إنقضى الجزء الأول من موسم الفورمولا 1 لعام 2017 وأقيم 11 سباق حتى الأن في أستراليا والصين والبحرين وروسيا وإسبانيا وموناكو وكندا وأذربيجان والنمسا وبريطانيا والمجر.

في ما يلي تقييم لأداء العشر فرق المشاركة في هذه البطولة والتي هي ​مرسيدس​، ​فيراري​، رد بُل، فورس إنديا، ويليامز، تورو روسو، هاس، رينو، مكلارين وساوبر.

ويجب توضيح فكرة أساسية والتي هي أن المنافسة غير عادلة في الفورمولا 1، ففرق الصدارة لديها ميزانية تعادل 3 مرات ميزانية الفرق الصغيرة وعدد العاملين فيها يفوق بأضعاف عدد العاملين في الفرق الصغيرة.

لذلك، حسب رأينا، تنقسم المنافسة حاليًا ضمن 3 فئات تتباعد عن بعضها بشكل كبير وليس هناك من أمل للتنافس ما بينها.

في هذا المقال سنتكلّم على أداء الفئة الأولى التي تسيطر على الفورمولا 1 حاليًا وهي تضم فرق مرسيدس وفيراري ورد بُل.

تتصدّر حاليًا مرسيدس ترتيب بطولة الصانعين برصيد 357 وفيراري في المركز الثاني برصيد 318 نقطة ورد بُل في المركز الثالث برصيد 184 نقطة.

1- مرسيدس

في حال كنت غير متابع للفورمولا 1 في السنوات السابقة، فإن مرسيدس تسيطر على هذه الرياضة منذ 4 سنوات ولقد تمكنت من الفوز ببطولتي الصانعين والسائقين في مواسم 2014 و2015 و2016. إن الذي مكّن هذا الفريق الألماني من السيطرة هو تصميمه لأقوى محرك في عصر التوربو حيث أن محركات الفورمولا 1 إنتقلت في عام 2014 من V8 الى V6 توربو هجينة. وأشارت التقارير سابقًا الى أن مرسيدس بدأت تطوّر هذا المحرك منذ عام 2010 وهي قد وصلت الى موسم 2014 وهي تمتلك محرك يتقدم بسنين ضوئية على باقي المحركات وقتها (فيراري ورينو).

هذا الموسم تتابع مرسيدس تقديم أفضل ما يمكن وهي تبدو أقوى من أي وقت مضى ولديها سيارة خارقة، ولقد تمكنت من الفوز ب6 سباقات من أصل 11 حتى الآن. وهي تتصدر ترتيب الصانعين بجدارة.

وحسب الأداء الذي ظهرت عليه في السباق البريطاني على حلبة سيلفرستون والتي هي تشبه معظم الحلبات المتبقية من الموسم من المتوقع أن تفوز أيضًا على الأقل ببطولة الصانعين هذا الموسم.

2- فيراري

دخلت فيراري عصر التوربو في 2014 من دون علمها أنها ستواجه مرحلة صعبة جدًا في تاريخها. كان محرّك فيراري في 2014 سيئ جدًا وكانت بعيدة جدًا عن مرسيدس. في عام 2015 تحسّنت الأمور قليلاً خاصة مع قدوم بطل العالم 4 مرات الألماني سيباستيان فيتيل الى صفوفها وتمكنت من إحتلال المركز الثاني في البطولة. لكن الأمور عادت الى الأسوأ في موسم 2016 حيث أن مرسيدس عادت للسيطرة المطلقة. لكن موسم 2017 شهد إنعطافة قوية لفيراري حيث أنها دخلت الموسم بتصاميم ثورية والأهم بمحرك يعادل بالقوة محرك مرسيدس. وهكذا تمكنت فيراري من الفوز ب4 سباقات حتى الآن وسائقها فيتيل يحتل المركز الأول في بطولة السائقين.

الأمر المهم حاليًا هو قدرة فيراري على مجارات مرسيدس بتطوير السيارة في القسم الثاني في الموسم. وجسب ما يشير اليه خبراء الفورمولا 1 لا يبدو أنها ستتمكن من ذلك.

لكن، نحن كمتابعين للفورمولا 1 نأمل أن لا يحصل هذا الأمر، بكل بساطة كوننا نريد منافسة خلال السباقات على المركز الأول وحاليًا لا يوجد غير فيراري تقدر على مقارعة مرسيدس. نحن لا نريد أن نعلم من سيفوز بالسباق قبل بدايته.

3- رد بُل

كانت التقارير قد أشارت قبل بداية موسم 2017 أن فريق رد بُل سيكون هو المنافس الأساسي لمرسيدس. لكن وللمفاجأة أظهرت سيارة ربُل أنها تتأخر بكثير من حيث التصميم عن مرسيدس وفيراري أيضًا. وهكذا يحتل حاليًا الفريق المركز الثالث في الترتيب على بُعد 173 نقطة عن المركز الأول و134 عن المركز الثاني، وهذا يعني أنها أصبحت خارج المنافسة على المركزين الأول والثاني.

الأمر الأساسي الذي لا يُساعد رد بُل على مجاراة مرسيدس وفيراري هو محركها التي تزودها به شركة رينو (التي تملك فريق خاص فيها أيضًا) والذي حسب ما تقوله رد بُل أقل قوة من محركي مرسيدس وفيراري.

لكن حسب ما يقوله الإتحاد الدولي للسيارات إستنادًا لدراساته، إن فارق القوة بين المحركات الثلاث ضئيل جدًا وهذا لا يفسر فارق الأداء بين مرسيدس وفيراري من جهة ورد بُل من جهة أخرى.

هذا يعني أن تصميم سيارة رد بُل هذا الموسم ليس بجودة فريقي الصدارة. لكن وكما تُظهر لنا السنين السابقة، رد بُل سريعة جدًا بتطوير سيارتها، وكما قال مديرها كريستيان هورنر في الأسبوع الماضي، هو يتوقع أن يكون أداء فريقه أفصل من فيراري في القسم الثاني من الموسم.

لننتظر لنرى إن كان هذا الأمر سيترجم فعليًا على أرض الحلبة.

(يتبع)

برنار الطيّار