حقق مانشستر يونايتد الإنكليزي لقب الدوري الأوروبي لكرة القدم بعدما تغلب على أجاكس أمستردام الهولندي 2-0 في المباراة التي أقيمت في العاصمة السويدية ستوكهولم.

المدير الفني لمانشستر جوزيه مورينيو لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع راشفورد كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لأجاكس بيتر بوش بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع أمين يونس، دولبيرغ وتراوري في خط الهجوم.

أجاكس بدأ المباراة مستحوذا على الكرة حيث حاول بناء لعب منظم من الخلف مقابل اعتماد اليونايتد على الإنتشار الدفاعي الجيد ومحاولة الضغط على حامل الكرة عند أجاكس والعودة سريعا للخلف.

رباعي خط وسط اليونايتد حاولا دائما تأخير هجمة أجاكس الذي اعتمد على توزيع الكرات نحو الجناحين يونس وتراوري من أجل الإختراق عبر الجهتين اليسرى واليمنى أمام التزام دفاعي من اليونايتد الذي حاول بدوره لعب الكرات الطولية للأمام مستغلا سرعة راشفورد في الإنطلاق لكن الفريق عانى في الشق الهجومي.

أجاكس استمر بسيطرته على منطقة وسط الملعب أمام رغبة اليونايتد في اللعب الدفاعي فتقدمت أظهرة الفريق فيلتمان وريدوالد لمساندة أجنحة الفريق وعكس كرات عرضية من طرفي الملعب لكن اليونايتد فاجأ خصمه بهدف عكس مجرى اللعب عبر بوغبا عند الدقيقة 18 ليتقدم 1-0. بعد الهدف، استمرت المباراة بنفس الطريقة، استحواذ لأجاكس على الكرة والتزام دفاعي تام من اليونايتد في الخلف.

أجاكس بدا بطيئا في عملية صنع اللعب الهجومي، حيث كان كثير التمرير في المناطق الخلفية ما سمح لليونايتد بأن ينتشر في الخلف بشكل جيد مع أدوار دفاعية للجناحين مختيريان وماتا في مساعدة الأظهرة في الشق الدفاعي ما جعل الكرات العرضية للفريق الهولندي من الخلف مقروءة لدفاع مانشستر يونايتد الذي حاول الإعتماد على الهجمات المرتدة لكن وجود راشفورد وحيدا في الأمام جعله معزولا بين دفاعات أجاكس.

أمام إغلاق اليونايتد لمنطقته الدفاعية، حاول لاعبو خط وسط الفريق وتحديدا زياش وكلاسن التحرك في وسط دفاعات اليونايتد واعتماد كرات قصيرة سريعة مع الأجنحة لكن الإستلام داخل منطقة جزاء اليونايتد كان أمرا صعبا للغاية بسبب عدم وجود أي مساحة صغيرة في دفاعات الفريق الإنكليزي ويستمر أجاكس مسيطرا إنما من دون أي فعالية على المرمى لينتهي الشوط الأول بتقدم مانشستر 1-0.

الشوط الثاني بدأ بطريقة مثالية لليونايتد، الذي بدأه بذكاء كبير فاعتمد عنصر المباغتة وهاجم لخطف هدف ثاني يريحه كثيرا مع تحركات راشفورد في العمق وهو ما حصل عبر مختيريان في الدقيقة 48.

أجاكس عاد للسيطرة على المباراة بعد التأخر 2-0 لكنه استمر بنفس الأسلوب الهجومي العقيم في ظل استمرار اليونايتد بلعبه الدفاعي البحت وإغلاق مناطقه الخلفية كما يجب.

مشكلة أجاكس الأساسية كانت في غياب القدرة على دخول منطقة الجزاء بالكرة نتيجة الضغط المانشستراوي السريع على حامل الكرة إضافة لغياب التحرك السريع بلا كرة في الثلث الهجومي الأخير ما جعله يعتمد أحيانا على كرات ساقطة مع دخول أحد الاجنحة لكن تحرك اليونايتد الدفاعي الجماعي كان مميزا ما منع استلام أي لاعب من الخصم بشكل مريح. أمام هذا الواقع، حاول مدرب أجاكس التدخل فأخرج رأس الحربة دولبيرغ ودفع بنيريس الذي لعب في الجهة اليمنى ودخل تراوري كرأس حربة.

كثرة التحضير لإيجاد ثغرة كانت مشكلة أجاكس فالفريق كان يصل لحدود منطقة جزاء اليونايتد ثم يمرر كرات في عرض الملعب ليكون هذا الأسلوب مقروءا لدفاعات يونايتد كما أن المواجهة الفردية بين جناحي اياكس وأظهرة اليونايتد كانت دائما تميل لمصلحة اليونايتد أما الكرات العرضية فكانت تقطع بسهولة.

اللافت كان هو غياب اليونايتد هجوميا فالفريق كان مكتفيا بالتكتل في الخلف ويفقد الكرة سريعا بعد قطعها على الرغم من تحركات ماتا في اليمين ليتدخل مدرب أجاكس مجددا فيخرج لاعب ارتكازه شون ويدخل فان دي بيك لتسريع اللعب في وسط الملعب أكثر بينما أخرج مورينيو في تبديله الأول مختيريان وأدخل لينغارد لمحاولة تسريع الهجمة المرتدة. الربع الساعة الأخيرة من اللقاء استمر فيها أجاكس مسيطرا ومحاولا اختراق دفاعات اليونايتد المنظمة لكن الفريق بقي مفتقدا للسرعة مع تمريرات بعرض الملعب وتحركات في مساحات ضيقة ليونس ونيريس مقابل تفعيل اليونايتد أكثر للهجمة المرتدة مع ظهور بعض المساحات في ظل تقدم مدافعي أجاكس للأمام.

مدرب اجاكس دفع بورقته الأخيرة فأخرج ريدولد الجناح الأيسر وادخل دي يونغ المهاجم مع التقدم أكثر للأمام وحركة مستمرة في العمق من قبل زياش الذي حاول مساندة الثلاثي الهجومي بشكل دائم فيما دفع مورينيو بمارسيال كرأس حربة مكان راشفورد والهدف شغل دفاعات أجاكس في المرتدة لكن الفريق الهولندي بقي معانيا في صنع الخطورة الهجومية مع التزام دفاعي تام من اليونايتد الذي أنهى المباراة بتفوق 2-0 وحصد لقب الدوري الأوروبي وحصل على بطاقة المشاركة في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا وهذا كان هدف مورينيو الأهم هذا الموسم.

أحمد علاء الدين