أسدل النجم الإنكليزي ​واين روني​ الستارة على مسيرته الكروية في مسرح الأحلام رفقة مانشستر يونايتد الإنكليزي وانتقل إلى النادي الذي كان معه قبل المجيئ إلى مانشستر يونايتد عام 2003، نادي إيفرتون والذي شهد بدايات تألق الفتى الذهبي كما يطلق عليه.

وستكون عودة روني لملعب الغوديسون بارك رومانسية حيث يتطلع لإنهاء مسيرته كما بدأها بتألق وذلك بعد سنوات قليلة شابها هبوط في مستوى الفتى الذهبي فروني مثلا خاض في الموسم الماضي رفقة اليونايتد 39 مباراة لم يسجل فيها إلا 8 أهداف وصنع 10 أهداف في معدل هو الأسوأ له منذ انضمامه لليونايتد عام 2004، رقم لا يليق طبعا بهداف اليونايتد التاريخي والذي كان قد تجاوز رقم السير بوبي تشارلتون في عدد الأهداف المسجلة مع الشياطين الحمر.

والمتابع لمسيرة روني في الفترة الأخيرة، يكتشف وبشكل واضح تراجعا رهيبا في أداء اللاعب والذي تحول من هداف الفريق ومصدر خطورته الأول إلى لاعب يصارع من أجل فرض نفسه أساسيا في تشكيلة الفريق. ومما لا شك فيه بأن هبوط مستوى روني لم يكن أمرا يحصل بين ليلة وضحاها، بل كان نتيجة عدة تغيرات حصلت في صفوف اليونايتد ولم ينجح روني في التأقلم معها ويتحمل هو وأجهزة اليونايتد الفنية مسؤولية مشتركة فيها.

منذ عام 2004 تاريخ انضمام روني للشياطين الحمر وحتى عام 2013 تاريخ اعتزال السير أليكس فيرغسون، شهد الرسم البياني لأداء روني صعودا ملفتا وذلك عندما كان روني رأس حربة الفريق فسجل الأهداف تلو الأخرى وبرهن بأنه أحد أهم المهاجمين في العالم.

التراجع الحاد في مسيرة روني حصل بعد رحيل فيرغسون عن النادي حيث بدا وأن روني لم يتأقلم مع أي من المدربين الثلاثة الذين خلفوا السير في قيادة الفريق الفنية، من دايفيد مويس إلى لويس فان غال وصولا إلى جوزيه مورينيو. التراجع هذا انعكس في أداء روني في الملعب وعلى أداء الفريق بشكل عام فوجود لاعب بحجم روني في الفريق وحتى إن كان بعيدا عن مستواه يجبر المدير الفني على إعطاءه الفرصة لأن الإسم يغلب على الأداء فيما خص نجوم الصف الأول الذي يعد روني واحدا منهم بالطبع.

وإذا ما أردنا الغوص أكثر في تفاصيل تراجع مستوى روني، نجد بأن تغيير مركز روني أثر كثيرا على مستواه، فأي مدرب جديد يستلم أي فريق يحاول دائما تغيير بعض الأمور وهو ما حصل مع روني فأحب مويس أن يجربه وراء المهاجم أو في مركز الجناح وهو أمر قام به فان غال ايضا الذي زاد عليه وضع روني كلاعب إرتكاز في وسط الملعب ليصل روني إلى عهد جوزيه مورينو وهو أشبه بالشبح ما جعل المدرب البرتغالي لا يعتمد عليه كثيرا وحتى عندما يلعب لا يكون رأس حربة نظرا لوجود إبراهيموفيتش كمهاجم أساسي للفريق. تغيير المراكز هذا أفقد روني حساسية المرمى إذ كان يلعب بعيدا عنه وفي مراكز لا يجيدها أبدا، وهو ما أفقده حس التهديف العالي الذي لطالما تميز به.

كما أن عاملا هاما يجب أخذه بالإعتبار وهو تقدم روني بالعمر والذي سبب له بعض المشاكل حيث لم يعد اللاعب يتسم بالمرونة مع صعوبة في خطف الكرة من الخصم والتحول السريع نحو الهجوم. ومع تغير المراكز وعدم الإستقرار الفني الذي عاش به في السنوات الأخيرة فهو دخل في مرحلة من الشك بقدراته ويريد أن يثبت نفسه مجددا مع إيفرتون كهداف من الطراز الرفيع خاصة أنه في موسم يسبق كأس العالم وهو يريد العودة إلى المنتخب الإنكليزي وقيادته خاصة في ظل استبعاده من قبل مدرب المنتخب ساوثغيت، أمر يريد روني تجنبه قبل كأس العالم المقبلة.

إذا سيحاول روني رفقة ناديه القديم الجديد إيفرتون من الإثبات للجميع بأنه ما زال يتنفس كرويا ونجمه كهداف لم يأفل، مهمة لن تكون سهلة لكنها لن تكون صعبة بالتأكيد على الفتى الذهبي والذي لن يريد بالطبع في نهاية مسيرته أن يتحول لفتى برونزي أو فضي على أقصى تقدير...

" أحمد علاء الدين "