كما في الفترة التي تسبق أي موسم كروي، ولأسباب كروية وتسويقية، تشهد مختلف الملاعب خارج القارة الأوروبية العجوز جولات ودية لكبار الأندية الأوروبية حيث تكون فرصة من أجل التحضير الجيد لانتقال الموسم، كما لجني الأموال وتسويق إسم النادي في مناطق تشهد كثافة جماهيرية كشرق القارة الأسيوية أو في القارة الأميركية. هذه السنة، كان محبو كرة القدم على موعد مع جولة الأبطال والتي احتضنتها الملاعب الأميركية بمشاركة 8 فرق هي ريال مدريد، برشلونة، قطبي مدينة مانشستر (السيتي واليونايتد)، روما، جوفنتوس، توتنهام، باريس سان جيرمان والتي لعبت وفق نظام الدوري مع خوض كل فريق ثلاث مواجهات متنوعة كان أبرزها الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة والذي تخطى إطاره الودي كعادة كل مباريات الكلاسيكو في أي زمان ومكان.

برشلونة

وتصدر برشلونة ترتيب هذه الجولة الودية بعدما حقق انتصارات ثلاث في مبارياته كافة وهي كانت فرصة جيدة لمدرب الفريق الجديد إرنستو فالفيردي من أجل التعرف اكثر للفريق، وقد بدا مطمئنا أقله من ناحية الجهوزية البدنية والذهنية رغم الأخبار عن رحيل نيمار وما تركه من تأثير سلبي بالطبع على الفريق، لكن فالفيردي ظهر وكأنه صاحب شخصية قوية ويستطيع بسرعة جعل الفريق يتأقلم مع أسلوبه ليهزم البرسا جوفنتوس، يونايتد وريال مدريد على التوالي.

السيتي

المركز الثاني في هذه الجولة كان لفريق المدرب بيب غوارديولا مانشستر سيتي والذي أثبت بأنه قام بنقلة نوعية عن السنة الماضية وهو أمر كان متوقعا. بصمات بيب والتحسينات التي قام بها من خلال الكثير من التعاقدات مع لاعبين مميزين في أكثر من مركز خاصة في أطراف الملعب بدت بشكل واضح حيث قدم السيتي كرة قدم جميلة وجذابة من الناحية الهجومية ففاز في مبارتين وخسر وحيدة كانت أمام جاره اللدود مانشستر يونايتد.

روما

روما بشكله الجديد ومع مدير فني يخوض أولى جولاته الودية برفقة الفريق أظهر مستوى لا بأس به أبدا إذ حقق خمس نقاط من انتصار وتعادلين. الفريق الإيطالي وصيف الموسم الماضي بدا جيدا من الناحية الهجومية لكنه ما زال يحتاج للكثير من العمل في الشق الدفاعي وهذا ما سيقوم به الجهاز الفني بالطبع في الفترة التي ستسبق انطلاق الموسم بشكل رسمي حيث من المتوقع أن يزيد الإنسجام والكيميائية بين لاعبي الفريق.

يونايتد

الأمر نفسه ينطبق على مانشستر يونايتد ولو ان المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو رافق الفريق موسماً كاملاً، وحصد الشياطين الحمر خمس نقاط بعد التفوق على ريال مدريد بركلات الترجيح ثم على مانشستر سيتي قبل أن يخسر من برشلونة. مورينيو حاول إعطاء فرصة لجميع اللاعبين من أجل الوقوف على جاهزيتهم البدنية والفنية قبيل انطلاق الموسم ما سيساعده على اختيار عناصر التشكيلة الأساسية فيما بعد، مع معرفة نواقص الفريق والعمل على تدعيم الصفوف أكثر فيما تبقى من أيام بالميركاتو الصيفي.

جوفنتوس

بطل إيطاليا ووصيف أوروبا في الموسم الماضي جوفنتوس قدم أيضا جولة جيدة إلى حد ما، وهو ما زال محتفظا تقريبا بنفس شكل الفريق فنيا مع بعض العناصر الشابة والصفقات القليلة الجديدة التي شاركت في البطولة، لكن الفريق الإيطالي بالمبدأ سيبقى وفيا لطريقة اللعب التي ظهر بها الموسم الماضي وهو سيحاول مع مدربه ماسيميليانو أليغري العمل لتحسين بعض التفاصيل الصغيرة خاصة في الشق الهجومي للفريق وكيفية زيادة السرعة الهجومية في الثلث الأخير.

توتنهام

أما أداء وصيف الدوري الإنكليزي توتنهام هوتسبيرز فكان عاديا. فالفريق اللندني لم يقم بأي صفقة كبيرة، لا بل خسر بعضا من لاعبيه المنتقلين إلى فرق أخرى. فكر بوكيتينو هذا الموسم قائم على عدم تغيير شكل الفريق من أجل الإبقاء على التجانس ومحاولة تقديم نفس الكرة الهجومية التي ظهر بها توتنهام الموسم الماضي، لكن الأداء في الكأس الودية لم يكن مطمئنا على الإطلاق والفريق ما زال بحاجة للكثير من العمل ولصفقات جديدة ضرورية للغاية.

سان جيرمان

باريس سان جيرمان لم يقم بجولة أميركية جيدة حيث اكتفى بتعادل فقط أمام روما ثم تلقى خسارتين متتاليتين أمام توتنهام هوتسبيرز وجوفنتوس. ويبدو أن الصفقة المحتملة بضم النجم البرازيلي نيمار أرخت بظلالها على الفريق الذي بدا وكأنه لم يأخذ المباريات على محمل الجد وشارك بها مدرب الفريق إيمري بأكثر من تشكيلة ما أثر على الأداء العام، لكن الهدف تحقق من المشاركة وهو الوصول للموسم الفرنسي الذي سيبدأ مبكرا في جهوزية فنية وبدنية.

ريال مدريد

وأخيرا، كانت مشاركة ريال مدريد بطل أوروبا وإسبانيا التي اتت مخيبة للآمال وأقل من التوقعات، فالفريق الملكي حصد نقطة يتيمة من ثلاث مباريات وهو خسر أمام غريمه برشلونة وتعرض لخسارة أخرى قاسية أمام مانشستر سيتي 4-0 وتعادل مع مانشستر يونايتد (خسر بركلات الترجيح). وبدا واضحا أن الريال ومع الإستغناء عن أكثر من لاعب حتى الآن يحتاج إلى القيام ببعض الصفقات من أجل تحسين جودة الفريق وإعطاءه خيارات تكتيكية أكثر وهذا ما سيحصل بالمبدأ حيث يرتبط إسم الريال بأكثر من لاعب يتوقع أن يشكلوا إضافة للفريق الملكي.

كانت هذه الجولة الودية فرصة لعشاق الكرة الأوروبية أن يعاودوا رؤية فرقهم بعد فترة الإستراحة الصيفية، وذلك قبل ضربة البداية الرسمية للموسم الكروي الأوروبي 2017-2018 والذي ينتظر أن يكون ساخنا ومليئا بالإثارة والتشويق وهذا ما بدا في المباريات الودية والتي أعطت فكرة واضحة عما سيكون بانتظارنا بدءا من الأسبوع المقبل.

" أحمد علاء الدين "