تعتبر لعبة كرة المضرب من أجمل الألعاب الرياضية والتي لديها جمهور كبير يتابع بطولاتها المختلفة.

وفي لبنان تعد اللعبة من أحد أهم الالعاب خاصة أنها تسير مؤخرا في نهج تصاعدي خاصة بعد انتخاب اتحاد جديد برئاسة أوليفير فيصل لتولي مسؤولية الإهتمام باللعبة. وكانت اللعبة في السنوات الماضية تتمرجح بين نتائج إيجابية ونتائج سلبية. لكن اللافت في الفترة الأخيرة كان غياب الوهج الذي تمتعت به رغم العمل الدؤوب الذي تشهده حيث كنا نسمع عن كثير من النشاطات والأحداث والمشاركات الخارجية وربما يعود هذا لضعف التغطية الإعلامية للعبة. ومن هذا المنطلق، ولمعرفة واقع اللعبة حاليا والإضاءة عن قرب على أبرز نشاطات اللعبة، قامت صحيفة السبورت الإلكترونية بجولة على بعض الوجوه البارزة في هذه اللعبة لمحاولة معرفة أبرز ما تشهده اللعبة حاليا.

آلان صايغ

البداية كانت من راعي اللعبة، الإتحاد اللبناني لكرة المضرب والذي تحدثنا مع أمين عام الإتحاد آلان صايغ الذي بدأ حديثه بالقول بأن الإتحاد يؤسس للعبة من جديد التي شهدت في الخمسة عشر سنة الأخيرة تراجعا كبيرا من ناحية المشاركات والحضور الجماهيري كما أنه أصبح لدينا مقر جديد للإتحاد خاص بنا وهو أمر هام ضمن سياسة العمل التي وضعناها.

كما أننا نركز كثيرا على وسائل التواصل الإجتماعي وصفحة الفاسيبوك نشطة للغاية وهناك تفاعل كبير من قبل الجماهير معنا رغم الفترة القصيرة ونحن بصدد التحضير لإطلاق موقع إلكتروني خاص بالإتحاد. كما أننا جددنا التعاقد مع المسؤول الإعلامي جلال بعينو وسنتعاقد مع تلفزيون محلي ليس فقط من أجل نقل البطولات بل من أجل تغطية نشاطاتنا بشكل دائم والتي قمنا بأكثر من سفرة خلال الأربعة شهور الماضية لتطوير اللعبة والإطلاع على كل ما هو جديد ومفيد خاصة أن واقعنا في لبنان صعب ولعبة كرة المضرب لعبة صعبة لكن المواهب كثيرة ونحن يجب أن نهتم بها خاصة في ظل غياب الدعم من قبل الدولة وغياب دور فعال من قبل الأندية وهذه نقطة نحاول تفعيلها مجددا. فنحن أجبرنا كل لاعب أن يكون منتسبا لنادي كي يصبح التفاعل بين الإتحاد والنادي وليس عبر إتحاد ولاعب أو إتحاد وعائلة اللاعب كي نفعل العمل الجماعي والمؤسساتي أيضا لذلك أطلقنا بطولة النوادي والتي ستصبح سنوية.

ويعتبر صايغ أن عدد البطولات الذي ينظم كاف فهناك ثلاثة شهور في الصيف مليئة بالنشاطات واللاعب يلعب كل يوم. كما أنه في بطولات الفئات العمرية اللاعب مرتين وفي أكثر من فئة أحيانا. ما قمنا به تحديد وقت ثابت لإطلاق دوراتنا مثلا من 1 أيار وحتى آخر أيلول أي ستة شهور من اللعب المتواصل ثم بطولة لبنان للنوادي شهري تشرين أول وتشرين ثاني ويبقى أربعة شهور هي بمثابة راحة وتحضير للموسم دون أن ننسى أنه لدينا دائما مشاركات دولية للناشئين شهري شباط وآذار. وأكد صايغ اهتمام الإتحاد بالمنتخب الوطني للرجال وهناك تمارين دائمة تحت إشراف المدرب حسين بدر الدين كي يتمرن أعضاء المنتخب المحليين طوال السنة مع بعضهم وهناك أيضا وجوه واعدة للغاية مثل هادي حبيب والذي أعتقد أنه إذا قمنا بالعمل معه كما يجب سنصل إلى مكان بعيد جدا. كما أننا أطلقنا مجددا منتخب السيدات وهي خطوة لم تحصل منذ فترة بعيدة ولدينا لاعبات مميزات كنانسي كركي إضافة لبعض الناشئات الأخريات اللواتي ينتظرهن مستقبل كبير دون أن أنسى جوليا البابا التي تعيش في الولايات المتحدة وأخبرنا والدها منذ فترة قصيرة أن لها الشرف بتمثيل منتخب بلدها لبنان.

