كانت المشاركة العربية في دور الستة عشر ضمن دوري أبطال آسيا جيدة إلى حد ما حيث تأهلت ثلاث فرق من أصل خمسة إلى الدور الربع نهائي من المسابقة الأعرق في القارة الصفراء. وأثبت هذا الدور تفوقا واضحا للفرق العربية على نظيرتها الإيرانية باستثناء خرق وحيد كان من نصيب فريق بيرسيبوليس والذي أطاح ب​لخويا القطري​ إلى خارج البطولة. دعونا الآن نتعرف على أهم ما حصل خلال مباريات الفرق العربية في هذا الدور.

العين الإماراتي – إستقلال طهران الإيراني :

نجح العين الإماراتي وصيف النسخة السابقة من تجاوز إستقلال الإيراني ليصل للدور الربع النهائي. وبدا أن مهمة الفريق العيناوي ستكون صعبة خاصة بعد الخسارة في إيران 1-0 لكن الإماراتيين انتفضوا وسجلوا ست أهداف في مباراة الإياب ليحسموا الموقف بسهولة غير متوقعة. وبدا أن مباراة الذهاب متجهة للتعادل السلبي بعد أداء حذر من الفريقين طوال الدقائق ال75 من اللقاء لكن الربع الساعة الأخيرة كانت دراماتيكية حيث طرد من كل فريق لاعب قبل أن ينجح الإستقلال في الحصول على ركلة جزاء في أواخر المباراة أهدى بها فريقه الفوز. لكن العين لم يتأخر في الرد، ففي مباراة الإياب، أظهر الفريق العيناوي صورته الهجومية الحقيقية ولم يمنح أي فرصة للفريق الإيراني إذ سجل هدفين أنهى بهما الشوط الأول ليندفغ في الثاني الفريق الإيراني للأمام ويترك مساحات هائلة في الخلف سمحت للعين بتسجيل أربعة أهداف أخرى مقابل هدف يتيم للإيرانيين. أداء عيناوي ملفت وتألق غير اعتيادي لصانع ألعاب العين عمر عبد الرحمن الذي فعل ما يشاء في وسط الملعب ليخرج الفريق العيناوي منتصرا بشكل مريح وحاسما التأهل للدور المقبل.

الأهلي السعودي – الأهلي الإماراتي :

في قمة عربية خالصة، تجاوز الأهلي السعودي الأهلي الإماراتي بعدما حسم مباراة الإياب في دبي 3-1 على الرغم من التعادل الإيجابي 1-1 في جدة ذهابا. وبدا أن حظوظ الفريق الإماراتي ستكون أفضل بعد التعادل 1-1 ذهابا خارج الديار في مباراة بدأها الفريق السعودي ببطء وتأخر بهدف قبل أن ينجح في تعديل النتيجة. الأهلي السعودي لعب شوط ثانيا جيدا لكنه أضاع فرصا سهلة في ظل رعونة مهاجميه وعدم استغلال المساحات الظاهرة في دفاعات الأهلي لتنتهي المباراة ويكون التعادل السلبي إيابا أو الفوز كافيا لتأهل الأهلي الإماراتي لكن الفريق بدا وأنه تأثر معنويا بنتيجة الذهاب الجيدة فدخل المباراة ببطء شديد وغياب للتركيز مع لعب الأهلي على عنصر المباغتة الهجومية ليسجل هدفين أول 24 دقيقة. الفريق الإماراتي بدا وأنه استفاق من صدمة فحاول العودة لكن طرد رأس حربته ماكيتي ديوب كان قاضيا لآماله في العودة فسجل الفريق السعودي هدفا ثالثا قبل هدف متأخر جدا للإماراتيين في مباراة دفع فيها الأهلي ثمن قراءة سيئة لمدرب الفريق كوزمين الذي فشل في تحضير فريقه ذهنيا للمواجهة مع تفوق تكتيكي كامل لمدرب الأهلي السعودي جروس وهو ما بدا خلال مباراة الإياب بكامل دقائقها.

الهلال السعودي – إستقلال خوزستان الإيراني :

تأهل الهلال السعودي بعدما تجاوز الفريق الإيراني 4-2 في مجموع مبارتي الذهاب والإياب حيث نجح الفريق السعودي في تحقيق الفوز 2-1 في كلا المواجهتين. وأثبت الهلال شخصيته القوية وقدرته على العودة من التاخر في النتيجة وهو ما حصل خلال مباراة الذهاب حيث قلب تأخره 1-0 إلى فوز 2-1 وتكرر في مباراة الإياب بعدما تأخر أيضا 1-0 ليعود ويفوز 2-1 فيما عاب الفريق الإيراني غياب التنظيم عن صفوفه في كثير من الأحيان وعدم لعبه بواقعية خاصة بعد التقدم إضافة إلى غياب الصلابة الدفاعية عن الفريق والقدرة على تحمل الضغط الهجومي لفترة طويلة. واستمر الهلال في تقديم كرة قدم ممتعة قائمة على اللعب الهجومي الجماعي مع السرعة في تبادل الكرات بالثلث الهجومي الأخير كما في وجود رأس حربة لدى الفريق ذو مستوى عالي هو السوري عمر خريبين إضافة لخط وسط قوي وقدرة على اللعب بأكثر من أسلوب في المباراة الواحدة ما يعكس العمل التكتيكي الجيد الذي يقوم به مدرب الفريق رامون دياز.

لخويا القطري – بيرسيبوليس الإيراني :

خرج لخويا القطري خالي الوفاض من دوري أبطال آسيا بعدما خسر على أرضه بهدف يتيم من الفريق الإيراني بعد التعادل ذهابا 0-0 في إيران. وكانت الآمال معقودة على الفريق القطري للذهاب بعيدا في المسابقة، لكن الفريق لم ينجح في الظهور بمظهر البطل في الأوقات الحاسمة. وفي مباراة الذهاب بإيران، ظهر الفريق القطري بمستوى متوسط حيث تبادل كلا الفريقان السيطرة مع الأفضلية من ناحية الفرص كانت للفريق الإيراني الي أضاع ركلة جزاء وأهدر أكثر من فرصة حقيقية للتسجيل لكن انضباط دفاع لخويا كان جيدا وخرج من المباراة بشباك نظيفة على الرغم من غياب الشكل الهجومي الواضح للفريق القطري في المباراة. إيابا، عول لخويا على عاملي الأرض والجمهور من أجل حسم التأهل، غير أنه دفع ثمن أخطاء غريبة ارتكبها حارس مرماه وخط الدفاع ليسجل الفريق الإيراني هدفا منتصف الشوط الأول مع توالي فرص الفريق الإيراني في ظل حذر مبالغ فيه من الفريق القطري الذي غامر في الشوط الثاني واندفع بقوة نحو الهجوم مع حصوله على أكثر من فرصة لتسجيل هدف التعادل المؤهل للدور القادم لكن التسرع وقلة التركيز رافقت إنهاء مهاجمي لخويا للفرص لتنتهي المباراة بخسارة قطرية وخروج مبكر آسيويا.

أحمد علاء الدين