انتهت الجولة السادسة من التصفيات الأسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 بنتائج عربية متفاوتة حيث كانت مثالية للسعودية وسوريا بينما كانت نكسة للإمارات وضربة شبه قاضية للعراق وقطر. ونجح المنتخب السعودي من تخطي مضيفه التيلاندي بثلاثية نظيفة كما حقق المنتخب السوري نتيجة رائعة بإسقاطه أوزبكستان بهدف يتيم فيما تعادل العراق مع أستراليا بهدف لكل منهما فيما سقطت الإمارات على أرضها أمام اليابان وكذلك فعلت قطر حيث خسرت 1-0 من إيران في الدوحة.

تايلاند 0-3 السعودية:

ثلاث نقاط جديدة أضافتها السعودية إلى رصيدها لتتابع تصدر مجموعتها بعد إسقاط المنتخب التايلندي على أرضه وبين جمهوره 3-0. وقدم المنتخب السعودي طوال فترة الدقائق التسعين عرضا جيدا وبدا مدركا تماما لقدرات المنتخب التايلندي. سرعة المنتخب السعودي في اللعب ونقل الكرة إضافة لبناء الهجمات والإرتداد السريع كانت المفتاح للتفوق فهو عرف مع حنكة مدربه الهولندي فان مارفيك في مواجهة كل المتغيرات فكان يسرع الهجمات متي يجب المساحات ويرتد سريعا عند خسارة الكرة ويبطئ اللعب متى أراد ما جعله متحكما بإيقاع اللعب تماما ومعطلا كافة المفاتيح الهجومية المتواضعة للمنتخب التايلندي الذي ورغم محاولته التراجع للخلف والإعتماد على الهجمات المرتدة لكن هدف محمد السهلاوي في الشوط الأول كان حاسما في إجبار التيلنديين على تغيير خطتهم واللعب بطريقة أقله متوازنة بين الدفاع والهجوم. طريقة أراحت المنتخب السعودي الذي عابه إهدار بعض الفرص التي كانت كافية لحسم المباراة مبكرا لكن خبرة لاعبيه ووعي خط دفاعه سمحا له بالحفاظ على نظافة شباكه قبل أن يؤكد فوزه في الدقائق الأخيرة ويسجل هدفين متتاليين سمحا له بالعودة من تايلند بنقاط ثمينة للغاية.

سوريا 1-0 أوزبكستان:

حقق المنتخب السوري مفاجأة كبيرة حيث أسقط أوزبكستان بهدف متأخر ودخل على صراع التأهل لكأس العالم بقوة عقب سقوط المنتخب الكوري الجنوبي أمام الصين. وكما العادة لعب المنتخب السوري بقيادة أيمن الحكيم مباراة تكتيكية عالية حيث ظهر المنتخب السوري مترابط الخطوط مع انتشار جيد في وسط الملعب وإغلاق تام للثلث الأخير. ولم يندفع المنتخب السوري نحو الهجوم إلا عندما يجد المساحة الكافية وهو اعتمد على تحركات عمر خريبين في الخط الأمامي خاصة خلف دفاعات أوزبكستان البطيئة نوعا ما وخبرة فراس الخطيب العائد إلى صفوف المنتخب وهو الذي حصل على ركلة الجزاء التي أتى منها الهدف. ما ميز المنتخب السوري هو نجاحه في شل المنظومة الهجومية الأوزبكية بشكل كامل حيث بدا الفريق مفككا ومفتقدا للحلول الهجومية لفك شيفرة الدفاعات السورية التي تحركت بشكل سريع أمام البطء الاوزبكي في بناء الهجمات ما جعل معظهما مقروءا للدفاع السوري. الفوز السوري على أوزبكستان أثبت من جديد التفاهم والتجانس الموجود بين صفوف لاعبي المنتخب وعلى القراءة التكتيكية الجيدة التي يتمتع بها أيمن الحكيم المدير الفني للمنتخب السوري والذي استطاع رغم ظروف بلاده الصعبة من إظهار فريق متجانس ويلعب كرة قدم جماعية منضبطة.

