تمكن ​ليستر سيتي​ من التأهل للدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عقب تغلبه على إشبيلية 2-0 في المباراة التي احتضنها ملعب كينغ باور. وكانت مباراة الذهاب في إشبيلية قد انتهت 2-1 لصالح إشبيلية.

المدير الفني لليستر سيتي كريغ شاكسبير لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع جيمي فاردي وشينجي أوكازاكي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لإشبيلية خورخي سامباولي بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع وسام بن يدير كرأس حربة صريح.

ليستر بدأ المباراة معتمدا على كرات طويلة في الأطراف للجناحين محرز وألبرايتون فيما اعتمد إشبيلية على الدفاع الضاغط مع لعب التمريرات القصيرة والسريعة بين دفاعات ليستر ليحصل سمير نصري على فرصة لافتتاح التسجيل عند الدقيقة 3 لكن شمايكل حارس ليستر أنقذ الموقف.

إشبيلية كان الطرف الأفضل في بداية المباراة حيث استحوذ على الكرة في ظل اعتماد ليستر على دفاع من منتصف الملعب فيما تراجع نزونزي وكان دائما أمام قلبي دفاع إشبيلية لاستلام الكرات منهم. ليستر كان يهدف إلى اللعب بانضباط دفاعي وعدم ترك مساحات في الخط الخلفي مع اللعب على ردة فعل إشبيلية وذلك عبر كرات سريعة وأيضا عبر الأطراف مع خروج فاردي أو أوكازاكي لمساندة أحد الجناحين.

وانحصر اللعب لفترة في وسط الملعب مع عجز إشبيلية عن اختراق تنظيم ليستر الدفاعي وفشل ليستر في لعب كرات سليمة في وسط الملعب لبناء الهجمات بسبب الكثافة العددية التي ميّزت الفريق الأندلسي والضغط على حامل الكرة بشكل دائم خاصة في منتصف الملعب.

أسلوب ليستر الهجومي اعتمد على شقين، الأول محاولة استغلال قوة الفريق في الكرات الثابتة عبر الحصول على ركنيات أو مخالفات والثاني هو لعب كرات عرضية من أحد الجناحين لداخل منطقة جزاء ليستر على أن يستقبلها قلبي هجوم الفريق والجناح الثاني للفريق كما تغير أسلوب ليستر الدفاعي فتقدمت خطوطه قليلا وأصبح قلبي هجوم الفريق يضغطان في العمق أثناء بناء إشبيلية لهجمته ما جعل الفريق الأندلسي يعاني في الصعود بالكرة مع لعبه لكرات طولية كان بعضها خطرا خاصة من الناحية اليمنى مع النشاط الذي قام به جناح الفريق الأيمن سارابيا. ليستر خطف هدف التقدم عبر مدافعه مورجان من كرة ثابتة عند الدقيقة 27 ليتقدم الفريق 1-0.

بعد الهدف، ارتد ليستر للخلف ما سمح لإشبيلية بالسيطرة على الكرة ومحاولة بناء اللعب المنظم من الخلف للوصول إلى مرمى ليستر.

إشبيلية دفع بأظهرته إلى الأمام للمساندة الهجومية وحاول نصري مساندة بن يدير في العمق إضافة إلى تقدم خط دفاع الفريق لوسط الملعب من أجل تضييق المساحات والضغط السريع على لاعبي ليستر لمنع بناء الهجمة المرتدة التي حاول ليستر بناءها عبر سرعة رياض محرز وجيمي فاردي في التحرك.

الدقائق الأخيرة من هذا الشوط شهدت عرضيات مكثفة من إشبيلية عير الأطراف مع زيادة عددية في العمق لكن دفاع ليستر كان متمركزا بشكل جيد وتعامل كما يجب مع كافة الكرات لينتهي الشوط الأول بتقدم ليستر سيتي بهدف نظيف.

