دخلت الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى مرحلة الحسم حيث لم يتبق منها إلا جولات معدودة ستكون مفصلية في تحديد الفائزين باللقب، أصحاب المراكز الأوروبية والفرق المغادرة إلى الدرجات الأدنى.

دعونا نتعرف على مباريات خمس لا يجب تفويتها أبدا في عطلة نهاية الأسبوع هذه.

توتنهام هوتسبيرز – أرسنال ( الأحد الساعة 18.30 بتوقيت بيروت ):

يستقبل توتنهام وصيف البريمييرليغ برصيد أربعة وسبعين نقطة أرسنال صاحب المركز السادس برصيد ستين نقطة في ديربي لندن الأشهر.

وسيسعى توتنهام لإكمال ضغطه على المتصدر تشيلسي والتمسك بحظوظه كاملة في الفوز بلقب الدوري بينما يريد أرسنال تحقيق النقاط الثلاث من أجل الإستمرار في معركة المركزين الثالث والرابع المؤهلان لدوري الأبطال حيث يخوض معركة شرسة مع كل من ليفربول، مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد. توتنهام سيلعب بالأسلوب الذي ظهر به منذ بداية الدوري وهو اللعب بشخصية قوية مع محاولة فرض أسلوب لعبه مهما كان حجم الخصم، أسلوب قائم على اللعب الهجومي مع الإرتداد السريع في الحالة الدفاعية وعند فقدان الكرة ما جعله صاحب خط الدفاع الأقوى في البطولة وأحد أقوى خطوط هجوم البطولة والذي سيشكل متاعب بلا شك لدفاعات أرسنال الهشة والتي تلقت أربعين هدفا في اثنان وثلاثين مباراة لكنه بالمقابل سيركز على موهبة أوزيل وسرعة سانشيز في اللعب خلف مدافعي توتنهام وسرعتهم في التحرك والتمرير ما يضعنا أمام مواجهة يصعب التكهن بهوية الفائز فيها. فهل سيستمر توتنهام في مغامرته المحلية ويوجه صفعة قوية لآمال أرسنال في التأهل لدوري الأبطال أم أن أرسنال هو من سيصفع توتنهام ويسمح لتشيلسي المتصدر بالإقتراب أكثر من لقب البريميير ليغ ؟

روما – لازيو ( الأحد الساعة 13.30 بتوقيت بيروت ):

ديربي العاصمة الإيطالية سيجمع بين روما الوصيف برصيد خمسة وسبعين نقطة مع لازيو صاحب المركز الرابع برصيد أربعة وستين نقطة. ويدخل كلا الفريقين المباراة بأهداف مختلفة، فروما يود الإستمرار في ملاحقة اليوفي المتصدر والمبتعد عنه بثماني نقاط مع معرفته بصعوبة المهمة فيما يريد لازيو التشبث بالمركز الرابع المؤهل لليوروبا ليغ في ظل صراع مع أتلانتا ومن بعده قطبي مدينة ميلان.

وسيعتمد روما على قوته الهجومية المتمثلة برأس الحربة دزيكو ومحمد صلاح ومن ورائهم خط وسط مرن يقوم بادوار هجومية ودفاعية متنوعة بقيادة المحارب نايغولان لكن المهمة لن تكون سهلة أمام خصم قوي بحجم لازيو. لازيو والذي يقدم لحد الآن موسما أكثر من جيد يبني أسلوب لعبه على التوازن بين الدفاع والهجوم مع تركيز على انتشار جيد في وسط الملعب وعدم اللعب بتهور هجومي أو اندفاع زائد نحو المناطق الأمامية وتركز فراغات في الخطوط الخلفية.

مشكلة لازيو الأساسية تكمن احيانا في قلة خبرة لاعبيه في المواعيد الكبرى حيث يبدو الفريق مضغوطا ما ينعكس على الأداء الفردي لبعض اللاعبين والذي يضرب طبعا منظمة العمل الجماعية. فمن سيحسم ديربي العاصمة الإيطالية الشهير وهل يبقى روما على بصيص الأمل الضعيف في اللحاق باليوفي أم أن لازيو سيساعد اليوفي على حسم اللقب قبل جولات من النهاية ؟

نيس – باريس سان جيرمان ( الأحد الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):

قمة الدوري الفرنسي لهذا الأسبوع ستجمع بين صاحب المركز الثالث نيس برصيد أربعة وسبعين نقطة مع الوصيف باريس سان جيرمان برصيد ثمانين نقطة.

ومع تساوي البي أس جي مع المتصدر موناكو بعدد النقاط مع امتلاك الأخير لمباراة مؤجلة، سيتعين على الباريسيين الفوز من أجل الإستمرار في ملاحقته بينما سيسعى نيس والذي ضمن المركز الثالث المؤهل للدور التمهيدي من دور الأبطال أن يقترب من البي أس جي ويقلص الفارق معه إلى ثلاث نقاط فقط ومن يدري قد يستطيع خطف هذا المركز منه ويتأهل مباشرة لدوري الأبطال على الرغم من صعوبة تحقيق هذا الأمر.

