وصل الهومنتمن إلى الدور النهائي من بطولة لبنان لكرة السلة في نتيجة ملفتة وذلك بعدما قدم موسما مميزا بأداء فني رفيع وثابت طوال فترات الموسم قبل أن يفشل في الأمتار الأخيرة في حصد اللقب.

صحيفة السبورت الإلكترونية التقت المدير الفني للهومنتمن جو مجاعص وتحدثت معه عن هذا الموسم، ظروف السلسلة النهائية وأسباب خسارتها إضافة إلى الخطط المستقبلية للفريق.

يعتبر مجاعص بأن الوصول للنهائي لأول مرة في تاريخ الفريق هو إنجاز بحد ذاته لكن الفريق لم يوفق في النهائي لسبب يعلمه الجميع وهو إصابة فادي الخطيب حيث فقد الفريق القائد على أرض الملعب وجزءا كبيرا من قوته الهجومية.

تقديم موسم مميز يرده مجاعص إلى العمل المبكر الذي قام به الفريق حيث تحضر بجدية وتم تركيب الفريق وفق نمط موحد مع إدارة واعية جهاز فني متجانس ليفوز الفريق بلقب بطولة الحريري لأول مرة في تاريخه كما شارك في دورة خارجية هامة هي دبي حيث كسب خبرة ثم تابع الفريق عروضه القوية محليا محققا 20 انتصارا متتاليا ويكون بطل الدوري المنتظم بأداء ونتائج أقرب للمثالية ليصبح الفريق متعودا على الفوز ولا يوجد في قاموسه شيء اسمه خسارة، هنا زاد طموح النادي من الوصول للنهائي إلى الفوز بالبطولة لأن كل شيء كان جاهزا من أجل ذلك.

واضاف مجاعص : كان لدينا نية لتغيير الأجانب قبل الأدوار الإقصائية لكن خفنا بصراحة أن نغير والفريق يحقق نتائج مميزة وهذا كان درسا لنا ونحن الفريق الوحيد الذي لم يغير أي أجنبي طوال الموسم فالميزانية مدروسة وهناك سقف للإنفاق معين في الفريق وأخذنا هذا الأمر في عين الإعتبار وتمكنا من تجاوز الشانفيل 3-0 في الدور الربع النهائي ثم المتحد 3-1 في الدور النصف النهائي لنصل إلى النهائي مع الرياضي حيث تقدمنا 2-0 وكنا مرتاحين للغاية حيث وضعنا إذا صح القول أول يد على الكأس.

إصابة فادي الخطيب كانت ضربة قاضية فالخطيب لاعب كبير جدا ولم يكن هناك أي وقت كي نتأقلم أو نتحضر لخطط بديلة ورغم ذلك بدأنا المباراة الثالثة كما يجب لكننا بعدها فقدنا الكثير من المتابعات الدفاعية وانهار الفريق.

في المباراة الرابعة في المنارة كنا نعلم أن الرياضي سيقدم مباراة كبيرة لأنه ظهره للحائط ودخلنا سريعا في مشكلة الأخطاء واللاعبون لم يؤدوا المستوى المطلوب ولم يكن أحد قادر على تسجيل 20 نقطة إضافية التي كان الخطيب دائما يدعم الفريق بها.

المشكلة الأساسية أنه لم ينجح أي لاعب في تعبئة فراغ الخطيب وهنا أود أن أشير واؤكد أن دفاع الرياضي تحسن كثيرا بعد المباراة الثانية واستغل خبرته في خوض النهائيات بينما نحن كان النهائي هذا مثل حقل تجربة لنا إذ أنه الأول في تاريخ الفريق مشيرا إلى أن معنويات الفريق لم تكن كما يجب في المباراة الخامسة والسادسة على الرغم من العمل الكبير الذي حاولنا القيام به كجهاز فني لرفعها.

واعترف مجاعص بأن مستوى الللاعبين الأجانب في النهائي لم يكن كما كان متوقعا إضافة أيضا إلى اللاعبين المحليين بعد إصابة الخطيب باستثناء هايك الذي قدم أداءا مشرفا في المباراة الأخيرة إضافة إلى إيلي شمعون الذي قاتل دفاعيا وهذا أثر على أداءه الهجومي.

مجاعص أكد أن الفريق افتقد للثقة الهجومية في الأوقات الحاسمة وهذا لم يظهر في الدوري المنتظم لأن أسلحة الفريق كانت كلها موجودة والضغط أقل وهو أمر مختلف كليا عن النهائي.

ورفض مجاعص القول بأن فريقه كان معتمدا على لاعب واحد هو فادي الخطيب لكن اللعب مع الخطيب شيء وبدونه شيء آخر فجاكسون مثلا كان الخطيب يخلق له مساحات للاختراق وكذلك كيفن غالاوي كما أن هناك لاعبين خيبوا الآمال فنديم سعيد قدم نهائي كارثي وهو لم يسجل إلا 12 نقطة في ست مباريات رغم أنه أخذ وقتا كافيا في أكثر من مباراة وهذا كله أثر علينا.

وردا على سؤال حول تسديد الفريق ل180 تسديدة من قوس الثلاثيات خلال ست مباريات نهائية قال مجاعص بأن اللاعبين فقدوا السيطرة على أنفسهم كما أن الاجانب لم يتحكموا بأعصابهم وفقدوا السيطرة على أنفسهم وأخذوا خيارات بعكس ما نريد لنصبح نلعب كما وأننا " نشلّف " من المسافات البعيدة.

وكشف مجاعص بأن الفريق بدأ يتحضر منذ الآن للموسم المقبل وأول شيء سيقوم به الجهاز الفني هو مراجعة وضع الأجانب على الرغم من أنه كان لدينا سياسة بأن نستمر مع الأجانب لسنوات طويلة من أجل خلق استقرار فني لكن السلسلة النهائية غيرت رأينا فالعنصر الأجنبي يجب أن يكون لديه انضباط والتزام بالتعليمات الفنية من ناحية اختيار وقت التسديد ووقت الإختراق.

كما أن العنصر المحلي في الفريق سيتغير لأننا سنضخ دما جديدا ولاعبين شباب من أجل مستقبل النادي كما ان النهائي أثبت أن هناك أسماء رنانة لكنها فعليا لم تخدم الفريق.

ودعا مجاعص جمهور الفريق إلى النظر للنصف الملئان من الكوب فالفريق حقق إنجازا تاريخيا والهدف ما زال هو الفوز ببطولة لبنان عام 2018 مثلما وعدنا غي مانوكيان داعم النادي.

تجربة هذه السنة كانت رائعة وعلى جمهورنا أن يصبر قليلا ويبقى دائما كما كان وراء الفريق والقادم أجمل مشددا على الصورة الحضارية التي أظهرها برفقة جمهور الرياضي مع روح رياضية عالية بين الفريقين لنؤكد بأن البطولة لا يجب أن تنتهي إلا على أرض الملعب.

وفي الختام، سألنا مجاعص إذا ما كان الإتحاد اللبناني قد تواصل معه من أجل الفترة المقبلة مع المنتخب فقال بأن التواصل لم يحصل بعد وهناك توجه لاستقدام مدرب أجنبي متفرغ للمنتخب ولا يكون مع أي نادي محلي وأن أتمنى له كل التوفيق.

أنا سعيد بما حققته مع المنتخب في بطولة غرب آسيا حيث فزنا باللقب وفي حال تم طلبي من الإتحاد لشغل أي منصب في الجهاز الفني الجديد فهذا شرف لي أن أخدم وطني وجاهز بكل وقت.

احمد علاء الدين