انتهى الموسم الكروي في إنكلترا حيث نجح تشيلسي في إحراز اللقب بعدما قدم أداءا رفيعا طوال الموسم فيما دار صراع شرس على المراكز الأوروبية وتحديدا المركزين الثالث والرابع المؤهلان لدوري أبطال أوروبا دون نسيان صراع الهبوط. سنستعرض في هذا التقرير أبرز ما حمله الدوري الإنكليزي لموسم 2016-2017 وما قدمته الفرق في هذا الموسم.

إذا بأداء مثالي ومسيرة متتالية من الإنتصارات، حسم تشيلسي اللقب بعدما حقق 30 فوزا من أصل 38 مباراة برقم قياسي لم يسبق لأحد أن حققه. ويدين تشيلسي بالفضل إلى ذكاء مدربه الإيطالي كونتي والذي بتحوله لخطة 3-6-1 بعد بداية الموسم بعدة جولات أظهر شكلا جديدا من الفريق مع تألق دفاعي وهجومي وصلابة لعب بها الفريق عجز الخصوم عن مجاراته ليخسر الفريق فقط خمس مرات هذا الموسم. خلف تشيلسي بسبع نقاط، كان توتنهام هو الوصيف بعدما لفت النظر رفقة مدربه الأرجنتيني بوكيتينيو فكان الفريق على الورق صاحب أقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع مع أداء جماعي مميز وترابط بين الخطوط الثلاثة لكن تعثر الفريق في بعض المباريات أمام فرق وسط الترتيب جعلت مزاحمة تشيلسي على اللقب أمرا صعبا. المركز الثالث حسمه مانشستر سيتي بعد صراع قوي مع ليفربول وأرسنال.

موسم السيتي الأول مع غوارديولا كان أقل بكثير من المتوقع حيث عانى الفريق كثيرا في الناحية الدفاعية ولم يظهر هجوميا كما كان منتظرا منه لكنه خرج من الموسم بأقل الأضرار حاصدا بطاقة مباشرة لدوري الأبطال. ليفربول بدوره قدم موسما جيدا وفق الإمكانات المتاحة حيث خطف المركز الرابع بفارق نقطة وأبعد أرسنال لأول مرة منذ عشرين عاما عن دوري الأبطال، ليفربول رغم معاناته دفاعيا على الصعيدين الفردي والجماعي، لكنه عوض ذلك بأسلوب لعب هجومي جذاب. أما أرسنال فإنه فشل في احتلال مركز يؤهل إلى دوري الأبطال حيث ظهر الفريق بمستوى متقلب مع مشاكل دفاعية أيضا كلفته خسارة العديد من النقاط الهامة مع غياب الشخصية اللازمة في كثير من المباريات.

المركز السادس كان لمانشستر يونايتد الذي قدم موسما مخيبا للآمال رفقة جوزيه مورينيو وهو كاد أن يكون موسما كارثيا لولا الفوز في لقب اليوروبا ليغ والذي سيمكنه من خوض منافسات الدور التمهيدي لدوري الأبطال والحق يقال بأن مورينيو أهمل الدوري في الثلث الأخير وركز على الفوز بلقب اليوروبا ليغ لينجح الرهان غير أن المصيبة كانت ستكون كبيرة لو خسر اليونايتد اللقب الأوروبي وهو ما تفاداه مورينيو بدهاءه. المركز السابع كان أفضل الممكن لإيفرتون والذي لم ينجح في مزاحمة الكبار على مركز يؤهل لدوري الأبطال مكتفيا بحصد بطاقة تؤهله لليوروبا ليغ، مشكلة إيفرتون كانت في عدم ثبات المستوى وغياب القدرة على اللعب بنفس الأسلوب لأكثر من مباراة. في وسط الترتيب نجد فرق ساوثهامبتون، بورنموث، ويست بروم وويستهام حيث قدموا مستوى مقبول ليحتلوا مراكز دافئة في وسط الترتيب مع ضمان البقاء بشكل مبكر من الموسم خاصة لبورنموث الذي أظهر قدرات هجومية جيدة غطت على الدفاع الكارثي للفريق.

إحدى مفاجآت الموسم كان حامل اللقب الموسم الماضي ليستر سيتي الذي احتل المركز الثاني عشر وهو في فترة من الفترات كان ضمن دائرة الهبوط لكن إقالة رانييري وتعيين مساعده شكسبير مكانه في منتصف الموسم فادت الفريق كثيرا حيث تغيرت الحالة المعنوية للفريق الذي تحسن أداءه قليلا لكنه في المحصلة فشل فشلا ذريعا في موسمه الأول كبطل للبريميير ليغ بعدما تأثر برحيل نجمه كانتي وهبوط أداء معظم نجوم الفريق بشكل كبير. موسم ستوك سيتي أيضا لم يكن جيدا إلى حد كبير وأقل من الطموحات المرسومة حيث اكتفى الفريق بالمركز الثالث عشر رغم الأهداف الكبيرة التي وضعت قبل الموسم لكن فريق المدرب مارك هيوز عانى دفاعيا كما كان بطيئا في عملية اللعب الهجومي.

صراع الهبوط دار بين حوالي ستة فرق إذا ما استثنينا واتفورد الذي بدأ بشكل جيد مع المدرب الإيطالي والتر ماتزاري قبل أن يهبط الأداء بشكل مخيف في النصف الثاني من الموسم ويكفي أن نعلم بأن الفريق خسر آخر خمس مباريات له ليحتل المركز السابع عشر، أول مركز يبقى صاحبه ضمن البريميير ليغ ليتجاوزه كريستال بالاس، بيرنلي وسوانزي سيتي اللذين نجوا من الهبوط بعد أداء جيد في آخر الدوري خاصة سوانزي سيتي الذي حقق الكثير من الإنتصارات في الثلث الأخير من الموسم بعد تعيين بول كليمنت مساعد أنشيلوتي السابق مدربا للفريق.

الفرق الثلاثة التي هبطت كانت ساندرلاند الذي قدم موسما سيئا للغاية رفقة المدرب دايفيد مويس فتذيل الترتيب كما فاجأ ميدلزبره الجميع إذ بعد موسم انتقالات نشط نوعا ما، ظهر الفريق بشكل سيئ مع كثير من المشاكل الهجومية إذ عجز الفريق عن تسجيل الكثير من الأهداف فسجل فقط 27 هدفا وهو كان أسوأ خط هجوم في الدوري. آخر الهابطين كان هال سيتي والذي لم ينفع تغيير الجهاز الفني في منتصف الموسم من أجل البقاء فهبط دافعا ثمن ضعف خط دفاعه غاليا فبكل صراحة لا يمكن لفريق تلقى 80 هدفا في 38 مباراة أن يبقى خاصة إذا ما كان هجومه متواضعا أيضا ليزداد الطين بلة ويودع هال سيتي مجددا البريميير ليغ.

أحمد علاء الدين