يستطيع ​كريستيانو رونالدو​ أن ينام مرتاحاً متى ما أراد ذلك، لكن عشاق نجم ريال مدريد حول العالم لم يعرفوا سوى القلق على مدى الأيام الماضية بعد التسريبات من هنا وهناك حول نية البرتغالي الرحيل عن الفريق الملكي بسبب اتهامه بالتهرب من دفع الضرائب وعدم حمايته من قبل النادي الإسباني.

القصة مازالت حتى الآن تتفاعل بين ساعة وأخرى، فيما صاحب العلاقة لم يتفوه بأي كلمة تاركاً كل التكهنات والتوقعات والتمنيات لوسائل الإعلام التي لم تقصّر من جهتها في الاستفادة من حالة الغموض بين رونالدو وريال مدريد، فأمعنت في تحديد الجهة التي سيختارها والبديل الذي سيحل مكانه وشروط بقائه مع الميرينغي وأمور لا تعد ولا تحصى.

لكن إن أردنا وضع الأمور في نصابها الصحيح دون الاتكال على الأخبار الصحفية، وبغض النظر عما اذا كانت كل تفاصيل القضية صحيحة أم بعضها أم انها مجرد لعبة إعلامية مقصودة أو غير مقصودة، الا ان الحقيقة الوحيدة تكمن في ان رونالدو هو المستفيد الأكبر من هذا الوضع.

فاللاعب البرتغالي الذي كان حاضرا في كل الأوقات الصعبة التي احتاجه فيها الريال وتمكن من قيادته لتحقيق بطولة الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم، استطاع حتى الآن توجيه الكثير من الرسائل في شتى الإتجاهات حتى من دون أن يخرج بأي تصريح رسمي، فهو أشعر مسؤولي النادي الملكي بقدرته على بعثرة أوراقهم متى شاء من أجل تنفيذ ما يشاء وهذا بحد ذاته سيضع المدريديين في الزواية من أجل تنفيذ مطالبه ولعل أهمها حل مسألة الضرائب ومناقشة إضافات أخرى على عقده.

من الواضح ان ريال مدريد هو الخاسر الأكبر من تلك القضية، فإن صحت كل التسريبات عن رغبة الدون بالرحيل فإنه سيكون مضطرا لبذل الغالي والنفيس من أجل إقناعه بالبقاء والرضوخ لمطالبه وهو لن يتوانى عن هذا الأمر إلا إذا كان رونالدو اتخذ فعلاَ قراره بالرحيل.

الأمر الآخر الذي سيجعل كريستيانو رونالدو فائزاً يكمن في الإعلان عن الرحيل وعندها سيترك وكيل أعماله منديز يسرح ويمرح في اللعب على وتر العروض من الأندية القادرة على الدفع وفي مقدمتها مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان أو اي ناد أميركي، لأن من المستبعد ان يقرر البرتغالي الرحيل إلى الصين وهو ما يزال قادراً على الصعود لمنصات التتويج في أوروبا.

حتى الآن تبدو قصة الضرائب هي الحقيقة الثابتة، لكن هذا لا يمنع من القول ان "دخان" كريستيانو أشعل "نار" ريال مدريد وعليه يمكن اعتبار هذا الدخان واضحاً للعيان حتى يثبت العكس.وحتى يحصل هذا الأمر تبقى كل الأمور مفتوحة على مصراعيها.

لكن ماذا لو قرر كريستيانو رونالدو الرحيل فعلاً؟ هنا ستكون الورقة الأخيرة بيد فلورنتينو بيريز (في حال عجز عن اقناعه بالبقاء)، عندها سيسعى لفرض سعر خيالي من أجل التخلي عن نجمه، فإذا عجز اي ناد عن تأمين هذا المبلغ، بقي اللاعب في الريال وإذا حصل العكس فإنه سيكون قادراً على تعزيز صفوف الريال بلاعبين من الطراز الرفيع.

لكن بموازاة كل ذلك، من يتخيل ريال مدريد بدون كريستيانو رونالدو؟ الجواب سيتضح بالطبع عقب بطولة القارات.