دخلت الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى مرحلة الثلث الأخير مع اشتداد الصراع على الصدارة في بعض منها إضافة إلى معارك كر وفر في مراكز المسابقات الأوروبية ناهيك عن سجال شرس في محاولة بعض الفرق لتفادي الهبوط للدرجات الأدنى.

سنستعرض سوية في هذا التقرير أهم خمس مباريات لا يجب إهمالها والتي يصادف أن تلعب جميعها يوم الأحد.

مانشستر سيتي – ليفربول ( الأحد الساعة 18.30 بتوقيت بيروت ):

يستضيف مانشستر سيتي صاحب المركز الثالث برصيد ست وخمسين نقطة ليفربول الخامس برصيد خمسة وخمسين نقطة مع امتلاك السيتي لمباراة مؤجلة. وبعد الخروج المخيب للآمال من دوري أبطال أوروبا، يدرك مدرب السيتي بيب غوارديولا أنه لا خيار أمامه سوى الفوز وتحقيق الإنتصار تلو الآخر في البريميير ليغ ولم لا التمسك بالأمل الضئيل في اللحاق بتشيلسي والفوز باللقب من أجل أن يستعيد كبرياءه كمدرب الذي اهتز بعد الخروج الأوروبي أمام موناكو. أما ليفربول، فهو يريد التشبث بالمركز الرابع المؤهل للدور التمهيدي من دوري الأبطال ولم لا القفز للمركز الثالث والتأهل بشكل مباشر. فنيا، سيسعى السيتي إلى السيطرة على خط وسط الملعب وبناء هجمات منظمة نحو مناطق ليفربول الذي بدوره لا يحبذ الإرتداد الدفاعي للخلف ما يعني أن المعركة ستكون في وسط الملعب ومن يستطيع السيطرة عليها سيجبر الخصم على التراجع للخلف وتحمل العبئ الدفاعي في المباراة مع تشارك الفريقين بامتلاكهما لخط دفاع بطيئ ويمكن خرقه في اي وقت وهي مشكلة عانة منها الفريقان طوال الموسم وكانت سببا اساس في ابتعادهما عن المتصدر تشيلسي. فهل يرد غوارديولا القليل من اعتباره أمام ليفربول أم أن يورغن كلوب سيزيد الطين بلة ويلحق به خسارة جديدة ؟

أتليتيكو مدريد – إشبيلية ( الأحد الساعة 17.15 بتوقيت بيروت ):

يستقبل إشبيلية صاحب المركز الثالث برصيد سبعة وخمسين نقطة أتليتيكو مدريد صاحب المركز الرابع برصيد اثنتان وخمسين نقطة. وسيكون عنوان اللقاء الصراع على المركز الثالث المؤهل بشكل مباشر لدوري الأبطال دون الحاجة لخوض دور تمهيدي كصاحب المركز الرابع إضافة لتمسك كلا الفريقين ببصيص من الأمل في منافسة الريال والبرسا على لقب الليغا خاصة إشبيلية والذي خرج من دوري الابطال منذ أيام بخفي حنين عكس أتليتيكو الذي حجز بطاقته للدور الربع النهائي. ومع فارق النقاط الخمس بين الفريقين لمصلحة إشبيلية، لن يكون أمام أتليتيكو خيار سوى الفوز لتقليص الفارق إلى نقطتين وزيادة الضغط المعنوي على إشبيلية ومدربه سامباولي. ويقدم إشبيلية كرة قدم هجومية ممتعة قائمة على الإستحواذ وبناء هجمات منظمة من العمق وعبر الأطراف لكنه يفتقد للنفس الطويل خلال المباراة أو القدرة على لعب تسعين دقيقة بنفس المستوى فيهبط في فترة معينة من اللقاء تكون قاضية عليه وهو أمر سيحاول أتليتيكو اتغلاله قدر الإمكان من خلال اللعب كما العادة بأسلوب دفاعي منضبط وتضييق للمساحات وشن هجمات في الوقت المناسب الذي يكون إشبيلية قد ترك مساحات في الخلف وفقد القدرة على الإرتداد الدفاعي السريع بعد فقدان الكرة. فمن سيحسم هذه المباراة الهامة ومن سيتفوق من كلا المدربين، سيميوني أم سامباولي ؟

سامبدوريا – جوفنتوس ( الأحد الساعة 16.00 بتوقيت بيروت ):

