شكلت بطولة القارات المقامة في روسيا فرصة حقيقية للاتحاد الدولي لكرة القدم ومسؤولي المنتخبات الكبيرة في العالم من أجل التعرف على ما يمكن أن تقدمه الدولة المضيفة بعد أقل من عام حين تستضيف نهائيات كأس العالم 2018.

ربما لا تملك روسيا أي مشكلة حقيقة على صعيد البنية التحية للاستادات التي ستستضيف المونديال، كما لم يطرأ حتى الأن أي عائق قد يترك علامات استفهام بين المنتخبات المشاركة باستثناء أرضية بعض الملاعب والامتعاض من مسار وسائل النقل وهو التحدي الأبرز الذي سيواجه الروس العام المقبل.

هذا الامتعاض عبّر عنه مدرب منتخب الكاميرون هوغو بروس حيث أشار إلى ان زحمة السير تسببت في عرقلة برنامج فريقه اليومي في البطولة الحالية، إلا أن تلك المشكلة يمكن التعامل معها في بلد استضاف الكثير من المناسبات الكبرى وكان آخرها دورة الألعاب الشتوية في سوتشي.

أما بالنسبة للملاعب فقد تم استبدال أرضية استاد كريستوفسكي الذي استضاف المباراة الافتتاحية بين روسيا ونيوزيلندا على عجل، بعد انتقاد مسؤولين لحالته عقب مباراة ودية في نيسان الماضي.

لكن الاختبار الحقيقي الذي لم يواجه المنظمين حتى الآن هو الحضور الجماهيري من مختلف انحاء العالم ومحاولات الشغب التي تشهدها جميع بطولات كأس العالم خارج الملاعب،وهذا التحدي هو الهم الأكبر للمسؤولين الروس إضافة إلى الهاجس الحقيقي وهو الأمن داخل وخارج الملاعب في ظل مشاركة منتخبات أكثر وحضور جماهيري أكبر.

وما تزال أعمال الشغب التي وقعت بين الجماهير الروسية والإنكليزية في يورو2016 في فرنسا راسخة في الأذهان وهو ما يحتم على الروس ارسال تطمينات للعالم حول قدرتها في الحد من تلك الأعمال دون حدوث اي انتهاكات لحقوق الإنسان.

وإذا كانت بطولة القارات لم تشكل ذاك الاختبار الحقيقي لروسيا قبل استضافتها المونديال، فإن المستوى الفني للبطولة تأثر بغياب العديد من نجوم المنتخبات بعد موسم طويل وشاق في بطولات الدوري حول العالم، إلا ان وجود البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ المرشح للفوز بالكرة الذهبية هذا العام ترك أثره إيجابا، خاصة وان نجم ريال مدريد لم يقصر في استعراض مهاراته لا بل انه قاد ال​منتخب البرتغال​ي للفوز على نظيره الروسي بفضل الهدف الوحيد الذي سجله كما ساهم في الهدف الأول لمنتخب بلاده في مباراة المكسيك.

أما على الصعيد الفني، فإن البطولة لم ترتق حتى الآن الى المستوى المطلوب على الرغم من خوض كل منتخب مباراتين في دور المجموعات، وإن كانت المفاجآت بقيت خارج الحسابات مع تمكن منتخبات معروفة من فرض وجودها بانتظار ما ستسفر عنه مباريات الجولة الثالثة والأخيرة يومي السبت والأحد المقبلين.