انتهى دور الستة عشر دوري أبطال أفريقيا حيث تأهلت ثمانية فرق إلى الدور الربع النهائي هم بطل ووصيف كل مجموعة من المجموعات الأربع التي قسمت فيها الفرق. وشهد هذا الدور نتائج أكثر من رائعة للفرق العربية حيث تأهل من أصل تسعة فرق عربية ستة للدور الربع النهائي مع حرمان المريخ السوداني من البطاقة السابعة نتيجة قرار دولي من الفيفا بتجميد نشاط الكرة السياسية بسبب ما أسماه الإتحاد الدولي للعبة تدخلا سياسيا حيث حرم العرب من أن يكون سبعة فرق من أصل ثمانية في الدور الربع النهائي.

سنستعرض في هذا التقرير أداء الفرق العربية وكيفية تأهلها في هذا الدور مع مرور سريع على كل من المجموعات الأربع وأبرز ما حملته من أحداث فنية وتكتيكية.

المجموعة الأولى:

ضمت النجم الساحلي التونسي الذي تصدرها بتسع نقاط مقابل سبعة نقاط للمريخ السوداني في المركز الثاني أما المركز الثالث فكان لفيرفيارو دي بيرا والذي حصد خمس نقاط مقابل أربع نقاط للهلال السوداني. وعقب إيقاف نشاط الكرة السودانية، لم تلعب الجولة الأخيرة من هذه المجموعة حيث اكتفت الفرق بلعب خمس مباريات فقط وشطبت نتائج الفرق السودانية ليتأهل تلقائيا النجم الساحلي متصدرا وفيروفيارو وصيفا.

النجم الساحلي ظهر بشكل جيد هجوميا ودفاعيا ما عكس المنظومة الجماعية المميزة لدى الفريق على الرغم من معاناته في تحقيق الفوز إذ فاز فقط مرتان لكن الأهم كان أنه لم يخسر وبالتالي لم يمنح منافسيه أي نقاط مباشرة أما تأهل فيروفيارو فهو أتى نتيجة ظروف إستثنائية كون الفريق لم يقدم الكثير ومن المتوقع أن يعاني في الدور الربع النهائي إذ ظهر بخط هجوم ضعيف للغاية فسجل فقط ثلاثة أهداف في خمسة مباريات وتلقت شباكه ثمانية أهداف ليكون المريخ السوداني هو الضحية الأكبر إذ خسر بطاقة التأهل للربع النهائي بعد أداء أكثر من جيد في دور المجموعات.

المجموعة الثانية:

تصدرها إتحاد الجزائر بإحدى عشر نقطة مقابل تسع نقاط للأهلي طرابلس فيما حل الزمالك ثالثا برصيد ست نقاط أما المركز الرابع فكان لسونترال سيتي بست نقاط أيضا. إتحاد الجزائر بدا بمستوى ثابت منذ بداية هذا الدور فلم يخسر أي مباراة وكان جيدا من الناحية الهجومية رغم بعض المشاكل الدفاعية والتي لم تؤثر بالمجمل على أداء الفريق الإجمالي. المركز الثاني شهد منافسة حامية بين ثلاثة فرق حسمها أهلي طرابلس الليبي الذي تحدى كل المشاكل في بلاده وظهر بأداء قوي هجوميا غطى على مشاكل الفريق الدفاعية والذي تلقى عشرة أهداف وهو رقم سلبي بلا شك.

المفاجأة كانت في خروج الزمالك من هذا الدور وهو الذي كان وصيف النسخة السابقة. الفريق المصري لم يظهر بالشكل المطلوب وهو عانى في وسط الملعب حيث لم ينجح في خلق فرص كثيرة ما تسبب بمعدل تهديفي بلغ هدفا في كل مباراة مع تلقي شباكه لثمانية أهداف مع الإشارة إلى أن التخبط الفني وكثرة التغييرات في الجهاز الفني ساهم في وصول الزمالك لهذا المكان أما فريق سونترال سيتي فهو حاول بكل ما يملك لخطف بطاقة التأهل لكن سقوطه في الجولة الأخيرة أمام 4-1 أمام إتحاد الجزائر أنهت حظوظه بشكل كامل.

المجموعة الثالثة:

الترجي التونسي تصدر هذه المجموعة باثنتي عشر نقطة تلاه ماميلودي صن داونز بتسع نقاط فيما حل سانت جورج ثالثا بخمس نقاط وتفوق بفارق الأهداف على فيتا كلوب الرابع. الترجي بأداء مميز مع توازن بين خطي الدفاع والهجوم وشخصية قوية مكنته من الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في ثلاث أخرى أما ماميلودي صن داونز فهو بدوره أثبت عن قوة شخصية في أرض الملعب ولم يخسر إلا مباراة واحدة مع خط دفاعي قوي يعد من الاقوى في المسابقة غطى على ضعف الخط الهجومي حيث لم يسجل إلا ستة أهداف فقط وما ساعده في التأهل هو عدم قدرة المنافسين الأخرين سانت جورج وفيتا على الإستمرار في الصراع حتى النهائية وهذا يعود لضعف المنظومة الجماعية للفريقين ولغياب القدرة على صد هجمات الخصم والسيطرة على وسط الملعب أو اللعب بأسلوب دفاعي منضبط ثم ضرب الخصم بهجمات مرتدة ليبقيا فقط على رصيد خمس نقاط ويودعان البطولة.

المجموعة الرابعة:

منافسة شرسة شهدتها هذه المجموعة التي تصدرها الوداد المغربي بإثنتي عشر نقطة أمام الأهلي المصري بأحد عشر نقطة والذي تفوق بفارق الأهداف على زاناكو فيما تذيل كوتون سبورت المجموعة دون حصد أي نقاط . وإذا ما أردنا وضع عنوان لهذه المجموعة فسيكون هو الصلابة الدفاعية والعقم الدفاعي فالفرق الثلاثة التي تنافست على بطاقتي التأهل عانت من ضعف هجومي واضح وصريح لكنها عوضته بصلابة دفاعية كبيرة حتى أن صاحب أفضل خط دفاع في هذا الدور زاناكو فشل في التأهل للدور الربع النهائي رغم تلقي شباكه فقط لهدفين وذلك بسبب العقم الهجومي الواضح إذ سجل فقط أربعة أهداف ما أعطى الوداد والأهلي تفوقا من هذه الناحية مع أداء جيد للغاية من الوداد الذي لم يخسر قط فيما خسر الأهلي مرتين وأعطاه فوزه الكبير في آخر جولة على كوتون 3-1 بطاقة التأهل لفارق هدفين فقط عن زاناكو فيما كان كوتون ضيف شرف في المسابقة بدون أي نقطة فسجل هدفين وتلقت شباكه إثني عشر هدفا ليكون أسوأ خطي دفاع وهجوم في هذا الدور.

" أحمد علاء الدين "