فيما خص التمويل المادي للإتحاد، قال صايغ بأن رئيس الإتحاد مشكور يمول جزءا كبيرا من الميزنية ووضعنا خطة من أجل جلب رعاة للعبة وبالفعل تواصلنا مع أكثر من 8 شركات وبنوك ونأمل خيرا كما سنقدم طلب لوزارة الشباب والرياضة من أجل الحصول على مساعدة أيضا. وهناك برنامج اسمه GTI ننظمه بإشراف الإتحاد الدولي للعبة الذي يدفع تكلفته والهدف أن نزور مدارس كثيرة تصل لأكثر من 100 كي ننشر اللعبة فيها خاصة تلك التي لا وجود أبدا فيها لكرة المضرب وتقع خارج بيروت ولحد الآن نحن زرنا في شهرين فقط اكثر من ثلاثين مدرسة. وختم صايغ حديثه بالتأكيد أن مستقبل كرة المضرب سيكون مشرقا ونحن لدينا هدف واحد نعمل من أجله وهو النهوض بهذه اللعبة وتأكيد دورها كلعبة أساسية في هذا البلد وعلى خريطته الرياضية.

حسين بدر الدين

يعتبر حسين بدر الدين من أهم المدربين الذين مروا في تاريخ لعبة كرة المضرب لبنانيا، وهو مدرب منتخب لبنان منذ عام 2000 وكابتن الفريق منذ عام 2005 والذي تفردت صحيفة السبورت الإلكترونية بنشر خبر نيته الإعتزال في سنتين كأقصى تقدير منذ فترة قصيرة. التقينا بدر الدين الذي قال بأن لعبة التنس تسير نحو الأمام وهو أمر لا تعرفه العالم كثيرا لكن كمنتخب نحن بالطبع تراجعنا ولم تعد نتائجنا كما كانت من قبل لكن اللعبة بشكل عام تتحسن والإتحاد الجديد يقوم بعمل إعلامي جيد ويحاول تسويق اللعبة وجلب رعاة لها وهذا أمر جيد جدا. كما لدينا حاليا منتخبات للفئات العمرية U12 / U14 / U16 إضافة لمنتخب السيدات الذي أعيد إحياؤه لأول مرة منذ فترة التسعينات. وكشف بدر الدين بأن العمل جاري مع الأولاد الصغار في المدارس عبر برنامج GTI وهو يهدف لنشر اللعبة في المدارس عبر توزيع كرات ومضارب كي يتم اكتشاف الأولاد الصغار والإهتمام بالموهوبين منهم.

وبالعودة لمنتخب الرجال، يقول بدر الدين بأن كأس ديفيس مقسم إلى أربع مناطق : Zone 1 / Zone 2 / Zone 3 و Zone 4. أيام هشام الزعيتيني وعلي حمادة وصلنا لZone 1 وهشام وعلي كانوا على مستوى عالي بسبب أنهم كانوا يعيشون خارج لبنان. لكن مستوى Zone 1 الفني منذ عشرين سنة هو مستوى Zone 2 حاليا ونحن الآن في Zone 3. تصنيفنا أيام هشام وعلي كان 27 عالميا ونحن اليوم في التصنيف 75 من أصل 130 دولة. أنا حاليا أحضر منتخب أعماره الحالية بين 18 و20 سنة وهو قادر على الذهاب بعيدا وتحقيق نتائج هامة لكن يحتاج لحوالي سنتين من أجل اكتساب الخبرة كما أنه هناك عدة لاعبين مميزين نعمل على استعادة جنسياتهم وهو ما سيحصل بحدود 2019 ويستطيعوا تمثيل المنتخب عام 2020 وهذا سيعطينا دفعة هائلة.

المنتخب يتحضر حاليا للمشاركة في تموز المقبل بكأس ديفيز Zone 3 حيث ستشارك تسع دول، السنة الماضية شاركنا ولكن للأسف حللنا في المركز الثالث وكان المركزان الأول والثاني فقط يؤهلان ل Zone 2. هذه السنة سنتحضر بشكل جيد ونحاول أن نحسن اكثر من أسلوب لعبنا ونأمل بأن نحتل أحد المركزين المؤهلين وهو هدفنا بالطبع. أما منتخب السيدات فسيضم لاعبات يعشن خارج لبنان إضافة إلى لاعبات محليات وهن سيتمرن بإشراف مدرب المنتخب ريمون كدورة وعند السيدات هناك فقط Zone 2 و Zone 1 وسيحاول المنتخب الصعود ل Zone 1 . أما منتخبات الفئات العمرية فتضم بعض الخامات المميزة جدا فهناك مثلا ماريا بريدي وهي من أفضل المواهب بالشرق الأوسط كما أن منتخب الصبيان يضم أيضا أسماء مميزة ولهم مستقبل مشرق دون أدنى شك.

