وليد بيساني

ربما استعاد زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد رباطة جأشه في الآونة الأخيرة خاصة على اثر عودة الميرينعي الى صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، بعد أيام عصيبة عاشها الفرنسي ومن خلفه جماهير سانتياغو برنابيو كادت تشكل نقطة تحوّل في مسيرة الفريق هذا الموسم.

لكن هذا الأمر قد لا يكون الوحيد الذي أراح "زيزو" على الرغم من أهميته، لأن وضعاً آخر طرأ على الفريق ساهم في تغيير الصورة نوعاً ما وسيكون له دون ادنى شك انعكاسات إيجابية على الريال في المباريات المقبلة.

ولعل الدور الجديد الذي أسند الى النجم كريستيانو رونالدو أثمر تحولاً واضحاً في أداء اللاعب وخلق مساحة جديدة من التحرك أتاحت للميرينغي استثمار الطاقة الإيجابية للاعب البرتغالي والتي تجسدت في دور "الممرر" حتى باتت تمريراته قاتلة تشبه إلى حد كبير أهدافه في شباك الخصوم.

ويكفي القول ان كريستيانو رونالدو هو أول لاعب في ريال مدريد هذا الموسم يصل إلى رقم من خانتين في الأهداف وصناعتها، حيث سجل ستة وعشرين هدفًا وصنع عشرة آخرى مع العلم انه حقق هذا الأمر في سبعة مواسم من أصل ثمانية لعبها مع الريال، في الوقت الذي تمكن فيه سبعة لاعبين فقط من الوصول إلى عشرة أهداف على الأقل وصناعة عشرة آخرين بنفس الموسم منذ عام الفين وثمانية.

ومما لا شك فيه ان تلك الأرقام تفتح الكثير من الآفاق أمام ريال مدريد والمدرب زيدان لكونها تعيد انتاج دور افتقده الفريق في المباريات الماضية، كما انه يمنح الفرصة لمهاجمين آخرين بتسجيل الأهداف وهو ما يعني ان كريستيانو رونالدو أدرك أخيراً بعدما اجتاز الثلاثين بعامين ان تسجيل الأهداف لم يعد حكراً عليه وأن المطلوب من الآن فصاعداً البحث عن الألقاب الجماعية قبل الفردية.

من هنا يمكن اعتبار التطور الذي طرأ على شخصية رونالدو نقطة تحول مع انه كرر هذا الأمر في المواسم السابقة، إلا ان مؤشر هذا التحول والرقم الذي وصله اللاعب قبل مراحل عديدة على انتهاء الموسم يظهر بوضوح ما يمكن أن يتوقعه زين الدين زيدان من نجمه في المباريات المقبلة.

ومما لا شك فيه ان الشخصية الجديدة لرونالدو ستعود بكثير من الفائدة على الريال، لانها انتجت لاعباً جديداً يسجل أقل ويمرر أكثر وهذا بحد ذاته سيكون له ايجابيات كثيرة في المدى المنظور، وفي المقابل فإننا بدأنا نشاهد كريستيانو رونالدو يخرج من الملعب من أجل اتاحة الفرصة للاعب آخر وهو ما حصل في لقاء اتلتيك بلباو الأخير حين قام زيدان باخراج البرتغالي بغض النظر عن السبب الذي قدمه وهو ما لم تألفه الجماهير كثيراً.

شخصية رونالدو الجديدة تستحق المتابعة في اللقاءات المقبلة خاصة وانها تخص لاعباً لا نراه يفرح كثيراً بهدف لم تلمسه أقدامه، لكنه تمكن من الجمع بين نجوميته في تسجيل الأهداف ومنح الفريق فرصاً إضافية من أجل مزيد من الفرح.