عادة ما تتجه الأنظار في البلدان الأوروبية الكبرى إلى دوريات الدرجة الأولى لما تحمله من إثارة وتشويق حيث يستمتع عشاق كرة القدم بتسعة أشهر متواصلة من المنافسة الشرسة وتشجيع فرقهم المفضلة.

وقليلا ما يتم الإنتباه إلى دوريات الظل أو دوري المظاليم كما يُطلق عليه والذي يبعث في كل سنة سفيرين أو ثلاثة إلى الدوريات الأعلىفيتمتعون بأضواء شهرة البريميير ليغ، الليغا، البوندسليغا، السيري أ والليغ 1. في هذا التقرير سنمر بشكل سريع على أبرز ما حملته دوريات الدرجة الثانية في البلدان الأوروبية الخمس الكبرى وعلى الفرق التي صعدت وتلك التي هبطت إلى الدرجة الثالثة كي نتعرف ولو بشكل سريع على الضيوف الجدد في الموسم الكروي 2017-2018.

إنكلترا

24 فريقا تباروا في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي حيث نجح نيوكاسل وبشكل سريع في العودة للدوري الممتاز رفقة المدرب رافائيل بينيتيز حيث حصد لقب البطولة مع 94 نقطة وكان أقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع في البطولة.

خلف نيوكاسل، كان الوصيف هو برايتون الذي عاد للدوري الممتاز بعد حوالي خمسة وثلاثين سنة من الغياب، الفضل في العودة يعود للشخصية الدفاعية القوية التي أظهرها الفريق طوال الموسم. على البطاقة الثالثة، تنافست فرق ريدينغ، شيفيلد، هيديرسفيلد وفولهام في دورة رباعية يخوضها أصحاب المراكز الثالثة، الرابعة، الخامسة والسادسة حسمها هيسيرفيلد والذي كان خامسا في الدوري المنتظم.

أما في صراع الهبوط، فقد قدم روثيرهام موسما سيئا للغاية حيث حصد فقط 23 نقطة فتذيل جدول الترتيب ولم يفز إلا في خمس مباريات مع أسوأ خط دفاع في البطولة فتلقى 98 هدفا في 46 مباراة. الفريق الثاني الذي غادر إلى دوري الدرجة الثانية كان ويغان أتليتيك والذي كان من فرق البريميير ليغ سابقا.

ويغان لم يفز إلا 10 مبارات فقط وعانى كثيرا في الشق الهجومي. آخر الهابطين كان فريق بلاكبيرن والذي خاض منافسة شرسة مع سبعة فرق من أجل تجنب الهبوط وهو هبط بفارق هدفين فقط بعدما تساوى بالنقاط مع فوريست ليهبط بلاكبيرن وهو فريق آخر سبق أن لعب في البريميير ليغ مؤخرا.

إسبانيا

بمشاركة 22 فريقا، نجح ليفانتي في العودة إلى دوري الأضواء بعد موسم واحد من النزول للدرجة الثانية وذلك بعد الفوز بلقب الدوري حاصدا 84 نقطة متسلحا بخط دفاعه القوي والذي لم يتلق إلا 32 هدفا. خلف ليفانتي، نجح جيرونا وهو ناد من مقاطعة كاتالونيا في حصد مركز الوصافة والتأهل أيضا لليغا للمرة الأولى في تاريخه بعدما قدم موسما مميزا مع خط هجوم كان الأقوى في المنافسة. أما البطاقة الثالثة، فتناس عليها حسب قانون المسابقة أصحاب المراكز من الثالث وحتى السادس بعدما لعبوا دورا فاصلا ليحسم خيتافي الأمر ويتأهل بدوره لليغا بعد غياب لموسم واحد فقط. في صراع الهبوط، تانفس أكثر من فريق لكن أول الهابطين كان فريق ميرانديس الذي حصد فقط 41 نقطة.

المفاجأة كانت في وجود فريقين عريقين ضمن الفرق الهابطة وهما إيلتشي وريال مايوركا اللذين عانيا كثيرا هذا الموسم مع مشاكل دفاعية كثيرة بينما كان الفريق الأخير الذي هبط هو أوكام مورسيا والذي خاض معركة شرسة مع فرق كثيرة فحصد فقط 48 نقطة في المركز الثالث عشر بينما كان صاحب المركز الثاني عشر رايو فاليكانو ب53 نقطة أي فارق 4 نقاط بين ثمانية فرق ما يوضح حجم معركة الهبوط التي دارت في القسم الثاني من البطولة الإسبانية.

ألمانيا

صراع ثلاثي شرس دار بين فرق شتوتغارت، هانوفر وبراونشفايغ حيث نجحا في احتلال المراكز الأولى. شتوتغارت وبعد موسم واحد في الدرجة الثانية عاد إلى البوندسليغا مع خط هجوم قوي وأسلوب لعب مميز فيما أتى هانوفر في المركز الثاني بفارق نقطتين فقط لكن الصراع الشرس دار بين هانوفر نفسه وبراونشفايغ على المركز الثاني وتجنب المركز الثالث الذي يلعب دورا فاصلا مع صاحب المركز السادس عشر في البوندسليغا. تفاصيل صغيرة حسمت هذا الصراع مع تفوق هانوفر بنقطة واحدة.