بدر الدين اعتبر أنه من الصعب أن نرى لاعبا لبنانيا يخوض بطولة في الغراند سلام أو الماسترز لكن من الممكن أن نرى لاعبا لبنانيا في بطولات ال Challenger أو ال Future. الأولى لعب بها علي حمادة وهي للمصنفين من 100 إلى 300 ولعب فيها علي حمادة أما الثانية فهي للمصنفين من 300 إلى 2000. طالما أنه لا يوجد احتراف ولا امكانية للتمرن قبل الظهر وبعد الظهر وغياب برنامج دراسي يسهل من مهمة الطلاب الموهوبين في اللعبة وينسق بين دراستهم وكرة المضرب، طالما لا يوجد كل هذا فمن الصعب جدا رؤية لاعب لبناني في بطولة عالمية. حاليا لدينا لاعب اسمه هادي حبيب يعيش خارج لبنان عمره 18 عاما وهو مصنف لعمره 77 من أصل 1700 ونحن نعقد آمالا كبيرة عليه دون أن ننسى جيوفاني سماحة اللاعب المغترب ايضا. كما اقترح بدر الدين ايضا أن يتم إنشاء صندوق يدعم المواهب الصغيرة في كل الرياضات ويؤمن احتياجاته من أجل الوصول إلى أعلى مرحلة رياضية ممكنة ورفع اسم بلده عاليا.

وعن اختياره للاعبي المنتخب دائما من المغتربين وعدم ضم المصنفين المحليين الأوائل، قال بدر الدين بأن الإتحاد طرح عليه فكرة ضم 4 لاعبين، ثلاثة من الخارج وواحد محليا لكن أنا أختار أفضل أربعة ومصلحة المنتخب عندي قبل كل شيئ والهدف هو تحقيق النتائج المميزة وفي الدورات العربية ودورة المنظمة الإسلامية أطعم المنتخب ببعض المحليين لكن كما قلت مصلحة المنتخب والنتائج تأتي في أولويتي وأيضا المغتربين يتعبون من أجل تمثيل المنتخب وهذا حقهم الطبيعي ودائما الأفضل سيلعب ضمن صفوف المنتخب.

ميشال سعادة

يوجد في لبنان العديد من اللاعبين الموهوبين والذين لفتوا الأنظار بأداءهم الجيد والمستقبل المشرق الذي ينتظرهم. أحد هذه الأسماء هو ميشال سعادة المصنف رقم 1 محليا. ميشال البالغ من العمر 18 سنة بدأ لعبة التنس في عمر 12 سنة وأهم إنجازاته هو خوض منافسات كأس دايفيز في ماليزيا منذ 3 سنوات. ما جبه للعبة التنس هو أنها لعبة تتطلب فنا ومهارة إضافة إلى تركيز ولجده صاحب الفضل في تعريفه باللعبة وتشجيعه على الإستمرار بها. يتدرب سعادة حاليا مع والده والمدرب نبيل ساسين إضافة لمدرب المنتخب الوطني حسين بدر الدين كما يلعب بشكل مستمر مع زميله نجيب فقيه الذي يعتبره سعادة من الأفضل في لبنان.

أما عن أهم الإستحقاقات القادمة فيتحضر سعادة لخوض منافسات كأس دايفيز بتموز المقبل في سيريلانكا رفقة المنتخب الوطني إضافة لمشاركته في آب المقبل ضمن اليونيفرسياد وهو بمثابة الألعاب الأولمبية للجامعات. يعتبر سعادة بأن مستوى كرة المضرب في لبنان جيد ولدينا جيل جديد يبشر بالخير في الفئات العمرية U10 / U12 / U14. هذا الجيل قادر على رفع مستوى اللعبة أكثر والمنافسة خارجيا خاصة أننا عربيا نعتبر من بين أفضل البلدان في هذه اللعبة وأسيويا نحن لسنا ببعيدين أبدا عن المقدمة.

وشدد سعادة على أهمية انخراط اللاعبين اللبنانيين مع لاعبين من الخارج من اجل التعود على مواجهة أساليب لعب مختلفة كما أننا نخوض أقل من عشر بطولات في الصيف سنويا وهذا العدد يجب أن يزداد وأن نلعب مثلا في فترة الشتاء بعض البطولات كما يجب جلب لاعبين من الخارج لم يسبق لنا اللعب ضدهم من قبل كي نستفيد من مواجهتهم ونتعرف على أساليب لعب جديدة ونحسن مستوانا إذ أنه يمكنني القول باننا حفظنا أساليب لعب معظم اللاعبين والتغيير ضروري من أجل التقدم. طموح شعادة هو المشاركة قدر الإمكان في دورات خارجية وتحقيق نتائج مميزة بها لكن هذا الأمر يحتاج إلى أموال كثيرة ورعاة، من هنا نحن نبحث عن رعاة قادرين على تغطية نفقات المشاركة في الدورات الخارجية لأنه كي تتحسن يجب عليك المشاركة أقله في عشر دورات خارجية كي ترفع من مستوى لعبك وتكسب خبرة.

