بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي اجبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.

صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.

من منا لم يسمع ب​عبد الرحمن شبارو​، الحارس التاريخي والذي يتفق الكثيرون أنه أفضل من وقف بين الخشبات الثلاث في كرة القدم اللبنانية وصاحب الصولات والجولات في الملاعب اللبنانية والخارجية. الحارس العملاق إلتقته صحيفة السبورت الإلكترونية وتحدثت معه عن ابرز محطات مسيرته وآخر أخباره الحالية إضافة إلى رؤيته لكرة القدم اللبنانية.

يبلغ شبارو من العمر 73 سنة وهو بدأ مسيرته عام 1953 وأنهاها في عام 1983 في مباراة اعتزال كتب عنها آنذاك حسين حركة صاحب مجلة النجوم بأن شبارو لاعب لن يتكرر في ملاعب كرة القدم اللبنانية.

20 سنة قضاها شبارو متنقلا بين قطبي الكرة اللبنانية الأنصار والنجمة إضافة للمنتخب الوطني لكنه يقول بحسرة أن كرة القدم لم تنصفه أبدا حتى أنه فقد النظر بإحدى عينيه أثناء مباراة ولم يلتفت أحد له.

20 سنة يقول شبارو بأنه لعبها دون اي مقابل مادي وهذا بالطبع خطأ كبير لكنه وقتها لم يكن بحاجة للمادة حيث كان لديه محل خراطة يدر عليه أموالا كثيرة، غير أن كل ما جناه منه سرق منه بعدما تعرض لعملية نصب واحتيال على يد أحد تجار العقارات بعدما دفع له المال ثمن شقة سكنية فسرق المال ولم يقدم له شقة.

وكشف شبارو بأنه تلقى عرضا احترافيا في موسم 1964-1965 من نادي إنتر ميلان بطل أوروبا مع مبلغ 50 ألف دولار أميركي في الشهر وذلك بعد أداءه المميز مع المنتخب الوطني ضد المنتخب الإسباني في دورة ودية في الأراضي الإيطالية لكن مسؤول النادي الذي كان يلعب به رفض ذلك العرض.

كما تلقى عرضا أخر من ساحل العاج أثناء لعب مباراة ودية هناك لكن العرض جوبه بالرفض أيضا من نفس الشخص.

المرحوم سمير بكداش هو من اكتشف موهبة شبارو وشجعه على اللعب كحارس مرمى حيث لعب مع الأنصار عندما كانوا درجة ثانية قبل أن ينتقل عام 1963 إلى النجمة ويبقى حتى عام 1970 ليعود إلى الأنصار ويلعب معه حتى اختتام مسيرته وهو لا يذكر أي شبارو أن تلقى أي هدف بخطأ مباشر منه.

أما عن سر نجاحه كحارس مرمى فيردها شبارو إلى الطريقة التي كان يتمرن بها حيث كان يلبس 12 كنزة من الصوف وثلاثة سراويل جينز ويحمل على كتفه كيسا من الرمل وزنه 7 كيلو ثم يخرج للركض على الرمل في شوارع العاصمة.

بعدها عندما يأتي إلى الملعب ليركض يخلع كل هذا فيصبح سريعا للغاية ورشيقا يمكنه القفز في كل اتجاه ما جعله يلعب دائما بهدوء ويتمنى أن يسدد الخصم دائما من بعيد عليه.

لا ينسى شبارو المباراة التي لعبها مع المنتخب الوطني ضد منتخب المغرب عام 1970 حيث كان المنتخب المغربي يتحضر لخوض كأس العالم آنذاك، قدم شبارو اداءا خياليا ما دفع بسفير المغرب إلى طلبه من عمر غندور رئيس النجمة مع إعطائه جواز سفر ملكي مغربي كي يشارك مع المغرب في كأس العالم لكن غندور رفض الأمر.

لا يتابع شبارو أبدا مباريات كرة القدم لا محليا ولا خارجا حيث يقول بأنه عندما يرى أي مباراة على التلفاز يقوم بتغيير المحطة فورا وهذا يعود إلى شعوره بالقرف من اللعبة.

وبعدما أنهى مسيرته لم يعرض عليه أحد من النوادي العمل معه لكنه يخص بالشكر رئيس نادي الراسينغ الحالي جورج فرح الذي كان الوحيد ممن التفت إلي ودعمني بعد اعتزالي مشيرا إلى أنه يثق بأنه لن يأتي حارس مرمى في لبنان مثله أبدا لانه لا يمكن لأحد اليوم أن يتمرن بنفس الطريقة التي كان يتمرن بها.

وكشف شبارو أن معظم حراس لبنان بدءا من محمد الشريف وصولا إلى علي فقيه هو من دربهم كما أشار إلى أنه منع أولاده وأحفاده من ممارسة كرة القدم ونصيحته لكل ولد صغير هو أن ينتبه إلى درسه لأنه في لبنان كرة القدم لا تؤمن مستقبلا.

لا يندم شبارو على شيئ فالشهرة التي نالها من كرة القدم هي أمر يفتخر به كما أن الكل الآن يسلم عليه في الشوارع ويلتقط الصور معه وهذا يعزيه كثيرا فالشهرة ومحبة الناس بالنسبة له هي أهم بكثير من المال.