حقق برشلونة فوزا مثيرا على ريال مدريد 3-2 في قمة الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم في المباراة التي احتضنها ملعب سانتياغو بيرنابيو.

المدير الفني لبرشلونة لويس إنريكي لعب بالرسم التكتيكي 4-3-3 (مع ترك الحرية لميسي في التراجع الى الخلف قليلا ) بينما لعب المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي بايل، بنزيمة ورونالدو في الخط الأمامي.

ريال مدريد بدأ المباراة محاولا مباغتة برشلونة وتسجيل هدف مبكر فاعتمد الضغط العالي لافتكاك الكرة سريعا بجانب تقدم أظهرته وتفعيل الأطراف مع عكس كرات عرضية عبر كارفاخال ومارسيلو مع دخول رونالدو وبايل لعمق منطقة جزاء البارسا لكن الأخير عرف كيف يدافع ويمتص فورة الريال في الدقائق الأولى.

شيئا فشيئا بدأ برشلونة بالإمساك بزمام المبادرة مع لعب ميسي خلف المهاجمين وتقدم راكيتيتش أحيانا للجهة اليسرى مقابل دور هجومي أكثر للظهير البا.

في الحالة الدفاعية كان ميسي يتحول لمهاجم ويعود ألكاسير جناح أيسر مع لعب راكيتيتش كجناح أيمن وعودة إنيستا كلاعب ارتكاز ثاني بجانب بوسكيتش. برشلونة بقي مسيطرا على الكرة إنما من دون نجاح في اختراق دفاعات الريال المنظمة.

الفريق الملكي كان يضغط بدءا من أول الملعب مع وجود ثلاثي خط الوسط في منطقة البرسا. الريال اعتمد على التنظيم الدفاعي في الخلف وإغلاق المساحات على لاعبي البرسا مع تفعيل الهجمة المرتدة في ظهر دفاعات البرسا بتحركات سريعة بين الثنائي بنزيما ورونالدو مع تمريرات قصيرة من مودريتش وكروس والوصول إلى مرمى البرسا باقل عدد من التمريرات لينجح الريال في تسجيل هدف التقدم عبر كاسيميرو في الدقيقة 28.

البرسا حاول التحرك بشكل سريع من أجل التعديل فأصبح إيقاع اللعب أسرع مع تقدم أظهرة الفريق للأمام لينجح ميسي بعد خمس دقائق من تعديل النتيجة بمجهود فردي رائع.

البرسا حاول استغلال تعديله للنتيجة بإبقاء اللعب الهجومي في منطقة الريال وسط حصار وارتداد دفاعي للخلف من قبل الفريق الملكي لكن اللمسة الأخيرة عند البرسا كانت غائبة.

زيدان أجرى تبديله الأول بخروج بايل المصاب ودخول أسينسو عند الدقيقة 39.

الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت تحسنا من قبل الريال الذي عاد للضغط في الأمام وتقدمت الأظهرة تحديدا مارسيلو من الجهة اليسرى مع تحركات رونالدو وعكس كرات عرضية وتسديدات على مرمى تير شتيغن الذي كان واعيا وصد بعض الكرات لينتهي الشوط الأول 1-1.

الريال بدأ الشوط الثاني بأسلوب هجومي سريع وسط اختراقات مارسيلو من الجهة اليسرى وتحركات أسينسو يمينا لكن البرسا دافع بشكل جيد مع تقارب بين الخطوط ونجح مجددا في امتصاص الفورة المدريدية ليعود ويمسك زمام الامور ويهاهم عبر الدفع بخطوطه إلى الأمام وتحركات من ميسي في وسط الملعب بجانب تقدم الأظهرة روبيرتو وألبا.

الريال اعتمد مبدأ الإنكماش الدفاعي في وسط ملعبه ثم المرتدة مع سرعة رونالدو وبالفعل حصل الفريق على بعض الفرص نتيجة بطء ارتداد لاعبي البرسا دفاعيا خاصة الظهيرين بعد التقدم الهجومي للأمام.

لكن مشكلة الريال الأساسية كانت في وسط الملعب فكاسيميرو كان مكلفا بمراقبة ميسي كما أن مودريتش وكروس كان لديهم واجبات دفاعية في مساندة الأظهرة وتضييق المساحات عبر الأطراف.

هذه المشكلة منعت الريال من السيطرة على وسط الملعب لكنها لم تمنعه أبدا من شن هجمات مرتدة خطرة للغاية عبر توغلات أسينسو يمينا فأضاع الفريق بعض الفرص الخطرة للغاية.

البرسا استمر هو الآخر مهاجما ومشكلا لخطورة على مرمى الريال مع محاولة إيجاد سواريز في عمق دفاع الريال وتقدم دائم ألبا وسيرجيو روبيرتو.

الدقيقة 70 شهدت تدخلا من كلا المدرين الفنيين، زيدان أخرج كاسيميرو وأدخل كوفاسيتش في وسط الملعب بينما خرج ألكاسير ودخل أندريه غوميز ليلعب الفريق بخطة 4-4-1-1 مع ذهاب غوميز للجهة اليسرى وبقاء راكيتيتش في الجهة اليمنى.

البرسا استمر في حصاره الهجومي لمنطقة الريال الذي كان مرتدا في الخلف بشكل كامل لينجح راكيتيتش في تسجيل هدف التقدم للبرسا 2-1 عند الدقيقة 73.

الريال بعد تأخره، عاد ليدفع بخطوطه إلى الأمام محاولا تصغير الملعب مع تمركز دفاعه قبل خط منتصف الملعب بقليل. أفكار الريال الهجومية رغم أنها تقليدية إلا أنها كانت خطرة على مرمى البرسا وذلك بفضل تحركات مارسيلو وكارفاخال بمساندة من أسينسو يمينا في ظل دخول رونالدو كرأس حربة صريح مع بنزيما.

الدقيقة 77 شهدت طرد قلب دفاع الريال سيرجيو راموس بعد انقضاض من الأمام على ميسي. الريال لم يغير في الشكل التكتيكي بل أدخل جايمس رودريغيز مكان بنزيمة وأصبح الفريق يلعب 3-3-3 مع رجوع كروس كقلب دفاع فقط عندما تكون الكرة مع البرسا ويعود لمركزه في خط الوسط الهجومي عندما يمسك فريقه بالكرة.

البرسا سنحت له فرصة ذهبية لحسم اللقاء عبر بيكيه لكن نافاس تألق. الريال تقدم رغم الطرد العددي وهاجم عبر الجهة اليسرى مع المميز مارسيلو الذي عكس كرة لرودريغيز أسكنها في الشباك معدلا النتيجة 2-2. البرسا اندفع للأمام محاولا تسجيل الهدف الثالث الأمر نفسه للريال الذي لم يتكتل في الخلف وحاول تسجيل هدف الفوز رغم أن التعادل كان نتيجة جيدة له.

وفي كرة تقدم بها الريال للهجوم بالكثير من لاعبيه، نجح البرسا في بناء هجمة مرتدة سريعة في وسط ملعب الريال الخالي أنهاها ميسي بتسديدة عانقت الشباك أهدت الفوز للبرسا وأحيت آماله في التتويج بلقب الليغا.

أحمد علاء الدين