ودعا سعادة الإتحاد الجديد إلى العمل على الأمور التي لم يستطع سلفه تحسينها فليس هناك من اتحاد سيئ لكن هناك اتحاد لم يتعامل مع يجب في بعض الأمور ومهمة الإتحاد الجديد التعامل معها بطريقة مختلفة كما دعاه ايضا إلى العمل على تطوير اللاعبين الموجودين حاليا لأنه في حال تم دعمهم ماديا ومعنويا سيكون هناك أمل كبير في رفع اسم لبنان بكرة المضرب كثيرا.

نور ديب

كما عند الرجال، يوجد عند السيدات لاعبات يمارسن اللعبة بانتظام ويحققن فيها نتائج ملفتة وإحداهن نور ديب التي تبلغ من العمر 14 عاما وتبشر بمستقبل باهر للغاية.

إلتقينا ديب التي أخبرتنا بأنها تلعب كرة المضرب منذ خمس سنوات وهي المصنفة أولى في فئتي U14 و U16 كما حققت السنة الماضية المركز الثاني في بطولة لبنان للسيدات وتوجت بلقب غرب أسيا منذ سنتين لفئة U13 حيث تمكنت من التأهل ل Division 2 التي أقيمت في تايلاند حيث حلت ثالثة وتأهلت ل Division 1 في فيتنام وهذه السنة هي تلعب في عدة بطولات ITF. وعن سبب اختيارها للعبة كرة المضرب، قالت ديب بأنها جربت أكثر من لعبة كالتزلج والسباحة لكنها وجدت نفسها في لعبة كرة المضرب حيث كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما ألعب وأتمرن لذلك قررت الإستمرار بها. تتمرن ديب تقريبا بشكل يومي لحوالي ساعتين على ملعب Tennis Masters في النقاش تحت إشراف المدرب فراس دعبوس لكنها تمرنت قبل على أيدي أكثر من مدرب واستقرت حاليا على المدرب دعبوس كما تقوم بتمرين في النادي الرياضي ( GYM ) 3 مرات في الأسبوع.

البطولة الأولى التي فازت بها ديب كان عمرها آنذاك 10 سنوات كما شاركت السنة الماضية في بطولة Davis Cup Junior و Junior World Tour U14 والسنة هذه شاركت في بطولة Junior Fed CupU16 وحاليا تتحضر لبطولات ITF لكن السنة هذه لديها تقديم شهادة البريفيه ما جعلها تخفف من وتيرة تمارينها ومشاركاتها الخارجية من أجل التركيز على درسها أكثر.

وترى ديب أن مستوى البنات في لبنان ليس بعيدا عن المستوى العربي والأسيوي كما لدينا جيل قوي يستطيع تحقيق أفضل النتائج الخارجية كما أن الإتحاد الجديد يقوم بدعمنا بشكل كبير ويساعدنا كثيرا خاصة في موضوع تحضير منتخب وطني للسيدات كي نتمرن سوية وهذا أمر مفيد للغاية لنا كلاعبات دون أن ننسى العدد الكافي من الدورات الصيفية التي تنظم والتي تساعد كثيرا على تطوير اللعبة.

طموح ديب كبير جدا ووتقول بأنها تتمرن كثيرا وتتعب على نفسها كثيرا كي تكون جاهزة بأعلى مستوى وتخوض غمار البطولات العالمية ويصبح لديها تصنيف عالمي مثل أولئك اللواتي تشاهدهن على التلفاز. وشجعت ديب في ختام حديثها جميع الفتيات الصغار على لعب التنس لأنها لعبة تعطي ثقة بالنفس وتشعرك بالمسؤولية لأن المباراة تتوقف فقط على أداءك كشخص وليس هناك أي مساعدة من أحد.

يبدو أن مسيرة كرة المضرب في لبنان تسير في نهج تصاعدي خاصة مع وجود مواهب مميزة وصاعدة تستطيع إضفاء الكثير للمستوى خاصة من ناحية تحقيق أفضل النتائج على صعيد المشاركات الخارجية وهذا بالطبع تحت رعاية الإتحاد الجديد الذي يبدو أنه عاقد العزم على تحسين اللعبة وبذل كل الجهود من أجل الإرتقاء بها وزيادة شعبيتها بين الجمهور وزيادة الضوء الإعلامي المسلط عليها.