وليد بيساني

ربما ليس الوقت مناسباً لبرشلونة من أجل تلقي المزيد من الصدمات في هذا الوقت من الموسم وقبل المباراة المرتقبة أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهي المواجهة التي سترسم المسار النهائي للمنافسة على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم.

فالفريق الكاتالوني الذي نجا بأعجوبة من الاخفاق في دوري أبطال أوروبا بعد المعجزة الكروية التي حققها على حساب باريس سان جيرمان في اياب دور الستة عشر، ما يزال يرفض الهدية تلو الأخرى التي يقدمها له ريال مدريد في الليغا والتي كان آخرها تعادله مع أتلتيكو مدريد بهدف لمثله، لكن البارسا سقط في الليلة عينها أمام ملقا بهدفين دون رد بدلاً من الفوز وخطف الصدراة.

وفي ظل الإعلان المبكر عن رحيل لويس انريكي نهاية الموسم والذي ساهم قليلاً في تخفيف حدة التوتر داخل غرفة الملابس، بدا واضحاً أن الازمات والصدمات ما تزال تتوالى داخل الفريق الكاتالوني والتي كان آخرها طرد البرازيلي نيمار في مباراة ملقا وما يمكن ان يسببه هذا الأمر من تأثيرات سلبية على الفريق في مشواره في الليغا.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن طرد نيمار يمكن ان يتحول الى رصاصة قاتلة في جسد برشلونة خاصة إذا ما قرر الاتحاد الاسباني لكرة القدم إيقافه مباراتين محليتين وهو ما يعني غيابه عن مباراة ريال سوسييداد ومباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وهذا سيشكل بحد ذاته ضربة قاضية للبارسا الساعي لتحقيق نتيجة إيجابية في سانتياغو بيرنابيو تعزز من آماله في الإحتفاظ بلقبه.

يتخلف برشلونة بفارق ثلاث نقاط عن ريال مدريد الذي يملك أيضاً مباراة مؤجلة مما يعني ان الخسارة او التعادل في مواجعة الكلاسيكو قد تطيح بآماله في التتويج.

من هنا فإن كل الأنظار ستكون متجهة لقرار الاتحاد الاسباني ومعرفة ما اذا كان الحكم قد دون حصول نيمار على بطاقة حمراء مباشرة وهو ما يعني ايقافه مباراتين او بطاقة صفراء ثانية وبالتالي يغيب عن مباراة سوسييداد فقط.

لكن في المقابل وبغض النظر عن القرار فإن ما فعله البرازيلي في مباراة ملقا يشير بوضوح الى الحالة النفسية التي يعيشها لاعبو برشلونة هذا الموسم والتي يمكن ان تضاف لخروج ليونيل ميسي عن لياقته خلال تواجده مع المنتخب الارجنتيني وهو الذي ادى لايقافه أربع مباريات في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

الا ان الخوف يبقى في ان تنعكس كل تلك الاحداث على مسيرة الفريق في الليغا ودوري ابطال اوروبا، لأن خروج الفريق الكتالوني على يد يوفنتوس من الدور ربع النهائي سيشكل كارثة حقيقية لموسم حافل بالتجاذبات قل وجودها في فريق مثل برشلونة.