حقق توتنهام فوزا هاما على أرسنال 2-0 في ديربي لندن الذي جمعهما ضمن المرحلة الأربعة والثلاثين من الدوري الإنكليزي لكرة القدم في المباراة التي احتضنها ملعب الوايت هارت ليين. المدير الفني لتوتنهام ماوريسيو بوكيتينيو لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع هاري كين كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لأرسنال أرسين فينغر بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع أوليفييه جيرو كرأس حربة صريح.

توتنهام بدأ المباراة بضغط عالي على حامل الكرة عند أرسنال الأمر نفسه الذي قام به الأخير ليكون اللعب في بداية اللقاء محصورا في وسط الملعب مع سعي كلا الطرفين للسيطرة عليه. أرسنال حاول تفعيل الأطراف مع تحركات تشامبرلين يمينا وغيبس يسارا مع مساندة من النشيط سانشيز في الجهة اليسرى. أما توتنهام فهو حاول عبر الأطراف مع تقدم ظهير الفريق بن ديفيز لمساندة الجناح هيونغ مين سون لكن أرسنال كان يرتد سريعا عند فقدان الكرة من اجل إغلاق المنافذ الهجومية على لاعبي توتنهام. وحاول السبيرز التحرك في المساحة بين ثلاثي دفاع الأرسنال ولاعبي ارتكازه من أجل فتح بعض الثغرات في طرفي الملعب ثم لعب تمريرة للظهير المتقدم وعكس كرة عرضية لداخل منطقة جزاء ارسنال مع قدوم إيريكسن وآلي لمساندة بن ديفيز وسون في الجهة اليسرى. ضغط توتنهام العالي أجير أرسنال على التخلص سريعا من الكرات عبر لعب كرات طولية نجح دفاع توتنهام في التعامل معها. لاعبو توتنهام حاولوا دائما إيجاد هاري كين رأس حربة الفريق كمحطة لاستلام الكرات في عمق منطقة الأرسنال الذي حاول دائما الصعود للأمام من أجل الخروج من مناطقه وإجبار السبيرز على العودة للدفاع لكن الفريق لم يكن نشطا هجوميا باستثناء سانشيز الذي استمر بالتحرك في الجهة اليسرى لكنه لم يلق الدعم الكافي من زملاءه في ظل غياب أوزيل عن تفعيل الجهة اليمنى وارتماء جيرو في أحضان مدافعي توتنهام الذي استمر هجوميا بنفس الشكل إنما مع تسريع اللعب وزيادة في العرضيات من الجهة اليسرى في ظل عدم تراجع أوزيل ومساندته الدفاعية اللازمة لتشامبرلين. ما ميز توتنهام هو الإرتداد الدفاعي السريع بعد خسارة الكرة ما منع الارسنال من شن هجمات مرتدة خطرة حيث كانت الاظهرة ترتد سريعا للخلف مع مساندة من الجناحين أيريكسن و سون في المساندة الدفاعية لكن هجمات أرسنال لم تكن بشكل مستمر بل كان توتنهام هو المسيطر الاكثر على الكرة وصاحب المحاولات الجادة على المرمى لكن الشوط الأول انتهى رغم ذلك بتعادل سلبي.

بداية الشوط الثاني كانت سريعة نوعا ما حيث حاول كلا الفريقان مباغتة الآخر لكن توتنهام بقي الطرف الأفضل في ظل سعيه لتسريع إيقاع اللعب ومحاولة لعب مثلثات بين الثلاثي كين، آلي وإيريكسن لاختراق عمق دفاعات الأرسنال وهو ما حصل فعلا حيث سجل آلي هدف التقدم لتوتنهام في الدقيقة 56 ومن ثم كين الهدف الثاني بعد دقيقتين من ركلة جزاء لتصبج النتيجة 2-0. أرسنال وجد نفسه وفي ثلاث دقائق متأخرا 2-0. أرسنال تأخر في استيعاب ما حصل فبدا الفريق تائها بعد هدفي توتنهام مع كرات كثيرة مقطوعة في وسط الملعب حيث عمد لاعبي ارتكاز توتنهام إلى الضغط على حامل الكرة ما دفع فينغر إلى التدخل بشكل سريع فأخرج تشاكا لاعب الإرتكاز وأدخل ويلبيك ليلعب ويلبيك في الجهة اليمنى ويدخل أوزيل خلف جيرو في صناعة الالعاب لكن الفريق بقي مفتقدا للطريقة الهجومية الجماعية على الرغم من تحركات سانشيز الدائمة في عمق دفاع توتنهام الذي عمد إلى تهدئة إيقاع اللعب في ظل خسارة الارسنال لمعركة الوسط وعدم القدرة على فرض إيقاع لعب هجومي واجبار توتنهام على العودة للخلف بل بالعكس كان توتنهام الطرف الأخطر مع هجمات عكسية قادها كين وآلي من عمق الملعب. أمام هذا الواقع، حاول فينغر التدخل مجددا فأخرج قلب الدفاع باوليستا وأدخل بيليرين ليتحول للعب 4-2-3-1 مع بيليرين كظهير أيمن وجيبس كظهير أيسر مع دخول تشامبرلين في وسط الملعب لكن لعب أرسنال الهجومي كان ضعيفا حيث لم ينجح الفريق في تسلم الكرات بعمق دفاعات توتنهام وسط تحركات خجولة من رأس الحربة جيرو الذي ترك مكانه لوالكوت الذي لعب كجناح أيمن مع دخول ويلبيك كرأس حربة وعودة أوزيل إلى الخلف لبناء اللعب مع محاولة من رامسي للإضافة الهجومية. بوكيتينو مدرب توتنهام حاول تقوية خط وسطه فدفع بلاعب ارتكازه ديمبلي مكان جناحه سون ليتحول الفريق للعب 4-3-2-1 ما جعل رباعي خط الدفاع في حماية تامة ومنع كافة هجمات أرسنال الخجولة أصلا من تشكيل اي حطورة في ظل ضياع تكتيكي واضح للأرسنال وخسارة معركة وسط الملعب منذ بداية اللقاء ما صعّب على المدفعجية من فرص العودة في ظل انضباط توتنهام التكتيكي المميز.

أحمد علاء الدين