سحبت ظهر اليوم قرعة الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا حيث سيشهد هذا الدور مباريات نارية سينتظرها عشاق المستديرة بفارغ الصبر. وستقام مواجهات الذهاب في 11 و12 نيسان بينما ستقام مواجهات الإياب في 18 و19 من الشهر نفسه. دعونا الآن نتعرف على المواجهات الأربع والتي ستخوض الفرق المذكورة أولا مواجهة الذهاب على أرضها.

أتليتيكو مدريد – ​ليستر سيتي​ :ستكون المواجهة بين وصيف النسخة الماضية أتليتيكو وبطل البريميير ليغ ليستر مواجهة خاصة إذ ستجمع بين فريقين يعتمدان نفس الأسلوب القائم على الإنضباط الدفاعي وإغلاق المساحات ومن ثم اللعب على الهجمة المرتدة على رغم من محاولة أتليتيكو هذا الموسم تغيير أسلوبه ومنحه بعدا هجوميا أكثر. ولن يجد ليستر أي حرج وهو الساعي لنقل أسطورته المحلية إلى أوروبا في أن يلعب بأسلوب دفاعي يغلق من خلاله ثلثه الأخير أمام أتليتيكو ثم يضربه بهجمات مرتدة سريعة يجيدها محرز وفاردي وألبرايتون كثيرا. ليستر سيستطيع خلق متاعب كثيرة لأتليتيكو شرط أن يكون منضبطا من الناحية الدفاعية وأن ينجح في إيقاف غريزمان ورفاقه لأن أتليتيكو وفي حال تقدمه في النتيجة، سيعود لأسلوبه القديم الدفاعي وهنا سيصبح من الصعب على ليستر وهو الذي عانى كثيرا هذا الموسم محليا أمام الفرق التي واجهته بهذا الأسلوب من تقديم الكثير إذ أنه ما زال يفتقد لأن يكون هو المبادر هجوميا وباني اللعب أمام فريق يواجهه بدفاع مغلق. إذا مواجهة صعبة للغاية على الطرفين رغم أن البعض يرشح أتليتيكو نظرا لخبرته الأوروبية الأكبر لكن في هذه الأدوار يصبح كل شيئ واردا وسنكون في انتظار مواجهة نارية بين فريقين متشابهين كثيرا.

بوروسيا دورتموند – ​موناكو​ :سيكون الفريقان أمام فرصة ذهبية من أجل بلوغ المربع الذهبي للبطولة الأوروبية العريقة. ويلعب الفريقان بطريقة هجومية حديثة قائم على الضغط الدائم في منتصف الملعب ومحاولة بناء اللعب المنظم من الخلف وتشغيل الأطراف بشكل جيد مع تقدم الأظهرة للمساندة الهجومية في كثيرا من الأحيان وهو أمر سيزيد من جمال المواجهة إذ سنرى لعبا مفتوحا ومباراة قائمة على هجمة بهجمة. لكن الأهم في هذه المواجهة سيبقى الشق الدفاعي، فالرغبة في اللعب الهجومي لا يجب أن تنسي أيا من الفريقين واجباته الدفاعية، من هنا سيكون الفريق صاحب الإرتداد الأسرع بعد فقدان الكرة متمتعا بأفضلية نسبية ولا بد أن نذكر أهمية أدوار لاعبي خط الوسط في المواجهتين خاصة في التغطية الدفاعية وعدم ترك مساحات أمام الخط الدفاعي كي لا يسمح للاعبي الخط الهجومي بإيجاد مساحات في ظل امتلاك كلا الفريقين لمهاجمين خطيرين وسريعين قادرين على اللعب في العمق وإزعاج مدافعي الفريق، سواء أوباميانغ وديمبلي من جهة دورتموند وفالكاو ومبابي من جهة موناكو. كما يجب أن تتوجه الأنظار قليلا إلى خارج الملعب وتحديدا لمدرب دورتموند توشيل ومدرب موناكو جارديم ورؤية التكتيك المتبع في هذه المواجهة طوال الدقائق التسعين من كل مباراة ومن سينجح في فرض إيقاعه وإجبار الخصم على تغيير أسلوب لعبه.

