للسنة الثالثة على التوالي تمرّ شركة ​هوندا​ في نفس المصاعب التي لاحقتها منذ عودتها للفورمولا 1 في عام 2015 فقط كمزوّد محركات (V6 توربو هجينة) لفريق ​مكلارين​. القصة هي بكل بساطة أن هوندا للسنة الثالثة على التوالي تصنع محرك رديء لا يتمتع بموثوقية تشغيل وهو بطيء.

وكشفت صحيفة El Confidencial الإسبانية أن الفورمولا 1 قد تتدخل لتنقذ هوندا من مأزقها الذي هو مستمر منذ 3 سنوات. وأشار التقرير الى أن المسألة جدية لدرجة أن منافسو هوندا مستعدون للتدخل لمساعدتها. واشارت التقارير الى أن مرسيدس قد تتدخل لمساعدة هوندا على صناعة محرك قوي. هذه الخطوات تأتي بسبب إعتقاد المالك الجديد للفورمولا 1 شركة ليبرتي ميديا أن مصاعب هوندا تضر بالفورمولا 1 وتردع أي صانع محركات جديد بالدخول فيها بسبب ما تتعرض له.

من ناحية أخرى تجدر الإشارة الى أن في الفورمولا 1 حاليًا هناك 4 صانعي محركات وهم فيراري ومرسيدس ورينو وهوندا.

مرسيدس تزود فريقها بالمحركات بالإضافة الى فريقي ويليامز وفورس إنديا. أما فيراري تزوّد فريقها بالإضافة الى فريقي هاس وساوبر. ورينو تزود فريقها بالمحركات بالإضافة الى فريقي رد بُل وتورو روسو. أما هوندا فتزوّد فقط مكلارين.

وتتذرّع هوندا حاليًا أن محرك V6 توربو الهجين هو صعب الصنع ولذلك تتخبط منذ 3 سنوات في المشاكل التي لا يبدو أنها ستتمكن من الخروج منها في أي وقت قريب.

لكن هناك نقتطين يجب الإشارة لهما لنبرهن أن هوندا لا تملك حق التذرّع بصعوبة صناعة المحركات الجديدة.

النقطة الأولى، إن فيراري ورينو قد واجها نفس المشاكل في عام 2014 في بداية عصر المحركات الهجينة. لكنهما لم يطلبا مساعدة من أحد ولم يتذرعا بصعوبة تصميم المحرك. واليوم بعد سنتين، إن محرك فيراري قد أصبح يعادل قوة محرك المرسيدس الذي كان الأقوى، ومحرك رينو خلفهما مباشرةً. لذلك إن هوندا ليس لديها الحق بإجبار الفورمولا 1 على مساعتدها لتخرج من الازمة.

النقطة الثانية والأهم هي أن هوندا لم تفز سوى في سباق وحيد (كصانع أو فريق) منذ عام 1992 (العصر الذهبي مع مكلارين).

وهنا سوف اتكلّم فقط عن هوندا حين دخلت الفورمولا 1 كفريق كامل في عصر محركات V8 ما بين أعوام (2006 و 2008)، كونه يمكن المحاججة أنه حين كانت تزود فريق ما بالمحركات فقط هذا ليس كافيًا للفوز بسبب ضعف الفريق بحد ذاته.

خاضت هوندا مواسم 2006 و 2007 و 2008 كفريق كامل أي أنها صنعت السيارة بأكملها بالإضافة الى المحرك وحلّت في السنة الأولى في المركز الرابع ومن بعدها في المركز الثامن والتاسع في ترتيب بطولة الصانعين. وكان يقود للفريق سائقين مخضرمين وهما جنسن باتون وروبنز باريكيلو (لا يمكن التذرّع أن السائقين كانا غير خبيرين وغير سريعين).

حققت هوندا فقط فوز وحيد في هذه السنوات الثلاث في سباق المجر في عام 2006 وكان أدائها أقل من عادي وكانت غير تنافسية بالمطلق في عامي 2007 و 2008.

لذلك هذه النقطة تثبت أن هوندا لم تتأقلم جيدًا في الفورمولا 1 حتى قبل عصر المحركات الهجينة الحالية.

من جهة أخرى قال مدير فريق مكلارين إيريك بولييه "أن الكثير من الأطراف لا تريد لهوندا النجاح في الفورمولا 1 حاليًا". لكن بكل بساطة يمكن التأكيد أن لا أحد يمنع هوندا من صناعة محّرك جيد، ومشاكلها هي داخلية فقط تعود الى تقصيرها الذاتي وعدم فهمها الفورمولا 1 وما تحتاجه للمنافسة فيها.

برنار الطيّار