يستضيف سامبدوريا صاحب المركز التاسع برصيد واحد وأربعين نقطة المتصدر جوفنتوس برصيد سبعين نقطة في لقاء يود اليوفي من خلاله الإستمرار في الانتصارات وحصد ثلاث نقاط تبقي الفارق بينه وبين روما ثماني نقاط بينما سيسعى سامبدوريا للخروج بنتيجة إيجابية لتعزيز مركزه في وسط جدول الترتيب. ويبدو اليوفي في حالة معنوية جيدة وهو سيواجه خصما يلعب بشكل جيد على أرضه إن من ناحية الإنضباط التكتيكي أو حسن الترابط بين الخطوط الثلاث مع توازن في اللعب بين الدفاع والهجوم وعدم فتح المساحات مع مهاجمة الخصم بعدد محدود من اللاعبين. اليوفي يمتاز بقوة خط دفاعه إضافة إلى خط وسطه الجيد والذي يسمح له بالسيطرة والإستحواذ على الكرة لكنه أحيانا يعاني من خلق فرص واضحة للتسجيل أمام الفرق المنظمة دفاعيا خاصة تلك التي تغلق المساحات في الأطراف وهو أمر يريد اليوفي أن يتجنبه عبر سرعة ديبالا في العمق رفقة هيغواين والاعتماد على تحركات كوادرادو وماندزوكيتش على الأجنحة مع مساندة دائمة من أظهرة الفريق. فهل يتابع جوفنتوس حصد النقاط ويبقى الفارق مع منافسيه مريحا أم أن سامبدوريا سينجح في عرقلة اليوفي ؟

بوروسيا مونشنغلادباخ – بايرن ميونيخ ( الأحد الساعة 18.30 بتوقيت بيروت ):

يحل بايرن ميونيخ متصدر البوندسليغا برصيد تسعة وخمسين نقطة ضيفا ثقيلا على بوروسيا مونشنغلادباخ صاحب المركز التاسع برصيد اثنتان وثلاثين نقطة. ويريد بايرن متابعة تصدره المريح للبوندسليغا إذ يبتعد حاليا بفارق عشر نقاط عن الوصيف لايبزيغ بينما سيكون هدف غلادباخ الإقتراب أكثر من المراكز الأوروبية إذ يبتعد عن المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال عشر نقاط وعن المركز السادس المؤهل لليوروبا ليغ ثلاث نقاط. ودائما ما تكون زيارة البايرن لملعب غلادباخ معقدة حيث لم يحقق الفريق البافاري إلا قليلا في السنوات الأخيرة نتائج إيجابية إذ يجيد غلادباخ استغلال عاملي الأرض والجمهور دائما كما يجب عندما يواجه بايرن. ويتوقع أن يلجأ غلادباخ للعب بانضباط دفاعي كبير مع حسن انتشار على أرضية الملعب لمواجهة مد البايرن الهجومي خاصة على الأطراف مع امتلاك البايرن أجنحة سريعة كما في الضغط في وسط الملعب على لاعبي خط وسط البايرن والأظهرة المتقدمة للمساندة الهجومية دون إغفال الشق الهجومي حيث يمكن لغلادباخ تشكيل خطورة كبيرة على مرمى حارس البايرن نوير إذا نجح في بناء هجمات مرتدة سريعة واستغلال المساحات التي يتركها بايرن في العملية الهجومية. فهل ينجح غلادباخ في إيقاف قطار البايرن أم أن الفريق البافاري سيتابع زحفه نحو لقب خامس متتالي؟

باريس سان جيرمان – أولمبيك ليون ( الأحد الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):

يستضيف باريس سان جيرمان الوصيف برصيد خمسة وستين نقطة على ملعبه في حديقة الأمراء أولمبيك ليون صاحب المركز الرابع برصيد خمسين نقطة. ويريد البي أس جي تحقيق الفوز من أجل الإستمرار في ملاحقة موناكو المتصدر والمبتعد عنه بفارق خمس نقاط بينما يود ليون تثبيت موقعه في المركز الرابع وعدم السماح لمارسيليا وبوردو في الإقتراب منه. ولن يلجأ ليون إلى اللعب بأسلوب دفاعي إذ لا يحبذ مدرب الفريق جينيسيو الإعتماد على هذا الأسلوب من اللعب بل يفضل اللعب بطريقة هجومية مفتوحة مع تشغيل طرفي الملعب وتناقل الكرات بشكل سريع في وسط الملعب من أجل الوصول إلى مرمى المنافس. الأسلوب هذا سيريح باريس سان جيرمان هجوميا من ناحية أن الفريق سيجد المساحات المطلوبة في الخلف لكنه يجب أن يكون حذرا دفاعيا أيضا، فليون يمكن له في أي لحظة من ضرب الدفاعات الباريسية والوصول بأقل عدد من التمريرات إلى مرمى كيفن تراب حارس الفريق ما يرت على لاعبي الوسط أدوارا دفاعية في التغطية وعدم منح مساحات كثيرة للاعبي ليون. فهل ينجح الباريسيون في القاء قريبين جدا من صدارة الليغ 1 أم أن ليون سيزيد من متاعب باريس سان جيرمان؟

أحمد علاء الدين