بايرن ميونيخ – ريال مدريد :ربما يصح على هذه المواجهة إطلاق لقب أم المعارك عليها نظرا لقيمة الفريقين الفنية. ولم يواجه الريال منذ فترة ليست بالقصيرة خصما في الدور الربع النهائي بقيمة بايرن ميونيخ الفنية ما يعني أنها ستكون اختبارا هاما لقدرات الريال وحقيقة معدنه فنيا. كما ستشهد المواجهة عودة أنشيلوتي مدرب البايرن إلى مدريد وهو الذي كان قد حقق اللقب العاشر للريال أوروبيا ما يعني أن الفريق المدريدي سيكون مكشوفا أمام أنشيلوتي الذي يعرف خبايا الفريق وهذه نقطة قد تلعب عنصرا إيجابيا لمصلحة بايرن. بايرن يمتلك فريق خطرا للغاية وهو هجوميا من أفضل الفرق الأوروبية إذ يمتاز بإيقاع لعب سريع وعناصر هجومية مميزة قادرة على صناعة الفارق دون نسيان قوة خط الوسط وقدرته على الضغط المتواصل طوال الدقائق التسعين لكن علامة الإستفهام تبقى على خط دفاعه والذي إن شهد تحسنا في الفترة الأخيرة لكن ضرب البايرن في الهجمة المرتدة ما زال أمرا ليس بصعب. أمام هذه الوقائع الفنية، سيكون الريال قادرا على هز شباك البايرن مع سرعة جناحيه بايل ورونالدو لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن قدرة الريال على الصمود في وجه مد البايرن الهجومي وهو الذي يواجه مشاكل دفاعية من الناحية الجماعية والتزام لاعبي الخط الهجومي بأدوار دفاعية ما يعني أننا سنكون أمام مواجهة أقل ما يقال عنها أنها منتظرة على أحر من الجمر.

جوفنتوس – برشلونة : في إعادة لنهائي عام 2015، سيواجه جوفنتوس بطل إيطاليا برشلونة بطل إسبانيا في لقاء ستتجه الأنظار إليه دون شك. فبرشلونة في ظهوره الأول أوروبيا بعد العودة التي لا تنسى أمام باريس سان جيرمان، سيكون في حالة معنوية كبيرة وثقة عالية بالنفس بأنه قادر على تجاوز أي خصم لكن الخصم هذه المرة قد يبدو مختلفا قليلا عن بقية الخصوم. فالسيدة الإيطالية العجوز أعدت العدة للذهاب بعيدا في دوري الأبطال وهي تعتبر أن اللحظة قد حانت للعودة إلى منصة التتويج بعد سنوات طويلة عجاف. فنيا، ستكون المواجهة بين فريقين بأسلوبين مختلفين. فاليوفي ورغم النفس الهجومي الذي يحاول أليغري زرعه في لاعبيه لكنه وأمام فريق بحجم برشلونة، سيرى أنه من الافضل له اللعب بأسلوبه الإيطالي التقليدي أي إغلاق المساحات في الخلف وتضييقها قدر الإمكان مع واجبات دفاعية لكل لاعبي الفريق ومن ثم محاولة ضرب البرسا بهجمات مرتدة مع سرعة الثلاثي كوادرادو، ديبالا وهيغواين في ظل بطء دفاع البرسا المعتاد. وأمام الأسلوب الدفاعي لليوفي، سيكون دور ثلاثي خط الهجوم محوريا أي الMSN خاصة لنيمار الذي هو بيضة قبان الفريق في الفترة الاخيرة كما سيكون ميسي مدعوا للعودة إلى الأضواء من جديد بعد فترة باهتة رفقة الفريق الكاتالوني لأن الفريق الآن بأمس الحاجة له.

أحمد علاء الدين