بين الشوطين دفع سامباولي بيوفيتيتش مكان سارابيا ليعب بمهاجمين ويصبح الشكل التكتيكي للفريق أقرب إلى 4-4-2 كما أخرج ظهيره الأيمن ميركادو ودفع بماريانو مع مجيئ نصري وإيبورا للعب في هذه الجهة.

الهدف كان تنشيط الجهة اليمنى وتفعيل العمق لمحاولة اختراق ليستر في المساحة بين قلب الدفاع والظهير. ضغط إشبيلية في أول الشوط الثاني كان جيدا مقابل تمركز لليستر في الخلف واستمرار في الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة بأربعة لاعبين، قلبي الهجوم إضافة إلى الجناحين. وبعدما أصاب إسكوديرو عارضة ليستر عند الدقيقة 53، نجح ليستر بعدها بدقيقة في تسجيل الهدق الثاني عبر ألبرايتون ليتقدم الفريق 2-0.

هنا تراجع ليستر بشكل كامل للدفاع وبدا واضحا ما سيقوم به في باقي الدقائق، إغلاق للمنطقة بشكل كامل مع خطة ال4-4-2 وإنتشار في ملعبه وضغط يبدأ من وسط ملعبه فقط إضافة للعب المرتدة السريعة عبر رباعي الخط الأمامي. الأمر هذا سمح لإشبيلية بفرض سيطرة مطلقة على الكرة لكن أسلوبه الهجومي كان مقروءا في ظل الكثافة العددية للفريق، فلا يوفيتيتش نجح في لعب الوان تو مع نصري وبن يدير لاختراق عمق دفاعات ليستر ولا عرضيات الفريق من الأطراف أزعجت قلبي دفاع ليستر. وأجرى شكسبير تبديله الأول فأخرج أوكازاكي وأدخل إسلام سليماني ليتحول الفريق لضغط في الأمام عبر سليماني نفسه وفاردي ليرد سامباولي بإجراء تبديله الأخير مخرجا رأس الحربة بن يدير ومدخلا كوريا لتسريع اللعب في العمق أكثر. ليستر كان خطرا في الهجمة المرتدة لكن عابه التركيز في اللمسة الأخيرة بينما تابع إشبيلية استحواذه مع استمراره في تدوير الكرات لخلق مساحة في الطرف ولعب كرة عرضية مع وجود أكثر من 4 لاعبين مهاجمين داخل منطقة جزاء ليستر ليضيع الفريق بعض الكرات الخطرة. وشهدت المباراة في الدقيقة 75 طرد سمير نصري لاعب إشبيلية ليلعب الفريق بعشرة لاعبين وهو يبحث عن تسجيل هدف يجر المباراة إلى أشواط إضافية. بعد الطرد، عاد ليستر لدفاع من منتصف الملعب مع عودة فاردي لخط الوسط وبقاء سليماني أمام خماسي خط الوسط ليرتد الفريق مجددا للخلف ما سمح لإشبيلية بمتابعة استحواذه على الكرة التي وصلت ل73 % في الشوط الثاني. وبعد عدة محاولات لضرب عمق ليستر، نجح إشبيلية في ذلك وحصل على ركلة جزاء سددها نزونزي وصدها شمايكل قبل عشر دقائق من النهاية.

وحاول إشبيلية التقدم أكثر للأمام وتفعيل الكرات العرضية وسط تحركات جيدة من فيتولو لكن الكرات العرضية بقيت بلا فاعلية على مرمى ليستر المتكتل في الخلف والذي حصل على كثير من المساحات نتيجة تفدم أظهرة إشبيلية وعدم تغطية لاعبي الوسط مكانهم ليضيع الفريق بعض الكرات المرتدة الخطرة، قبل أن تمر دقائق المباراة الأخيرة بحصار من إشبيلية لمناطق ليستر المتكتل دفاعيا لكن من دون حلول هجومية لتنتهي المباراة ويتابع ليستر مغامرته الأوروبية.

أحمد علاء الدين