انتهى الدوري المصري لكرة القدم لموسم 2016-2017 بعدما شهد أحداثا مثيرة ومشوقة انتهت بتتويج الأهلي بلقب جديد في الدوري الذي شارك به 18 فريقا.

وتعتبر هذه النسخة من الأطول في الدوري المصري حيث توقف الدوري أكثر من مرة سواء لأجل المنتخب المصري أو لمشاركات بعض الفرق في البطولات الأفريقية ما أثر بالطبع على الإستمرارية في الأداء عند الكثير من الفرق.

دعونا الآن نلقي نظرة سريعة على أبرز ما حمله دوري " عبورلاند " المصري لهذا الموسم الكروي.

بسيطرة مطلقة ومن دون أي خسارة، نجح الأهلي في حصد المركز الأول بعدما قدم أداءا ثابتا طوال فترة البطولة حيث من أصل 34 مباراة فاز في 25 مباراة وتعادل في تسع مباريات كما كان صاحب أقوى خط دفاع إذ لم تتلقى شباكه إلا 14 هدفا بمعدل 0.41 هدف في المباراة إضافة إلى هجوم قوي ليضمن وقبل انتهاء الدوري بمراحل اللقب بعدما لم يلق منافسة حقيقية من قبل أي فريق آخر. مصر المقاصة كان مفاجاة الدوري السارة حيث حل وصيفا برصيد 74 نقطة.

الفريق تميز بأداء هجومي مميز حيث كان صاحب خط الهجوم الأقوى وسجل 65 هدفا بمعدل 1.92 هدف في المباراة الواحدة غير أنه عانى من مجاراة الأهلي والقدرة على الإستمرار في مطاردته من الخلف بعدما خسر بعض النقاط الثمينة أما فرق النصف الثاني من جدول الترتيب.

المركز الثالث كان للزمالك والذي قدم موسما أقل بكثير من طموحات جماهيره. الفريق عانى من مشاكل عديدة أولها بأنه لم يخض سوى بضع مباريات في بداية الدوري بسبب انشغاله بدوري ابطال أفريقيا في نسخته الماضية حيث حل وصيفا وثانيها هو كثرة التغيير الذي طال الجهاز الفني ما جعل هوية الفريق تبدو ضائعة خاصة في الشق الهجومي إذ لم يسجل الزمالك في 34 مباراة سوى 42 هدفا وهو رقم خجول لفريق بحجم الزمالك كان يطمح قبل بداية الدوري للفوز باللقب.

بعد الزمالك نجد المصري البورسعيدي والذي قدم أداءا أكثر من جيد نسبة لإمكانات الفريق فحصد 62 نقطة وتميز بأداءه الهجومي السريع وقدرته على صناعة الكثير من الفرص والإندفاع الدائم نحو الهجوم وهذا انعكس في الجهة المقابلة سلبا على الخط الدفاعي الذي بدا مكشوفا في أكثر من مناسبة ولو وجد الفريق حلولا لمشاكله الدفاعية، لكان المصري قادر على تجاوز الزمالك في جدول الترتيب.

أما المركز الخامس فكان لسموحة والذي بدأ الدوري بشكل جيد لكنه سرعان ما تراجع في القسم الثاني مكتفيا بالمركز الخامس وحاصدا 57 نقطة وهو دفع ثمن استهتاره الدفاعي وقبلة خبرة مدافعيه والتي أطاحت بكل العمل الجيد الذي كان الفريق يقوم به من الناحية الهجومية. فريق الدراويش، الإسماعيلي حل في المركز السادس، وحصد 54 نقطة وعابه كثرة التعادلات التي أحرزها الفريق حيث كان أكثر فريق تعادل هذا الموسم بواقع 18 تعادلا لكنه كان أقل فريق بعد الأهلي تعرضا للخسارة فلم يخسر إلا أربع مواجهات وهو تميز بقوة هجومية وصلابة دفاعية لكنه عانى في وسط الملعب والأهم كان عدم القدرة على حسم المباريات التي تواجهه الفرق فيها بأسلوب دفاعي مغلق وإلا لكان الإسماعيلي أقله قادر على إنهاء الدوري في المراكز الثلاث الأولى.

وإذا ما نظرنا خلف الإسماعيلي، يمكن تقسيم الفرق المتبقية إلى قسمين، القسم الأول هو أندية المنطقة الدافئة من المركز السابع ووصلا إلى المركز الثاني عشر مع أندية طلائع الجيش، الإتحاد السكندري، المقاولون العرب، إنبي، بيتروجيت ووادي دجلة. هذه الفرق قدمت قسما أول جيدا فحصدت العديد من النقاط لكنها لم تكن قادرة أبدا على مجاراة فرق المقدمة فخاضت مرحلة الإياب بهدوء وبعيدا عن الضغوطات إذ كان الفريق بعيدا عن معمعة الهبوط وغير قادر بالمقابل على الدخول في معارك أمامية مع التوقف عند أداء صاحب المركز الحادي عشر بتروجيت الذي قدم أداءا دفاعيا قويا لكنه في المقابل دفع ثمن عقم خط هجومه الذي لم يسجل إلا 24 هدفا ليكون صاحب أسوأ خط هجوم في الدوري رفقة الشرقية الذي هبط لدوري الدرجة الثانية.

أما القسم الثاني من جدول الترتيب فهو ضم ستة فرق تصارعت فيما بينها للهروب من شبح الهبوط حيث يهبط وفق نظام البطولة آخر فريقين. المنافسة استمرت شرسة حتى الجولات الأخيرة حيث لم تعرف هوية الفريقين وسط منافسة شديدة. أول الهابطين كان فريق الشرقية الذي اكتفى بحصد 23 نقطة وهو كان صاحب أضعف خط هجوم فسجل فقط 24 هدفا بمعدل 0.70 هدف في المباراة الواحدة كما لم يكن الوضع دفاعيا أفضل إذ عانى الفريق من مشاكل دفاعية كثيرة فردية مع أخطاء ساذجة ارتكبها مدافعو الفريق في أوقات حرجة.

أما الفريق الثاني الذي رافق الشرقية فكان النصر للتعدين والذي حصد فقط 26 نقطة وهو كان ذو مشكلة أساسية هي خط دفاعه فالفريق تلقى 66 هدفا وهو رقم كبير كان نتيجة ضعف خط الوسط والذي لم ينجح في حماية ظهر الخط الدفاعي الذي كان وحيدا في مواجهة مهاجمي الخصم الذين صالوا وجالوا في مناطق الفريق الخلفية. أول الناجين كان فريق أسوان وقبله الداخلية وهما استفادا من انتصارهما في الجولتين الأخيرتين حيث حصدا نقاطا ثمينة ضمنت لهما البقاء ضمن دوري الأضواء.

" أحمد علاء الدين "