براونشفايغ بعدها خاض منافسة الصعود مع فولفسبورغ صاحب المركز السادس عشر في البوندسليغا وخسرها ليبقى في الدرجة الثانية ويفشل في الصعود. بالنظر إلى صراع الهبوط، قدم كارلسروه والذي كان منذ سنوات قليلة في البوندسليغا موسمل سيئا للغاية حصد فيه فقط 25 نقطة من خمس انتصارات في 34 مباراة وهو كان صاحب أسوأ خطي دفاع وهجوم. صراع شرس دار بين أكثر من فريق على المركز السابع عشر المودي إلى الدرجة الثالثة وعلى المركز السادس عشر الذي يلعب صاحبه دورا فاصلا مع ثالث الدرجة الثالثة ليكون فورسبورغر ثاني الهابطين بعدما حصد 34 نقطة.

المفاجأة الكبرى كانت في احتلال ميونيخ 1860 الفريق العريق المركز السادس عشر ليلعب دورا فاصلا أما ريجينسبورغ ثالث الدرجة الثالثة ويخسر أمامه المواجهة ليهبط إلى الدرجة الثالثة في أكبر مفاجآت الدوري.

إيطاليا

حقق سبال لقب السيري ب بعدما تصدر الدوري حاصدا 78 نقطة وسط أداء قوي ومميز ليسجل حضوره في السيري آ بعد 49 عاما من الغياب. سبال خاض منافسة شرسة مع فيرونا الذي حقق المركز الثاني بفارق 4 نقاط عن سبال.

فيرونا خاض بدوره صراعا مع فروسينيني والذي حل ثالثا بنفس عدد النقاط لكن فيرونا تفوق بفارق الأهداف. نظام الدوري ينص على أن الفريق من المركز الثالث وحتى الثامن تلعب فيما بينها دورا فاصلا لتحديد المتأهل الثالث للسيري آ وهو ما حصل فعلا لينجح فريق بينيفينتو والذي حل خامسا في الدوري المنتظم من التفوق في المباراة الحاسمة على كاربي ويحصد البطاقة الثالثة.

في الشق المتعلق بالهبوط، هبطت الفرق التي احتلت المراكز من التاسع عشر وحتى الثاني والعشرين. متذيل الترتيب وأول الهابطين كان فريق بيزا والذي حصد خمسة وثلاثين نقطة مثله مثل فريق لاتينا.

بيزا ورغم خط دفاعه الجيد لكنه عانى من عمق هجومي واضح فيما كانت مشكلة لاتينا تتمثل في خط دفاعه الضعيف. الفريقان الآخران كانا فيشينزا وتراباني حيث فشلا في الإستمرار بمنافسة الفرق الأخرى ليكون الفارق أكثر من خمس نقاط بين أول الناجين وآخر الهابطين.

ويمكن القول بأن الهبوط لم يشهد وقوع أي فريق عريق في فخ النزول للدرجة الثالثة حيث احتلت مركزا في وسط الترتيب ولعب الدوري من دون أي ضغوط كبيرة.

فرنسا

صراع أقل ما يقال عنه أنه حبس الأنفاس من أجل معرفة الفريقين أصحاب المركزين الأول والثاني المتأهلين لليغ 1 وصاحب المركز الثالث الذي يخوض مواجهة فاصلة مع صاحب المركز الثامن عشر في الليغ 1. ستة فرق بقيت تتصارع حتى الجولة الأخيرة وانتهت إلى أن يكون الفارق بين المركز الأول والمركز السادس ثلاث نقاط فقط. بطل الدوري كان ستراسبورغ والذي تفوق بفارق نقطة على أميان وهو استفاد من قوته الهجومية كي يحسم الصراع في النهاية.

أما أميان فهو تفوق بفارق هدفين فقط على تروا الثالث بعدما تساوى ستة وستين نقطة متقدمين على فريقي لنس وبريست اللذين حصدا 65 نقطة. هذا الأمر عنى بأن أميان تأهل مباشرة لليغ 1 ولعب تروا مباراة فاصلة أمام لوريان صاحب المركز الثامن عشر في الليغ 1 وحسمها تروا لمصلحته ليعود لدوري الأضواء.

معركة الهبوط لم تكن بتلك الحماوة، فهبط لافال بعدما تذيل الترتيب وظهر بمستوى متواضع ومن ثم فريقي رد ستار وأورلان، أورلان صاحب المركز الثامن عشر حاول الهروب من المواجهة الفاصلة مع ثالث الدرجة الثالثة لكنه فشل في اللحاق بأوكسير وكان الفارق بينهما خمس نقاط في نهاية الدوري ليلعب ضد لوهافر ويسقط أمامه برباعية ويودع دوري الدرجة الثانية.

أحمد علاء الدين