قطع ريال مدريد شوطا كبيرا نحو التتويج بلقب ​كأس السوبر الإسباني​ بعدما هزم برشلونة 3-1 على أرضه في ملعب الكامب نو.

المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-1-2 مع الثنائي بايل وبنزيما في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لبرشلونة إرنستو فالفيردي اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ديلوفوي، ميسي وسواريز في خط الهجوم.

البرسا حاول الإمساك بزمام المبادرة منذ البداية والسيطرة على الكرة مع اعتماد مبدأ الضغط العالي في مناطق الريال فور فقدانها فيما ضغط الريال في وسط الملعب مع انتشار جيد طولي ولعب كرات قصيرة في الخلف ومن ثم السعي لضرب دفاع البرسا عبر كرات طويلة مع سرعة بنزيما وبايل في الإنطلاق خلف المدافعين.

ميسي وكما العادة كان جناحا أيمن على الورق لكنه فعليا كان لاعب وسط خلف رأس الحربة سواريز مع إعطاء المجال للظهير الأيمن فيدال للتقدم بشكل كبير فيما حاول ديولوفيو وألبا تشكيل جبهة ثنائية في الجهة اليسرى لكن خطوط الريال الثلاثة كانت قريبة من بعضها البعض في ظل دور جيد للاعبي الوسط في حماية ظهر المدافعين الاربعة في الخلف.

الريال ورغم التزامه الدفاعي في الخلف، لم يكتف بالدفاع فقط بل حاول دائما إبداء ردة فعل هجومية مع مجهود مميز من الظهير مارسيلو والذي تقدم كثيرا للأمام بجانب تحركات إيسكو بين قلبي دفاع البرسا ولاعب الإرتكاز مع خروج بايل لطرفي الملعب احيانا لعكس كرات عرضية لبنزيما لم تتميز كثيرا بالدقة.

البرسا ورغم أفضلية سيطرته على الكرة إلا أنه إيقاع لعبه كان هادئا خاصة في بناء اللعب من وسط الملعب حيث لم يجد راكيتيتش وإينستا الكثير من المساحات على الرغم من وجود ميسي والذي كان كاسيميرو مكلفا بمراقبته إضافة لكوفاسيتش الذي كان يسانده دائما.

تسريع اللعب من البرسا كان دائما في تناقل الكرات الثنائية عبر طرفي الملعب وهو ما نجح به ألبا كثيرا في الجهة اليسرى لكن الكرات العرضية لم تكن تصل للاعبي البرسا داخل منطقة جزاء الريال بسبب الرقابة الجيدة من المدافعين ما جعل مرمى نافاس غير مهدد وسيطرة برشلونة من دون أي فعالية هجومية لينتهي الشوط الأول من المباراة بتعادل سلبي.

الشوط الثاني بدأ بإيقاع سريع، هجمة من هنا وهجمة من هناك مع استمرار مارسيلو بفتح جبهة خطرة على مرمى برشلونة في الجهة اليسرى ليسجل بيكيه وبالخطأ في مرماه أولى أهداف الريال عند الدقيقة 50.

البرسا حاول إبداء ردة فعل سريعة عبر التقدم أكثر للأمام والإكثار من الكرات العرضية لكن عمق ملعب الريال كان مغلقا بسبب التكتل الدفاعي الجيد من الفريق. فالفيردي أجرى أولى تبديلاته بإخراج ديلوفيو وإدخال سواريز لتنشيط الجهة اليسرى فيما أدخل زيدان رونالدو مكان بنزيما في الخط الأمامي لإضفاء سرعة كبيرة في الهجمات المرتدة وهو ما حصل فعلا في ظل المساحات الكبيرة التي تركها لاعبو البرسا نتيجة تقدمهم للأمام وبطء ارتدادهم الدفاعي في العودة.

أسلوب البرسا الهجومي اعتمد على الكرات القصيرة في وسط ملعب الريال مع إنيستا وسواريز وميسي ومن ثم لعب الكرات للأطراف مع الأظهرة المتقدمة لكن معظم الكرات العرضية لم تجد من يستلمها نتيجة الكثافة الدفاعية للريل داخل منطقة جزاءهم.

كما حاول الريال الضغط أحيانا في مناطق البرسا ما أزعج الأخير وأخر كثيرا بناء لعبه الهجومي ما أعطى فرصة للاعبي الريال في إعادة التموضع الدفاعي ومن ثم الإنطلاق في المرتدات مع استمرار مارسيلو في اللعب الهجومي الخطر على مرمى البرسا.

مدربا الفريقين تدخلا من جديد فخرج كوفاسيتش ودخل اسينسو ليتحول زيدان لل4-3-3 مع أسينسو وبايل كجناحين ورونالدو كرأس حربة صريح فيما دخل روبيرتو مكان إنيستا لتنشيط خط وسط البرسا.

لاعبو البرسا كانوا بطيئين في التحرك دون كرة ولولا تحركات ميسي الفردية لبدا الفريق عاجزا كليا هجوميا لكن ميسي نجح من ركلة جزاء حصل عليها سواريز في تعديل النتيجة 1-1 عند الدقيقة 77.

المباراة بعدها بدتسريعة وحاول البرسا التقدم بكل عناصر الفريق للأمام ما كشف الخط الدفاعي بشكل كبير نتيجة وجود الأظهرة في الأمام وعدم تأدية لاعبي الوسط لأدوارهم الدفاعية ونجح رونالدو عبر سرعته الكبيرة في تسجيل هدف التقدم للريال عند الدقيقة 80 لكنه طرد بعدها بدقيقتين.

زيدان أخرج غاريث بايل وأدخل فاسكيز ليتحول الفريق ل4-2-1-2 فيما أدخل فالفيردي ألكاسير مكان راكيتيتش وتحول لخطة 4-2-4. البرسا حاول تكثيف العرضيات والإختراق من العمق لكن الحلول الهجومية كانت غائبة مع أسلوب هجومي مقروء وكرات عرضية غير فعالة ونجاح الريال في الدفاع كما يجب مع كسر إيقاع البرسا وجعله متقطعا ليطلق أسينسيو في الدقيقة 90 رصاصة الرحمة على البرسا ويؤكد فوز فريقه بهدف ثالث أعطى الريال أفضلية كبيرة في مباراة الإياب.

" أحمد علاء الدين "