أسدل الستار على الدوري السعودي والدوري الإماراتي بعد موسم ساخن حفل بالكثير من الأحداث المثيرة توج على أساسها الهلال بطلا للدوري السعودي والجزيرة بطلا للدوري الإماراتي عن جدارة واستحقاق. وتميز هذا الموسم بسقوط عدد من الفرق العريقة في فخ النتائج السلبية ما تسبب في تحقيقها لمراكز لا تليق بسمعتها الكروية.

في هذا التقرير، سنحاول وبشكل موجز إستعراض أبرز ما حملته الملاعب السعودية والإماراتية للموسم الكروي 2016-2017 والبداية ستكون مع الدوري السعودي.

الدوري السعودي

إذا نجح الهلال في إحراز اللقب بعدما قدم طوال الموسم كرة قدم كان أساسها الإستقرار الفني مع عدم التعرض لأي خسارة طوال الموسم خلال 26 مباراة، وكان صاحب أقوى خطي هجوم ودفاع فسجل 63 هدفا بمعدل 2.42 هدف في المباراة الواحدة وتلقت شباكه 16 هدفا بمعدل 0.61 هدف في المباراة الواحدة ما مكنه من حسم الدوري وبفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه الأهلي الذي قدم موسما جيدا في المجمل لكنه فشل في أكثر من مباراة حاسمة وهو عانى من مشاكل دفاعية كثيرة لا تليق بوصيف الدوري إذ تلقت شباكه 30 هدفا وهو رقم كبير حرمه من تحقيق الكثير من النقاط. المركز الثالث كان للنصر والذي حصد 52 نقطة مثله مثل الإتحاد الرابع والذي تخلف عنه بفارق الأهداف ودفع غاليا ثمن حسم 3 نقاط من رصيده بسبب عقوبة من الفيفا حرمته من أن يكون وصيفا للدوري.

النصر لم يظهر بشكل جيد هجوميا حيث عاب هجومه معاناته كثيرا أمام الفرق المنظمة دفاعيا بعكس الإتحاد الذي كان جيدا من الناحية الهجومية لكن دفاع عميد الأندية السعودية كان كارثيا بكل ما للكلمة من معنى فرديا وجماعيا بتلقي 37 هدفا أي بمعدل 1.42 هدف كل مباراة. اللافت في الدوري السعودي كان أن الفرق الأربعة الأولى تسير في واد، والفرق الأخرى في واد آخر والدليل هو أن الرائد صاحب المركز الخامس في مفاجأة كبيرة حصد فقط 35 وثلاثين نقطة أي بفارق 17 نقطة عن الإتحاد الرابع.

الرائد إن صح التعبير كان أفضل السيئين أو بطل دوري الفرق الأخرى وهو لعب بانضباط تكتيكي واعتمد على كرة القدم السهلة والواقعية في الأداء ليتمكن من الحلول خامسا أمام الشباب السادس الذي لم يكن على قدر التوقعات عندما استلم المدرب سامي الجابر مسؤولية الفريق، فاكتفى بالمركز السادس وهو عانى كثيرا في الشق الهجومي حيث يعتبر صاحب أسوأ خط هجوم وسحل فقط 28 هدفا بمعدل هدف كل مباراة في احصائية سلبية للغاية.

أما وسط الترتيب لم يشهد أي مفاجآت غير أن معركة الهبوط هذه السنة لم تقتصر فقط على ثلاثة أو أربعة فرق بل شملت سبعة فرق استمرت في التصارع لقبل جولة من النهاية دفع في ختامها الوحدة والخليج الثمن وودعوا دوري المحترفين. وكان من المنطقي أن يهبط صاحبي أسوأ خطي دفاع على الرغم من محاولة التعويض هجوميا لكن المعادلة في كرة القدم بسيطة، من لا يدافع جيدا يخسر ومن يخسر يدفع الثمن. أما الباطن فهو احتل المركز الثاني عشر وسيخوض ملحقا أمام نجران من اجل البقاء ضمن دوري المحترفين.

الدوري الاماراتي :

أما الآن، وبالإنتقال إلى الدوري الإماراتي، حصد الجزيرة اللقب ومن دون اية مشاكل تذكر بعدما انفرد بالصدارة ولم يستطع حد إنزاله عنها.

ولم يخسر الفريق الجزراوي إلى مرتين وهو كان صاحب أفضل خطي دفاع وهجوم بفارق كبير عن كل المنافسية فسجل الفريق 72 هدفا بقيادة نجم الفريق الأول علي مبخوت كما لم تتلق شباكه إلا 15 هدفا ما عكس أسلوب اللعب الجماعي القائم على التوازن بين الخطوط الثلاثة والكرة الشاملة بقيادة المدرب الهولندي تين كات.

مركز الوصافة كان لفريق الوصل والذي قدم هو الآخر موسما مميزا حاصدا 57 نقطة بعد صراع ثلاثي شرس مع الأهلي والعين. الوصل لعب بعقلانية شديدة وعرف إمكانياته ولعب على أساسها ما جعله دائما خصما يصعب تجاوزه متفوقا على الأهلي الذي حل ثالثا. الأهلي تميز بانضباطه الدفاعي وهو ثاني أقوى خط دفاع لكن أسلحته الهجومية لم تكن بقوة أسلحة الجزيرة وهو ما لعب دورا حاسما في عدم تمكنه من مقارعة الجزيرة وخسارته للكثير من النقاط. مفاجأة الموسم كان حلول العين وصيف آسيا في المركز الرابع بعدما قدم موسما أقل بكثير من المتوقع إذ حصد 55 نقطة وخسر الصراع الثلاثي على الوصافة مع الوصل والأهلي.

العين دفع غاليا ثمن مشاكله الدفاعية الكثيرة حيث تلقت شباكه 37 هدفا ما عكس التخبط الدفاعي خاصة على الصعيد الفردي. وسط الترتيب لم يشهد أي مفاجآت على الرغم من وجود فرق جيدة كانت تطمح للأفضل وعلى رأسها الوحدة والشباب. اللافت في وسط الترتيب كان وجود الظفرة في المركز السابع. الظفرة لعب بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم رغم أن أرقامه الإحصائية عادية لكنه تميز بالفعالية والذكاء في مواجهة الخصوم.

صراع الهبوط كان رباعيا بين الإمارات، دبا الفجيرة، إتحاد كلباء وبني ياس. بني ياس كان أول المغادرين ويمكن القول بأنه قدم موسما أقل ما يمكن وصفه بالكراثي إذ تلقت شباكه 70 هدفا بمعدل 2.69 نقطة وهو رقم لا يمكن لصاحبه إلا أن يحتل المركز الأخير. الصراع على البطاقة الثانية كان شديدا وتمكن دبا الفجيرة والإمارات من النجاة منه ليدفع إتحاد كلباء الثمن وبفارق نقطة وحيدة عن منافسيه.

وعلى الرغم من ان الإحصاءات الهجومية والدفاعية صبت لمصلحة إتحاد كلباء لكن الفريق عابه غياب التركيز في لحظات حاسمة في أكثر من مباراة دفع ثمنها في نهاية الموسم غاليا كما أن خبرة الإمارات ودبا الفجيرة كانت أكبر حيث تعاملا بذكاء تكتيكي أكبر وهذا يعود لحنكة مدربي الفريقين هاشيك وباولو كاميلي.

أحمد علاء الدين