وليد بيساني

أفرزت مباريات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم واقعاً لا يمكن تجاهله وحقيقة واضحة تركت الكثير من علامات الاستفهام عن مستوى وقوة بعض بطولات الدوري في أوروبا مقارنة مع أخرى شكلت علامة فارقة هذا الموسم وأثبتت جدارتها وريادتها بين الكبار.

وفي الوقت الذي يشهد فيه الدور ربع النهائي وجود فرق الصدارة في كل من اسبانيا، ايطاليا، المانيا وفرنسا، تغيب الفرق الإنكليزية الكبيرة عن هذا الدور في سابقة أثارت التساؤلات حول الأسباب الكامنة لعدم انعكاس قوة الدوري الممتاز على منافسات أبطال أوروبا.

واذا كان الدور ربع النهائي سيشهد مشاركة كل من ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد، يوفنتوس، بايرن ميونيخ، بوروسيا دورتموند، موناكو، فإن الكرة الإنكليزية ستكون ممثلة بصاحب المركز الخامس عشر وهو ليستر سيتي في ظل غياب كل من تشلسي، ليفربول، مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، ارسنال وتوتنهام هوتسبير لأسباب مختلفة تتعلق بفشل في التأهل أو الخروج من أدوار سابقة.

يثير هذا الأمر الكثير من الاستغراب، خاصة وان الدوري الإنكليزي لكرة القدم أثبت في السنوات الماضية قوته وتفوقه، حتى باتت المنافسة في البريمييرليغ الأصعب وفتحت الكثير من الآفاق التسويقية لتصبح حقوق النقل التلفزيوني الأغلى في أوروبا دون منازع.

لكن في المقابل وعلى الرغم من قوة المنافسة على أرض الملعب، إلا ان الفرق الإنكليزية ما تزال غير قادرة على لعب دور مؤثر في دوري أبطال أوروبا وهي اكتفت بلقبين فقط في السنوات الـ11 الأخيرة لكل من تشلسي ومانشستر يونايتد مقابل ستة ألقاب لأسبانيا عن طريق برشلونة وريال مدريد.

ولعل ما يُثير الغرابة أكثر أن الفرق الإنكليزية استعانت بمدربين يملكون خبرة كبيرة في المسابقة الأوروبية وهم جوزيه مورينيو، بيب غوارديولا، يورغن كلوب اضافة لخبرة أرسين فينغر مدرب الارسنال على مدى عقدين من الزمن، لكن رغم ذلك بقي الفشل سيد الموقف مع العلم ان المنافسة على المراكز الأربعة الأولى في الدوري الممتاز غالباً ما تكون ساخنة موسماً تلو الآخر.

يعتقد البعض ان الدوري الممتاز نال أكبر من حجمه بين أقرانه في أوروبا حيث نجحت الخطة التسويقية للبريمييرليغ بوضعه في مصاف فئة "الخمسة نجوم"، فإذا به ينكشف مع كل استحقاق أوروبي، في حين يرى البعض الآخر ان هناك اسباب عدة خلف هذا الفشل.

لا يمكن اعتبار الدوري الممتاز خارج بوتقة الكبار، لكن الفشل الذي تحصده الأندية الإنكليزية في البطولات الأوروبية يتزامن مع فشل مماثل على الصعيد الدولي، اذا لم ينجح المنتخب في تحقيق أي لقب عالمي منذ فوزه بمونديال 1966، وهي معضلة لم يتمكن القيّمون من حلها حتى هذه اللحظة.

يبقى القول ان الكرة الإنكليزية باتت بحاجة إلى إعادة تقييم في جدولة مراحل الدوري وتخفيف الضغط على الأندية التي تخوض ثلاث مسابقات محلية وتدفع ثمنا باهظاً نتيجة اصابة العديد من اللاعبين وهو ما تحصده فشلاً في المسابقة الأسمى.

وحتى يحدث العكس سيتعيّن على الفرق الإنكليزية الكبيرة متابعة المباريات الحاسمة لدوري أبطال اوروبا عبر شاشة التلفاز وليس من أرض الملعب!.