حقق الهلال لقب ​كأس خادم الحرمين الشريفين​ بعدما فاز على الأهلي جدة 3-2 في المباراة التي احتضنها ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة.

المدير الفني للهلال رامون دياز لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع عمر خريبين كرأس حربة صريح بينما لعب كريستيان غروس المدير الفني للأهلي بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع سلمان المؤشر في الخط الأمامي.

المباراة بدأت مع سعي الهلال للإمساك بمنطقة وسط الملعب مع تحركات سلمان الفرج وعبدالله عطيف في الجهتين اليسرى واليمنى في ظل تراجع الأهلي للخلف من أجل إغلاق منطقة العمق الدفاعية.

الأهلي اعتمد على دفاع من منتصف الملعب لمواجهة هجمات الهلال المنظمة من الخلف حيث كان الفريق الاهلاوي ينجح أحيانا بعد الضغط في وسط الملعب من استخلاص الكرات والقيام بهجمات عكسية خطرة على مرمى الأهلي. شيئا فشيئا بدأ الهلال في فرض سيطرته على وسط الملعب مع تحركات جيدة للثنائي ميليسي والدوسري في فتح الملعب من الوراء وصعود الظهيرين البريك والزوري لوسط الملعب ما أعطى الفريق كثافة سمحت له ببناء هجمات فعالة عبر الاطراف وسط تراجع أهلاوي للخلف.

عرضيات الهلال كانت خطرة والهدف كان دائما مد عمر خريبين بكرات في العمق بمساندة من إدواردو صانع ألعاب الفريق ليبدو الفريق الهلالي أكثر جماعية مع اعتماد الأهلي عند قطع الكرة على انطلاقات فردية عبر تيسير الجاسم وفيتفا فيما كان المؤشر شبه معزول في الخط الأمامي. ضغط الهلال الهجومي أثمر عن هدف التقدم عبر خريبين عند الدقيقة 28.

الهلال بعد الهدف بقي الفريق الأكثر استحواذا على الكرة مع اعتماد الأهلي على دفاع من وسط الملعب. الهلال حاول لعب كرات قصيرة متبادلة في ثلث الأهلي الدفاعي من أجل اختراق خط الدفاع الأهلاوي من العمق لكن الفريق الأهلاوي كان منتشرا بشكل جيد لكن الشق الهجومي لديه كان غائبا وهو اعتمد إما على كرات طولية للأمام أو على انطلاقات فردية للاعبي خط الوسط سرعان ما كانت تقطع من لاعبي الهلال لأن الشكل الهجومي للفريق كان غير واضح على الإطلاق مع عدم القدرة على بناء اللعب من الخلف وتجاوز الضغط العالي الهلالي.

وعلى عكس مجرى اللعب، نجح الأهلي ومن كرة ثابتة في تعديل النتيجة عبر معتز هوساوي عند الدقيقة 43 لينتهي الشوط الأول بتعادل إيجابي بين الفريقين.

الهلال بدأ الشوط الثاني محاولا العودة لفرض أسلوبه الهجومي فيما غيّر الأهلي من دفاعه فتحول لدفاع ضاغط في منتصف الملعب عندما تصل الكرة للاعبي ارتكاز الهلال ومحاولة الانطلاق بسرعة نحو مناطق الهلال الهجومية عبر فيتا تحديدا. مدرب الأهلي أجرى تبديله الأول فأخرج قلب الدفاع عقيل الصحبي وأدخل رأس الحربة عمر السومة ليتراجع لاعب الإرتكاز وليد باخشوين للدفاع ويلعب سلمان المؤشر خلف رأس الحربة عمر السومة.

الهلال استمر بنفس الأسلوب الهجومي إنما بوتيرة أقل، فاستمر تحرك إدواردو من العمق وتوزيع الكرات نحو الأطراف مع دخول الفرج وعطيف لعكس كرات عرضية نحو مناطق الأهلي الدفاعية.

الأهلي ومع معاناته في اللعب الهجومي وغياب الشكل الواضح في بناء اللعب، لم يشأ التكتل فقط في الخلف فحاول اعتماد الدفاع الطولي في كافة أنحاء الملعب ودفع بخطوطه قليلا إلى الأمام لإجبار الهلال على تناقل الكرات بعيدا عن مناطقه الدفاعية. مدرب الهلال تدخل هنا وأخرج لاعب ارتكازه الدوسري دافعا نواف العابد مع التحول ل4-1-4-1 والهدف كان زيادة الضغط الهجومي في عمق ملعب الأهلي.

الأهلي أجرى تبديله الثاني إضطراريا بخروج صاحب الهدف الهوساوي ودخول آل فتيل في قلب الدفاع. الأدوار الدفاعية كانت واضحة لأجنحة الأهلي فيتا والمؤشر حيث كان يعودان لمساندة الأظهرة عندما تكون الكرة مع الهلال الذي شيئا فشيئا دفع بخطوطه نحو الأمام وزاد من ضغطه للأمام مع عودة الأهلي أكثر للخلف لينجح محمد جحفلي ومن متابعة كرة ثابتة أيضافي تسجيل الهدف الثاني للهلال.

بعد الهدف، دفع غروس بإسلام سراج مكان وليد باخشوين ليلعب 3-2-3-2 مع دخول المؤشر كمهاجم ثاني بجانب السومة ولعب سراج في الوسط. الأهلي اندفع إلى الأمام ما أعطى الفريق الهلالي الكثير من المساحات في الهجمة المرتدة مع انطلاقات العابد وإدواردو بجانب عمر خريبين.

الأهلي أضاع كرة خطرة لكنه اعتمد أيضا على الكثير من الكرات الطولية للأمام مع دخول معظم اللاعبين لثلث الهلال الدفاعي الأخير. الدقائق الأخيرة من اللقاء أتت مثيرة إذ سجل إدواردو هدفا ثالثا للهلال من هجمة مرتدة في عمق دفاع الأهلي عند الدقيقة 90 رد عليه السومة بهدف تقليص الفارق من ركلة جزاء بدقيقتين فقط لكن الوقت المتبقي لم يسعف الأهلي في العودة لتنتهي المباراة بفوز هلالي 2-1.

أحمد علاء الدين