حقق ​موناكو​ فوزا غاليا على ​مانشسيتر سيتي​ 3-1 في ملعب الإمارة الفرنسية ليحسم تأهله بفارق الأهداف إلى الدور الربع النهائي من دوري الأبطال علما أن مباراة الذهاب كانت قد انتهت 5-3 لمانشيستر سيتي على ملعبه الإتحاد ستاديوم. المدير الفني لموناكو ​ليوناردو جارديم​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع مبابي وجيرمان في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمانشيستر سيتي بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع سيرجيو أغويرو كرأس حربة صريح.

موناكو بدأ المباراة بشكل جيد فاستحوذ على الكرة وتحرك مبابي في الجهة اليسرى لفتح ثغرة في دفاعات السيتي الذي من المرات النادرة التي اعتمد فيها على دفاع من منتصف الملعب ولم يلجأ إلى الضغط العالي الذي تميز به غوارديولا مع كل الفريق التي دربها. الأمر هذا سمح لموناكو بالتقدم أكثر ونشط الجناح الأيسر ليمار مع مساندة من الظهير ميندي الذي عكس أكثر من كرة عرضية في الدقائق الأولى نجح مبابي في متابعة إحداها لشباك السيتي عند الدقيقة 7. بعد الهدف، حاول السيتي إظهار ردة فعل سريعة لكن موناكو كان مغلقا لمناطقه بشكل جيد إضافة إلى اعتماده هو على الضغط العالي عبر رأسي الحربة رباعي خط الوسط ما جعل السيتي يعاني كثيرا في الإستلام والتسليم وبناء الهجمة المنظمة من الخلف ما جعل السيتي بعيدا عن تشكيل أي خطورة على مرمى موناكو الذي حاول بدوره الهجوم مجددا عبر تسريع إيقاع اللعب وضرب عمق دفاعات السيتي بتمريرات قصيرة وسريعة ليعود موناكو الطرف الأفضل من ناحية الإستحواذ مع تراجع من قبل السيتي للخلف واعتماده الدفاع من بعد خط منتصف الملعب. وتابع موناكو تحركاته عبر الجهة اليسرى إضافة إلى إرساله كرات طولية عبر ثنائي الإرتكاز فابينيو وباكايوكو خلف دفاع السيتي الذي بقي من دون اعتماده الضغط في الأمام مع تبديل في أجنحة الفريق، فأتى ستيرلينغ للجهة اليسرى وذهب ساني للجهة اليمنى. ليمار بقي ناشطا للغاية يسارا عند موناكو وساعده الظهير ذو النزعة الهجومية ميندي فعكس الفريق أكثر من عرضية خطرة تابع إحداها لاعب الوسط القادم من الخلف فابينيو وأودعها شباك السيتي عند الدقيقة 29 لتصبح النتيجة 2-0. تقدم موناكو كان مستحقا وهو كان كافيا للتأهل في ظل نزعة الفريق الهجومية حيث عكس في نصف ساعة من اللعب تسع كرات عرضية خطرة. السيتي لم يبد أي ردة فعل وكان الفريق شبه ضائع، مع سيطرة كلية من وسط موناكو على منتصف الملعب ووجود رقابة لصيقة على كل من يستلم الكرة في وسط الملعب عبر الضغط المتقدم فلم ينفع نزول أغويرو أحيانا لمساعدة خط الوسط في تغيير شي، شوط كان من الاسوأ للسيتي منذ فترة طويلة، فلا أي تسديدة أو كرة عرضية مع غياب كلي للدفاع الضاغط لينتهي الشوط الأول بتأخر السيتي الضيوف 2-0.

الشوط الثاني دخله السيتي بشكل مغاير، فعاد إلى هويته الحقيقة وأولها الضغط العالي مع تقدم الأظهرة للمساندة الهجومية لأول مرة فتحركت خطوط الفريق ونشط هجوميا. أسلوب السيتي الهجومي اعتمد على كرات ساقطة من الأطراف في المساحة بين قلب الدفاع والظهير مع دخول سيلفا أحيانا لمساندة أغويرو أو على كرات قصيرة متبادلة في مثلثات قصيرة. موناكو لم يتكتل في الخلف بعشرة لاعبين، بل بقي الخط الرباعي مع لعبه على خط التسلل أحيانا وأمامهما لاعبي الإرتكاز بينما قام الجناحين ورأس الحربة بضغط عالي على فيرناندينو وأظهرة السيتي، الأمر هذا أعطى السيتي بعض المساحات في عمق دفاع السيتي خاصة على الطرفين الأيمن حيث كان دي بروين وسيلفا ناجحين في مد ساني وستيرلينغ بكرات سهلة على الأطراف لكن أغويرو لم يكن على نفس الموجة الهجومية فأضاع أكثر من فرصة سانحة وأمام المرمى لتبقى النتيجة 2-0 لكن ضغط السيتي المتتالي ونجاحه في افتكاك الكرة سريعا من لاعبي موناكو مكنه من تسجيل هدف تقليص الفارق 2-1 عبر ساني في الدقيقة 69، هدف كان لحد الآن كافيا للسيتي من أجل التأهل. جارديم تحرك وأجرى تبديله الأول فأخرج قلب دفاعه راغي وأدخل توريه لإعطاء الفريق قوة دفاعية أكبر خاصة بعدما انكشف دفاعه أكثر من مرة وانفرد لاعبو السيتي بالحارس عدة مرات. لكن السيتي بقي ضاغطا بعد الهدف ولم يترادع للخلف، غير أن موناكو حصل على كرة ثابتة تابعها باكايوكو لداخل شباك السيتي مهديا فريقه الهدف الثالث عند الدقيقة 76. السيتي عاد ليضغط بقوة أكثر مع تحركات دي بروين وسيلفا المساندة للجناح والظهير في أي جهة مع مثلثات ومربعات هجومية وكرات قصيرة متبادلة إضافة إلى تقدم خط دفاع الفريق لنصف الملعب من أجل تضييق المساحات على موناكو وضغطهم في منطقتهم لكن لاعبي موناكو كانوا منتشرين بشكل جيد مع عودة الفريق باكمله للدفاع ما ضيق المساحات. وأخرج جارديم مهاجمه مبابي مدخلا لاعب الوسط موتينيو فتحول الفريق من 4-4-2 إلى 4-5-1 والهدف كان استغلال قدرة موتينيو في الاحتفاظ بالكرة وتخفيف حدة ضغط السيتي على مرمى موناكو ليرد غوارديولا بإخراج ظهيره الأيسر كليشي مدخلا مهاجمه إيهاناتشو للعب بجانب أغويرو ويتحول للعب 3-5-2. دي بروين حاول النزول للخلف من أجل الصعود بالكرة وبناء الهجمة جانب فيرناندينو لكن السيتي افتقد للحلول وللمساحات ليصبح لعبه نوعا ما عشوائيا مع كرات عرضية وطويلة لم تزعج أبدا دفاع موناكو المتكتل والمنتشر كما يجب لتنتهي المباراة بفوز موناكو 3-1 وتأهله للدور الربع النهائي من البطولة الأوروبية.

أحمد علاء الدين