"ربما لا تشعر بقيمة الشيء إلا عندما يصبح في يد غيرك". من الواضح ان هذه المقولة تنطبق بشكل كبير على العلاقة بين ريال مدريد ولاعبه السابق ألفارو موراتا الذي انتقل إلى تشلسي الإنكليزي مقابل مبلغ هو الأضخم بالنسبة للاعب إسباني.

لم يقدر الريال يوماً موهبة نجمه الذي تدرج من الأكاديمية طمعاً بمكان في الفريق الأول من أجل إظهار حبه للفريق الملكي، الا أن الأخير لم يجد له هذا المكان فكان القرار بالرحيل إلى يوفنتوس عام الفين وأربعة عشر. وبعد موسمين من التألق مع الفريق الإيطالي وصل خلالها إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، شعر الميرينغي بقيمة نجمه، فاستعاده مع بداية الموسم الماضي.

وعلى الرغم من أن موراتا لم يجد له موطئ قدم ثابت في تشكيلة زين الدين زيدان، إلا انه تمكن من تسجيل 20 هدفاً في 43 مباراة، لكن الريال فشل في إبقاء صفة "البديل الناجح" على نجمه فكان القرار بالرحيل إلى الدوري الإنكليزي وتحديداً إلى تشلسي حامل اللقب بعدما كانت كل الامور تسير باتجاه أولد ترافورد قبل ان تتحول إلى ستامفورد بريدج.

من الواضح ان موراتا اتخذ قراره بالرحيل قبل نهاية الموسم بعدما أيقن ان أيامه في ريال مدريد ستبقى معدودة مع القناعة الراسخة بضرورة تواجد كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغاريث بايل في خط المقدمة، لذلك فإن الرحيل إلى الدوري الإنكليزي شكل ضربة معلم للنجم الشاب خاصة في ظل "الطفرة" الواضحة للعيان في سوق الإنتقالات.

ولم يكن التصريح الذي أطلقه موراتا والذي اعتبر فيه تشلسي والمدرب انطونيو كونتي الأفضل في العالم، غريباً على المتابعين لمسيرة هذا اللاعب، لأن المكافأة لهذا التصريح ليست سوى مكاناً ثابتاً في تشكيلة البلوز حيث من المرجح أن يلعب أساسياً بدلاً من مواطنه دييغو كوستا الذي أبلغه كونتي بأنه لا يدخل ضمن خطته للموسم الجديد.

وعلى الرغم من ان كل التوقعات كانت تشير الى ان موراتا في طريقه الى مانشستر يونايتد، الا ان تطوراً مفاجئاً دفع بالشياطين الحمر لاستقدام نجم ايفرتون روميلو لوكاكو وصرف النظر عن اللاعب الإسباني، لكن قد يكون الريال اراد من إبعاد اللاعب عن اليونايتد ضرب عصفورين بحجر واحد.

الأول ضمان عدم لعب موراتا بمواجهة ريال مدريد في منافسات كأس الأبطال الدولية وكأس السوبر الأوروبية، والثاني رد الاعتبار لما حدث مع نهاية فترة انتقالات الموسم الماضي حين تعمد مانشستر الرد على فاكس الريال المتأخر أصلاً من أجل انتقال الحارس ديفيد دي خيا ليبقى الأخير مع الفريق الإنكليزي.

لكن ما يهم الآن هو وجود موراتا بين كوكبة مميزة من المهاجمين في الدوري الممتاز مما يعني ضرورة بذل قصارى جهده من أجل وضع اسمه على لائحة هدافين تضم هاري كين، روميلو لوكاكو، سيرجيو أغويرو، اليكسس سانشيز وغيرهم.