وستكون المباراة مواجهة بين أفضل خطي دفاعيين لكن الافضلية لباريس سان جيرمان هي في الشق الهجومي. نيس يلعب بأسلوب متوزان مع كرة قدم قائمة على الانضباط التكتيكي وحسن الترابط بين الخطوط الثلاثة مع اعتماد على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم وسرعة في الإرتداد الدفاعي. الباريسيون سيلجأوون لأسلوبهم الهجومي المعتاد مع قوة جناحيه دي ماريا ودراكسلر ورأس حربته كافاني مع خط وسط قوي لكن عليه الحذر من هجمات نيس المرتدة التي قد تشكل إزعاجا لدفاعات البي أس جي. فلمن ستبتسم قمة الدوري الفرنسي وهل يكون موناكو أكبر المستفيدين منها ؟

ريال مدريد – ​فالنسيا​ ( السبت الساعة 17.15 بتوقيت بيروت ):

يدرك ريال مدريد وصيف الليغا برصيد ثمانية وسبعين نقطة مع امتلاكه لمباراة مؤجلة بأن أي خطوة ناقصة أمام فالنسيا صاحب المركز الثاني عشر برصيد أربعين نقطة ستكون شبه قاضية في صراع اللقب مع غريمه الأزلي المتصدر بفارق المواجهات المباشرة برشلونة.

من هنا سيدخل الريال هذه المباراة أمام جماهيره بنفس هجومي واضح من أجل هز شباك فالنسيا بشكل مبكر، فالنسيا الذي لم يعد لديه أي هدف هذا الموسم فهو بعيد عن المراكز الأوروبية كما أنه ضمن الخروج من صراع البقاء والمناطق الملتهبة لكن عرقلة الريال دائما ما يكون له طعم مختلف.

الريال سيخوض المباراة وهو يريد حسمها سريعا من اجل ان يريح بعض لاعبيه قبل مواجهة أتليتيكو في نصف نهائي دوري الأبطال منتصف الأسبوع المقبل لكن هذا لا يجب أن يدفعه للتسرع خاصة من ناحية اللعب الهجومي أو الإندفاع الزائد نحو الهجوم حيث يمكن أن يكون هذا أمرا جيدا لفالنسيا الذي سيعتمد بطبيعة الأمر على إغلاق مناطقه الدفاعية واللعب على الهجمات المرتدة السريعة واستغلال تقدم أظهرة الريال الدائمة للمساندة الهجومية ليبقى السؤال هنا، هل سينجح فالنسيا في تقديم هدية لبرشلونة وضرب الريال معنويا قبل مواجهة الأتليتيكو أم أن الريال سيحسم الموقعة المحلية ويتفرغ للمواجهة الأوروبية الكبرى؟

أوغسبورغ – ​هامبورغ​ ( الأحد الساعة 16.30 بتوقيت بيروت ):

ستكون المواجهة هذه حاسمة إلى حد كبير في صراع الهبوط؛ فقبل أربع جولات من النهاية، يستضيف أوغسبورغ صاحب المركز السادس عشر برصيد اثنتين وثلاثين نقطة هامبورغ صاحب المركز الخامس عشر برصيد ثلاثة وثلاثين نقطة.

وتنص قوانين البوندسليغا على أن صاحب المركز السادس عشر يخوض مواجهة فاصلة مع ثالث الدرجة الثانية من أجل البقاء.

وسيسعى كلا الطرفين للفوز من أجل الإبتعاد قليلا عن هذا الصراع فالتعادل لن يكون جيدا للفريقين خاصة في حال فوز دارمشتادت صاحب المركز السابع عشر والذي يملك ثمانية وعشرين نقطة حيث يصبح الصراع خماسيا مع وجود فولفسبورغ وماينز برصيد ثلاثة وثلاثين نقطة رغم أنه حسابيا ما زال أكثر من عشر فرق مهددين بالهبوط لدوري الدرجة الثانية.

ويبدو الفريقان متقاربان أيضا من الناحية الفنية هجوميا ودفاعيا وهذا يعكس شبه تساوي في عدد الأهداف المسجلة والمفقودة ما يجعل المباراة مفتوحة على مصراعيها من دون أي أفضلية فنية لأحد. اللقاء وكونه شبه حاسم سيحكمه الحذر من قبل الفريقين مع إغلاق المساحات وعدم الإندفاع الهجومي أو لعب الدفاع المتقدم ما سيجعل اللعب محصورا بوسط الملعب والفريق الذي سيكون واعيا في الخط الخلفي وذكيا في لعبه الهجومي وكيفية خرق دفاع الخصم سيمتلك أفضلية كبيرة في خطف المباراة فمن يا ترى سينجح في ذلك ؟

أحمد علاء الدين