرسا. زيدان غيّر من طريقة دفاعه في منتصف الملعب إذ تحول لدفاع ضاغط في مناطق الريال مع الثلاثي الهجومي وثلاثي الوسط وبالفعل عانى برشلونة كثيرا من هذا الضغط مع افتقاده للحركية وعدم القدرة على الصعود بالكرة في ظل الرقابة وعدم التحرك دون كرة من لاعبي البرسا لينجح الريال في أكثر من مناسبة بقطع الكرة وشن هجمات خطرة على مرمى البرسا لتأتي الدقيقة 39 ويسجل بنزيما هدف الريال الثاني. بعد الهدف استمر الريال بنفس الأسلوب الدفاعي الضاغط وسط عجز من برشلونة على التعامل معه ليحصل على مزيد من الفرص في ظل انكشاف دفاعي للبرسا لكن الأمور لم تتغير وبقيت النتيجة تشير لتقدم الريال 2-0 وينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة.

البرسا حاول بدء الشوط الثاني بطريقة هجومية مع تحركات سريعة لميسي وسواريز خلف دفاعات الريال لكن المساحات لم تكن موجودة كما يجب بجانب عدم التركيز في إنهاء الهجمات فيما استمر الريال بأسلوبه الدفاعي المميز والذي يبدأ على مشارف منطقة جزاء البرسا مع وجود مارسيلو في الطرف الأيسر والإستمرار بأداءه الهجومي المميز.

فالفيردي تدخل للمرة الأولى وتحول للعب ب4-4-2 مع إخراج بيكيه وإدخال الظهير سيميدو ليعود زيدان للعب الدفاع من منتصف الملعب مع الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة عبر طرفي الملعب.

البرسا حاول شن هجمات على مرمى الريال خاصة مع تقدم الأظهرة وعكس كرات عرضية كثيرة لداخل منطقة جزاء الريال لم تجد من يتابعها في ظل انتشار دفاعي جيد وتقارب بين الخطوط الثلاثة للفريق الملكي.

مشكلة برشلونة كانت في افتقاد عنصر المفاجئة الهجومية فالأسلوب كان معروفا ومتوقعا من دفاعات البرسا إضافة للإرتداد الدفاعي البطيئ بعد خسارة الكرة ما كان يسمح للريال بتشتيت الفريق والإحتفاظ أحيانا كثيرة بالكرة لكسر إيقاع لعب البرسا المتواصل. زيدان أخرج كوفاسيتش وأدخل كاسيميرو في وسط الملعب لتتابع هجمات البرسا الغير منظمة على الرغم من بعض المحاولات الفردية الخطرة لميسي من عمق الملعب ليقوم كلا المدربين بتبديلهما الثاني، فالفيردي أخرج غوميز وأدخل ديلوفوي ليتحول ل4-3-3 مع لعب ديلوفوي على الجهة اليسرى فيما أخرج زيدان أسينسيو وأدخل ثيو هيرناديز والهدف كان تأمين النتيجة وإعطاء مزيد من الحيوية للجهة اليسرى كما أخرج توني كروس من وسط الملعب وأدخل سيبيلوس فيما أدخل فالفيردي دين مكان ألبا.

الدقائق العشر الأخيرة من المباراة شهدت سعيا مكثفا من قبل البرسا لتسجيل أقله هدف شرفي يحفظ ماء الوجه لكن مهاجمي البرسا اصطدموا بكيلور نافاس الذي أبعد أكثر من كرة خطرة فيما استمرت كرات البرسا العرضية من دون متابعة لازمة بسبب غياب العمق الكافي وعدم وجود لاعب الوسط القادم من الخلف لمساندة رأس الحربة والقيام بالعمق اللازم إلى أن جاءت الدقيقة 90 والتي أنهى فيها الحكم المباراة وأعلن تتويج الريال بلقب السوبر الإسباني عن جدارة واستحقاق.

" أحمد علاء الدين "