انهى منتخب لبنان لكرة السلة الدور الاول من بطولة اسيا 2017 التي يستضيفها منتخب الارز على ارضه وبين جماهيره بالحلول في المركز الثاني في مجموعته التي تصدرتها نيوزيلندا فيما حلت كوريا الجنوبية في المركز الثالث (الثلاثة بنفس عدد النقاط) وكازخستان التي حلت ضيفة شرف على المجوعة وتلقت 3 هزائم وخرجت .

لبنان سيواجه منتخب تايوان لحجز مقعد في ربع النهائي بينما تاهلت نيوزيلندا مباشرة لهذا الدور بعد حلولها في المركز الاول في المجموعة وستكون كوريا على موعد مع اليابان لحجز بطاقة التأهل الى ربع النهائي في مباراة نارية .

وفي خضم هذه البطولة وفعالياتها، يمكن التوقف عند بعض النقاط الاساسية من الناحية اللبنانية:

* الشق الفني : اللاعبون ممتازون ويمثلون منتخب بلادهم على اعلى المستويات ولا يبخلون باي قطرة عرق في سبيل الارزة واسعاد جماهيرها. لكن سنقف عند نقطة الخطة "ب" وهي ما حصل في مباراة نيوزيلندا بالاخص. فقد كان فادي الخطيب في اعلى مستوياته وتعملق واظهر انه سيد اسيا لكن الفريق الاوقياني اقفل الابواب كلها في وجه الرهيب وائل عرقجي الذي برز في لقاء كوريا، فلم يعد هناك من يساند فادي في التسجيل، وتم الاعتماد على باسل بوجي وعلي حيدر لتسجيل النقاط وهذه ليست من اختصاصاتهما فهما لاعبا دفاع ويسجلان 10 نقاط او ربما اكثر بقليل، لكن لا يمكن الطلب منهما تسجيل 25 نقطة في كل لقاء، فغابت بالتالي المساندة وترك الخطيب في الميدان لوحده وخسر المعركة في الاخير بخطأين واحد منه والثاني من عرقجي نفسه .

المشكلة الاكبر هي في "الريباوند" الهجومي. يتعرض لبنان لوابل من الكرات التي تسدد وغالباً ما يحظى الفريق الآخر بفرصة جديدة تحت السلة يستغلها بنجاح ليتقدم او يعزز تقدمه. هذا ما لا يمكن ان نفعله امام ايران مثلا (بعد توقع الفوز على تايوان والوصول الى ربع النهائي)، ولن يرحمنا اللاعب الايراني حدادي تحت السلة .

المشكلة هي ان في منتخبنا الان افضل اللاعبين الذين يحصلون على "الريباوند" على غرار نورمان بيل المجنس الذي برز منذ موسمين مع الهومنتمن وكان معدله حوالي 13 ريباوند في اللقاء، الى علي حيدر وشارل تابت وباسل بوجي كلهم لاعبون يعتمد عليهم في فرقهم من الناحية الدفاعية فيما يبدو انهم اقل فعالية مع المنتخب في هذه الناحية .

هناك ايضا فكرة اراحة فادي الخطيب، ففي اللقاء الاول كان لبنان متقدما على كويا بفارق 13 نقطة مع انتهاء الشوط الثالث، وقرر المدرب ان يريح التايغر لبعض الوقت، فاحتاج الكوريون دقيقة و 43 ثانية لانزال الفارق الى 6 نقاط ضربة واحدة، ما شكّل ضغطا كبيرا الزم اعادة فادي الى الملعب، وهو قد يحتاج بطبيعة الحال الى الراحة في بعض فترات المباريات، فهل هناك خطة "ب" حين يكون فادي خارج الملعب ام سيتكرر سيناريو كوريا من جديد؟

الشق التنظيمي والجماهيري : الشقان متجاوران فالمنظمين محترفين على اعلى الدرجات، والتنظيم اتى حتى الآن ناجحاً ومميزاً، ولكن يمكن تخفيض اسعار البطاقات قليلاً، فيما يجب على الجمهور ان يتحمس للنزول الى ارض الملعب قبل ان يفكر بمتابعة المباراة عبر الشاشة والتحلق حول مائدة الطعام لمتابعة مجريات الاحداث، فالحضور الى الملعب له ميزاته وتأثيره، وليس عبثاً القول عالمياً وفي مختلف الرياضات ان المشاهدين هم بمثابة لاعب اضافي لمن يشجعون .

ان هذه الملاحظات نابعة من القلب ومن محبة صادقة لمنتخب الارز الذي اظهر كفاءة وقدرة كبيرتين رغم فترة التحضير القصيرة، لكن القاء الضوء على بعض النقاط هو من اجل التحسين، وان يقدم لبنان افضل ما يمكنه، ويواكب طموح لاعبيه ومشجعيه بالفوز باللقب على ارضه.