العراق 1-1 أستراليا:

تعادل مخيب للآمال حققه المنتخب العراقي على الرغم أنه أتى بمواجهة فريق قوي هو المنتخب الأسترالي. وكان العرقيون يمنون النفس بحصد نقاط ثلاث هامة في مشوار المنتخب للعودة بقوة إلى صراع المنافسة لكن الأمور لم تسر كما اشتهت سفن المنتخب العراقي الذي بدأ المباراة بشكل هجومي وكان مبادرا إلى خلق الفرص الهجومية لكن تألق الحارس الأسترالي حال دون ذلك. وكان ضغط الفريق العراقي العالي في الأمام سببا أساسيا في إبقاء هجمات الأستراليين بعيدة عن مرمى العراق حيث ساد الإرباك صفوف أستراليا خاصة في التدرج بالكرة ولم يتحسن الوضع إلا عندما عاد العراقيون لدفاع المنتصف من أجل توفير اللياقة البدنية ليبدأ المنتخب الأسترالي بتشغيل الأطراف وعكس عرضيات خطرة على المرى العراقي نجح من إحداها الأستراليون في التقدم لينتهي الشوط الأول 1-0. تغييرات المدرب راضي شنيشل حسنت كثيرا من الأداء العراقي الذي اعتمد على تسريع إيقاع اللعب هجوميا مقابل سعي أستراليا لتسجيل هدف ثاني يحسم المباراة لكن العكس حصل حيث تمكن العراق من تسجيل هدف التعادل. المنتخب الأسترالي بدا غير مركز وضائع حيث أمسك بالكرة لكنه فشل في بناء هجمات منظمة. ولاحت للعراقيين عدة فرص لخطف نقاط المباراة لكن غياب التركيز والتعب الذي ساد عناصر الفريق نتيجة الجهد المبذول في الشوط الأول جعل اللقاء ينتهي بتعادل إيجابي كان بمثابة نتيجة سلبية للعراقيين.

الإمارات 0– 2 اليابان:

فشل المنتخب الإماراتي في تحقيق نتيجة إيجابية أمام الكومبيوتر الياباني حيث خسر في أبو ظبي 2-0 بمباراة حسمها المنتخب الياباني بفضل خبرته وحلوله الهجومية. وكان الهدف المبكر الذي سجله المنتخب الياباني هاما في تحكمهم بإيقاع اللعب على الرغم من نجاح الإماراتيين في الوصول للثلث الياباني الأخير عبر تحركات عموري واسماعيل مطر لكن قلب الهجوم علي مبخوت كان معزولا حيث لم ينجح في التحرك وخلق مساحات بين رباعي دفاع المنتخب الياباني وهو افتقد لزميله أحمد خليل المصاب. المنتخب الياباني انتشر بشكل سليم خاصة في إغلاقه لعمق منطقته وتفعيله للهجمات المرتدة السريعة مع تقدم أظهرة الإمارات للأمام وترك بعض المساحات في الخلف. سيناريو الشوط الأول تكرر في الثاني حيث سجل اليابانيون هدفا ثانيا ما سهل عليهم التحكم بسير المباراة. ولم تنجح محاولات المنتخب الإماراتي وتبديلات مدربه مهدي علي من تغيير أي شيئ حيث بقيت المحاولات الإماراتية فردية وفشل الفريق في كسر الرقابة وتمرير كرات سهلة للمهاجمين بعد جمل هجومية ملعوبة في المقابل كان اليابانيون خطرين جدا في الهجمات العكسية حيث أضاعوا أكثر من فرصة لتعزيز النتيجة لكن المباراة انتهت بفوز ياباني ثنائي عزز به من حظوظه ببلوغ النهائيات العالمية وعرّضت آمال الإماراتيين بالتأهل لنكسة قوية.

قطر 0– 1 إيران:

كان القطريون يمنون النفس بتحقيق فوز على أرضهم وهزيمة إيران في ظل النتائج التي حققت في المجموعة قبل المباراة بساعات فدخل الفريق المباراة بكثافة هجومية في الأمام وحاول الفريق منذ البداية الضغط على المرمى الإيراني لكن الفريق اصطدم بدفاع إيراني منظم مع حسن انتشار على أرضية الملعب ومحاولة اللعب دائما على ردة الفعل لينتهي الشوط الأول سلبيا مع غياب اللمسة الأخيرة عن المنتخب القطري. الشوط الثاني خطف فيه الإيرانيون هدفا ما صعب المهمة على الفريق القطري الذي استمر بمحاولاته الهجومية لكن قلب هجومه سيباستيان سوريا لم يكن في يومه إضافة إلى تألق الحارسم الإيراني. ونجا المرمى القطري من أكثر من هدف حيث تفنن لاعبو إيران في إضاعة الهجمات المرتدة التي سنحت لهم نتيجة تقدم القطريين للأمام. ومجددا أظهر المنتخب القطري مشاكل هجومية على الرغم من امتلاكه لأسماء هجومية جيدة فالفريق عانى في اللعب بالمساحات الضيقة وعلى التركيز والشجاعة في إنهاء الفرص حيث بدا مهاجمو الفريق مكبلين بالضغوط التي تجبرهم على الفوز كونه الفرصة الأخيرة لكن الفريق القطري فشل في استغلالها وأصبحت حظوظه بالتأهل للحدث العالمي صعبة للغاية.

أحمد علاء الدين