تنطلق كأس القارات لكرة القدم والتي تستضيفها روسيا مساء اليوم حيث ستكون البطولة بمثابة " البطولة التحضيرية " قبل استضافة روسيا لكأس العالم الصيف المقبل. وتشارك في البطولة ثمانية منتخبات هي روسيا المستضيفة، ألمانيا بطلة العالم، البرتغال بطلة أوروبا، أوستراليا بطلة آسيا، ​نيوزيلاندا​ بطلة أوقيانيا، الكاميرون بطلة أفريقيا، المكسيك بطلة أميركا الشمالية وتشيلي بطلة أميركا الجنوبية.

الفرق الثمانية المشاركة قسمت إلى مجموعتين، تضم الأولى روسيا، نيوزيلاندا، البرتغال والمكسيك بينما تضم الثانية الكاميرون، تشيلي، أستراليا وألمانيا على أن يتأهلأول وثاني كل مجموعة للدور النصف نهائي من البطولة.

سنستعرض سوية في هذا التقرير أبرز ما يمكن أن يحمله دور المجموعات وحظوظ كل فريق في التأهل إلى الدور النصف نهائي.

المجموعة الأولى: ستكون البرتغال مع نجمها وهدافها كريستيانو رونالدو مرشحة بارزة لحصد اللقب خاصة أنها تخوض البطولة تقريبا بنفس الفريق الذي حصد اليورو قبل سنة رفقة نفس المدرب فرناندو سانتوس ما يعطي الفريق استقرارا فنيا وقدرة على الذهاب بعيدا وسط الجدية في التعامل مع البطولة بذلك الجهد من أجل الفوز بها فيما سيسعى صاحب الأرض المنتخب الروسي إلى الظهور بصورة جيدة كي يطمئن جماهيره قبل استضافة الحدث العالمي العام المقبل فيما ستكون المكسيك رقما صعبا في هذه المجموعة نظرا للتشكيلة الموهوبة وخط الوسط القوي التي يضمها المنتخب أما نيوزيلاندا فهي ستسعى للعب بأسلوب دفاعي مغلق قد يسبب متاعب للخصوم ويجعل زيارتها للأراضي الروسية ليست بداعي السياحة.

ولن تكون مهمة البرتغال في تصدر المجموعة صعبة، لكن الحذر يجب أن يكون من الروس الذين سيحاولون تسريع إيقاع لعبهم البطيئ وابتكار افكار هجومية جديدة تزعج دفاعات الخصوم وإلا فإن التأهل للدور الثاني لن يكون مضمونا في ظل منتخب مكسيكي قوي يلعب بروح عالية مع ترابط بين الخطوط الثلاث على رغم الحاجة إلى تحسين الاداء الهجومي من أجل الذهاب بعيدا في البطولة.

مشكلة روسيا الأساسية أن الفريق لم يحقق نقلة نوعية في الأداء بعد الخروج المخيب من اليورو السنة الماضية وهو سيعتمد على اللعب كمحاربين كما طلب منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإستعانة بعاملي الأرض والجمهور من أجل الظهور بشكل يحفظ ماء الوجه كبلد مستضيف وتجنب ضغوط مبكرة قبل كأس العالم. ويجب أن تبقى العين على نيوزيلاندا والتي تمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين مع انضباط تكتيكي وتقارب في الخطوط إضافة إلى ثقة عالية في النفس زرعها المدرب الإنكليزي أنطوني هودسون منذ توليه قيادة الفريق فنيا.

المجموعة الثانية :بمنتخب شاب من الصف الثاني إذا أمكن القول، يذهب المنتخب الألماني حامل اللقب العالمي إلى روسيا وسط تساؤلات حول مدى فعالية هذه الخطوة من الجهاز الفني بقيادة يواكيم لوف لكن الفريق ورغم غياب الأسماء الرنانة ما زال يمتلك أسماء قادرة على صنع الفارق في ظل نجاح لوف طوال السنين الماضية في خلق تجانس ضمن صفوف المنتخب بغض النظر عن من هم اللاعبين المشاركين مع الفريق وهذا ما يبقي ألمانيا مرشحة فوق العادة ليس لتصدر المجموعة فحسب بل لحصد اللقب الذي لم يسبق للمانشافت أن ناله في مشاركتين سابقتين.

لكن الماكينات الألمانية ستصطدم بمنتخب مرشح أيضا لفعل الكثير وهو منتخب التشيلي الذي ما زال يسير في خط تصاعدي في السنوات القليلة الماضية في ظل أسلوب لعب سريع ونشط يعتمد على الضغط المستمر في كافة أنحاء الملعب وإندفاع بدني وهو يمتلك لاعبان قادرين على الذهاب بالمنتخب بعيدا، الحديث هنا عن ألكسيس سانشيز وأرتورو فيدال.

المنتخب الكاميروني سيسعى لإظهار صورة جيدة على الرغم من تساؤلات كثيرة حول قدرات ممثل أفريقيا الذي سيعتمد على القوة البدنية والسرعة في التحول الهجومي من أجل تشكيل خطورة على مرمى الخصوم في ظل وجود لاعبين يافعين مليئين بالحماس لإبهار العالم ولفت الأنظار إليهم كما فعلوا في البطولة الأفريقية في شباط الماضي.

أما المنتخب الأسترالي، فهو يمتلك منتخبا جيدا من ناحية الإمكانات الفردية لكن شخصية الفريق ما زالت تفتقد للصلابة والنضوج التكتيكي على الرغم من أسلوب اللعب الإنكليزي نوعا ما والذي يعتمد على الكرات الطويلة والسرعة في التحرك إلا أن المتابع لمنتخب الكانغارو يرى بأن هناك حلقة مفقودة في الأداء كفريق واحد ما تضعف حظوظ أستراليا نوعا في البطولة.

التوقعات:

المجموعة الأولى :إذا لم تحصل أي مفاجأة، فإن المنتخب البرتغالي سيتصدر مجموعته فيما تحل المكسيك ثانية أمام روسيا الثالثة وتكون نيوزيلاندا في المركز الرابع والأخير.

المجموعة الثانية :يتصدر المنتخب الألماني المجموعة بعد منافسة شرسة مع التشيلي التي تكون وصيفة فيما تحل الكاميرون ثالثة أمام أستراليا التي ستتذيل الترتيب .

أحمد علاء الدين