حافظ الرياضي بيروت على لقبه بطلا للبنان لكرة السلة بعدما نجح في إحراز اللقب الرابع على التوالي والثالث والثلاثين في مسيرته، ذلك على حساب الهومنتمن عقب حسمه للسلسلة النهائية 4-2.

ولم يكن هذا اللقب وليد صدفة أو سهلا بل جاء بعد موسم طويل وشاق تمكن فيه الفريق البيروتي من تخطي كافة الظروف الصعبة والصعود نحو منصة التتويج.

ونجح المدرب الشاب أحمد فران، والذي يعد أصغر مدرب يفوز بلقب البطولة، في كسب الرهان وإثبات أن منصب المدير الفني للنادي الرياضي يليق به وذلك بعدما قاد سفينة الرياضي وأوصلها إلى شاطئ الآمان على الرغم من كل الرياح العاتية والأمواج العالية التي ضربت سفينة الفريق الأصفر خلال الموسم لكن العبرة دائما ما تكون في الخواتيم.

على الطرف الآخر، يحسب للمدرب جو مجاعص نجاحه في إيصال الفريق البرتقالي للدور النهائي للمرة الأولى في تاريخه وهو إنجاز لا بد من التوقف عنده حيث نجح في أن يتصدر الدوري المنتظم ويكسب أفضلية الارض في السلسلة النهائية وهو أمر لم ينجح به أي فريق آخر غير الرياضي في السنوات القليلة الماضية.

وتمكن الرياضي في هذه السلسلة من إثبات أن الدفاع هو من يجلب البطولات وبأنه فريق منظم يلعب بجماعية كبيرة لا تعتمد على أي لاعب مهما علا شانه ويمتلك دكة احتياط مميزة، كما يتسم بتنظيم هجومي وابتعاد عن العشوائية والتسديد البعيد المتسرع وهو ما أظهره الهومنتمن في المقلب الآخر الذي بدا في غياب الخطيب فريقا يلعب كرة سلة هجومية من دون طعم أو لون تقوم على التسديد البعيد من قوس الثلاثيات فالفريق سدد 180 تسديدة ثلاثية في ست مباريات وهو رقم عالي جدا ! لكن الأهم من كل هذا أن الرياضي أظهر امتلاكه شخصية قوية، شخصية الفريق البطل وبأنه لا يلعب إلا تحت الضغط وهو ما ترجم بالفوز 4-2 بعد تأخر 2-0 وفي إلحاق الهزيمة بالهومنتمن مرتين على أرضه، أمر لم يحصل مع الفريق البرتقالي هذا الموسم ما جعله يخسر أفضلية الأرض التي دخل بها النهائي.

وإذا ما أردنا بشكل سريع تصفح أوراق النهائي السلوي، نجد أن أمورا كثيرة رسمت معالمه أهمها الإصابات، ومع أن الجميع ينظر إلى إصابة الخطيب واعتبارها نقطة تحول رئيسية في السلسلة هذه، فإن إصابة برانكو وغيابه عن أول مباراة ونصف تقريبا، والتي خسرهما الرياضي بفارق ضئيل بوجود فادي الخطيب، وربما لو كان برانكو موجودا لكان الرياضي لم يخسرهما خاصة أن اللاعب الصربي أثبت منذ المباراة الثالثة التي بدأها بشكل أساسي أنه قادر على تغيير الكثير، لماذا ؟ لأنه ببساطة هو اللاعب الوحيد القادر على الإختراق ونيل الأخطاء من الخصم بغياب صانع ألعاب الرياضي المصاب وائل عرقجي، وهو ما ظهر جليا في أن مشكلة الهومنتمن الأساسية بعد المباراة الثانية كانت وقوع لاعبيه في مشكلة الأخطاء مبكرا وبالتالي الحد من قدرة الفريق على اللعب بشخصية دفاعية متماسكة.

لا شك أن غياب لاعب مثل فادي الخطيب، لا يمر مرور الكرام على أي فريق، في وقت حرج وبشكل مفاجئ على رغم من عودة مؤقتة في المباراة الخامسة لم تغير شيئا في المشهد العام لكن الأهم من غيابه شخصيا كان استفادة الرياضي الدفاعية والتي تمثلت في انتقال جان عبد النور المدافع الافضل في تاريخ كرة السلة اللبنانية من الدفاع على الخطيب في أولى مبارتين إلى الدفاع على صانع ألعاب الهومنتمن وعقله المدبر كيفن غالاوي الذي بدا عندما استلمه جان عبد النور لاعبا آخر مختلف كليا وهذا يعود إلى القدرة الخارقة لعبد النور على إيقاف أي لاعب مهما علا شأنه وما حدُّه من خطورة فادي الخطيب في أول مبارتين رغم الخسارة إلا دليل واضح على ذلك.

وإذا ما أردنا اختيار اللاعب اللبناني الافضل في هذه السلسلة، واللاعب الأجنبي الأفضل، فإن الإختيار لن يكون صعبا في ظل تألق ملفت لجان عبد النور بينما لم يظهر أجانب هومنتمن بالمستوى المطلوب خاصة بعد إصابة فادي الخطيب حيث لم ينجحوا في رفع مستوى الفريق أو الحفاظ على تنظيمه في أرض الملعب، أما صانع العاب الرياضي سوزا فهو تأخر حتى يدخل في أجواء الفريق لكنه ظهر في الوقت المناسب بينما كان أداء برانكو مقنعا ومفيدا للفريق إلا أن اللاعب الأكثر ثباتا والذي كان مسيطرا تحت سلة الخصم هو النيجيري العملاق ألادي أمينو.

اللاعب اللبناني الأفضل - جان عبد النور ( لاعب الرياضي ):

هو وزير الدفاع كما يلقّب من قبل محبيه، قائد الرياضي ظهر بشكل مميز خلال مباريات السلسلة النهائية خاصة من الناحية الدفاعية إذ أزعج الخطيب كثيرا في أول مبارتين قبل أن يصاب، لكن الملفت كان شله التام لحركة كومبيوتر الفريق البرتقالي كيفين غالاوي على أرض الملعب حيث جعله ذهنيا خارج كل مباراة وهو ما اثر على تنظيم الفريق هجوميا وجعل لعبه عشوائيا. كما كان فعالا هجوميا حيث سجل العديد من الثلاثيات في أوقات هامة من المباراة إضافة لالتقاطه متابعات دفاعية كثيرة جعلت أداءه شاملا على أرض الملعب.

اللاعب الأجنبي الأفضل –ألادي أمينو ( لاعب الرياضي ):

طالب الكثيرون من محبي النادي الأصفر بتغييره خلال الموسم لكنه رد على الجميع بأفضل طريقة ممكنة حيث فرض نفسه أحد نجوم السلسلة النهائية ولاعب الإرتكاز الافضل هذا الموسم متابعا عروضه القوية التي بدأها خلال الأدوار الإقصائية. لاعب ارتكاز الرياضي كان مسيطرا وبشكل كامل تحت السلة حيث تفوق على لاعب ارتكاز هومنتمن آتور ماجوك وهو ما بدا من خلال الأرقام التي حققها. أمينو سجل الكثير من السلات وكان مفتاحا هجوميا هاما لفريقه خاصة من التسديد من المسافات المتوسطة دون نسيان سيطرته على المتابعات الدفاعية وتشكيله ثقلا دفاعيا للرياضي تحت السلة.

أحمد علاء الدين