لم يكن موسم الصفاء حامل لقب الدوري الموسم الماضي على قدر تطلعات جماهيره فهو احتل المركز السابع في الدوري وخسر نهائي الكأس أمام الأنصار إضافة إلى مشاركة مخيبة في كأس الإتحاد الأسيوي حيث خرج من الدور الأول. ولمعرف أسباب الأداء الصفاوي المتراجع، التقت صحيفة السبورت الإلكترونية المدير الفني السابق لفريق الصفاء إميل رستم وتحدثت معه عن أبرز ما حصل هذا الموسم مع الفريق الأصفر إضافة إلى أمور تتعلق بالشأن الكروي العام.

رستم بدأ حديثه بالقول أنه وللأسف كان الموسم الصفاوي سيئا بكل المقاييس ولا يعكس الصورة الحقيقية للفريق ولا قدرته الفنية فالصفاء فنيا هو أكبر من النتائج التي تحققت والعناصر التي يمتلكها الفريق كانت تفترض به أن يؤدي بشكل أفضل فالفريق كان قاب قوسين أو أدنى من خطف صدارة دوري الذهاب قبل أن يتعادل في الثواني الاخيرة أمام شباب الساحل ومن وقتها بدأ تراجع الفريق. ويمكن القول بأن مشهد فقدان لقب الذهاب في اللحظات الأخيرة هو نفسه المشهد العام للصفاء في الموسم كمجمل.

سبب التراجع الكبير في القسم الثاني من الدوري بحسب رستم ليس فنيا بقدر ما كان ذهنيا. هناك تقاعس في مكان ما وتراجع بأداء بعض اللاعبين ما انعكس على الشكل الفني للفريق والتركيبة وطريقة اللعب.

ورفض رستم القول بأن الوضع المادي للصفاء هو الذي أثر على نفسية اللاعبين، فإدارة الصفاء ولا مرة أكلت حق أي لاعب وإن تم التأخر في الدفع لكن كل لاعب كان وسيبقى يصله حقه كاملا.

ربما التأخير في الدفع بسبب وضع النادي المادي الذي ما زال لم يتعافى كليا من الأزمة التي حصلت معه قبل سنتين خلق نوعا من التشتت الذهني عند اللاعبين وخوف " في غير مكانه " على المستحقات المادية ما انعكس قلة في التركيز على أرض الملعب لكنه سبب ثانوي وليس رئيسيا في تراجع أداء الفريق، إذ أن عقلية اللاعب اللبناني ما زالت هي التي تتحكم بأداءه في أرض الملعب وكما نعلم عقلية اللاعب اللبناني ليست عقلية احتراف بل هواية.

حاولنا كجهاز فني، يضيف رستم العمل على هذا الأمر عبر التحفيز الدائم والمتواصل وكنا نرى فعلا أن الفريق يؤدي مباراة كبيرة لكن يعود في المباراة التي بعدها ليتراجع. وأكد رستم أن هذا الأمر أثر على أداء اللاعبين الأجانب الذين بدأوا الموسم بشكل مميز قبل أن يتراجعوا مع تراجع الفريق.

وقال بأنه حاول من خلال الصفقات الجديدة التي أجراها هذا الموسم تعويض اللاعبين الذين فقدهم الفريق لكنهم أيضا تأثروا بالجو النفسي داخل الفريق وبالتالي كانت الأمور مثل حلقة مترابطة تأثر بها الجميع.

فيما خص المشاكل التي حصلت بشكل عام في هذا الموسم الكروي، قال رستم بأنه في كل دول العالم هناك سياسة رياضية ترسمها الدولة ويتم تطبيقها من قبل الجميع إلا في لبنان، الرياضة تكون مسيسة وتفوح منها رائحة الطائفية والمذهبية. كما أن سياسة الكيل بمكيالين لها أضرار سلبية فجمالية النظام بأنه يطبق على الجميع وعندما يصبح الإتحاد الذي هو الاب الراعي للعبة يبحث عن مخارج على حساب القوانين ستكون الأمور صعبة والأفضل هو تطبيق القانون دون مسايرة أحد وعندها لن تجد أي نادي يعترض أو يكون له الحق القانوني بذلك وهذا فتح الباب للكثير من الأندية لرفع الصوت وتعلية سقف مطالبها لأنه لم يكون هناك حزم منذا البداية ومسايرة الجميع يقود للفوضى.

وختم رستم حديثه بتوجيه رسالة إلى المرجعيات السياسية على أبواب انتخابات كرة القدم بالقول بأنه في كل حزب وطائفة ومذهب هناك أناس أكفاء يستطيعون إداراة اللعبة وهم أولاد اللعبة، ويجب تسليمهم هم زمام الأمور ومن ثم متابعة عملهم ومحاسبتهم على هذا الأساس وأنا أقول دائما أعطوا اللعبة لأهلها وفي فرنسا هناك شعار تم رفعه في الخمسينيات وهي أن كرة القدم للاعبيها وهذا ما يجب أن يطبق في لبنان برعاية ومباركة المرجعيات السياسية.