حقق ميلان فوزا مثيرا على ​فيورنتينا​ 2-1 ضمن منافسات المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم والتي احتضنها ملعب السان سيرو. المدير الفني لميلان ​فيتشينزوا مونتيلا​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع كارلوس باكا كرأس حربة صريح فيما لعب المدير الفني لفيورنتينا باولو سوزا بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع كالينيتش كرأس حربة صريح.

ميلان بدأ المباراة بدفاع عالي وكان انتشاره على أرضية الملعب بواقع 4-5-1 حيث كان باكا رأس الحربة يبدأ الضغط العالي على المنافس ثم وراءه خماسي من اللاعبين على نفس الخط ومن وراءهم خط دفاع رباعي بعيد عن المرمى حوالي 35 مترا ويطبق مصيدة التسلل دفاعيا أما هجوميا فهو كان يعتمد على كرات طولية ملعوبة لسوسو في الجهة اليمنى. لكن الفيولا كان هو الفريق الأكثر استحواذا في بداية اللقاء واعتمد على ضغط عالي في الأمام أجبر خطوط ميلان على التراجع قليلا للوراء، مع حركية أكثر للفيولا في وسط الملعب وافتكاك سريع للكرة من عناصر ميلان التي كانت تلجأ للكرات الطولية بشكل سريع من أجل تجنب أي خطأ في الخلف. ومن كرة ثابتة عكس مجرى اللعب سجل ميلان هدفه الأول في الدقيقة 16 عبر كوتشكا ما جعل الفيولا يسرع إيقاعه أكثر ويعتمد على كرات نحو الأطراف ومن ثم عرضيات لداخل منطقة جزاء الميلان تابع إحداها كلانيتش في المرمى عند الدقيق 20 ليعدل النتيجة. بعد الهدف، تحسن أداء ميلان حيث تقدم للأمام واعتمد مجددا الضغط العالي حيث كان فعالا وأجبر الفيولا على ارتكاب العديد من الأخطاء في وسط الملعب بسبب الكثافة العددية للفريق في الأمام كما عكس الكثير من العرضيات لداخل منطقة جزاء الفيولا لكن الأخير أبعدها دون مشاكل. الإفتكاك السريع للكرة من قبل ميلان في الأمام أعطى الفريق حلولا هجومية أكثر ومساحات استغلها ديولوفوي وسجل هدف التقدم لميلان عند الدقيقة 31. ما ميز ميلان هنا أنه بعد الهدف لم يتراجع للأمام بل اعتمد على الضغط العالي في الأمام وهو ما ساهم في تبطيئ هجمة الفيولا في ظل عدم قدرة لاعبي ارتكاز الفريق على الإستلام والتسليم بشكل صحيح. حركية ميلان في وسط الملعب كانت مميزة خاصة كوتشكا وباسيليتش ما جعل العمق مغلقا أمام الفيولا الذي لجأ للأطراف من أجل عكس عرضيات كانت كلها مقروءة لدفاع ميلان المتمركز كما يجب لينتهي هذا الشوط بتقدم ميلان 2-1.

الشوط الثاني بدأه الفيولا بشكل ضاغط مع تراجع ميلان بخطوطه الثلاثة إلى ما بعد منتصف الملعب حيث أغلق المساحات كما يجب أمام لاعبي الفيولا الذي افتقدوا وبكل صراحة للمفاجئة الهجومية فلعبهم كان كلاسيكيا للغاية، تمريرات في الوسط أو توزيعة للجناح الذي يعكس كرة عرضية وهو أمر لم يكن يزعج الميلان كثيرا الذي لم يعتمد سياسة التشتيت عند قطع الكرات بل حاول تهدئة اللعب ومبادلة الفيولا الهجمات لإجباره على التراجع قليلا للخلف وتخفيف الضغط عن خط دفاعه. وحاول سوزا تغيير شكله الهجومي فأجرى تبديلين عند الدقيقة 70، الأول بإخراج كييزا وإدخال تيلو والثاني بإخراج كريستوفورو وإدخال باديليتش ليتحول ل3-4-1-2 والهدف كان زيادة العمق الهجومي وتحسين القدرة على القيام بضغط عالي في الأمام بعدد أكبر من اللاعبين، رد عليه مونتيلا بتبديلين أيضا فأخرج كوتشكا وديلوفوي مدخلا زاباتا وبيرتولاتشي، زاباتا لعب كقلب دفاع ثالث واصبح شكل الفريق التكتيكي 5-4-1. ميلان انكفأ كليا للخلف حيث حاصره الفيولا في مناطقه وأصبح كل لاعبو ميلان داخل منطقة جزاءهم يدافعون أمام هجمات الفيولا الذين حاولوا لعب كرات سريعة سواء بينينة بين لاعب الوسط والجناح أو للجناح الذي يحولها بلمسة واحدة لداخل منطقة جزاء الميلان لكن شخصية الميلان الدفاعية كانت متماسكة للغاية ولم تنفع أيضا محاولات الفيولا في تبادل الكرات بوسط الملعب لسحب لاعبي الميلان للأمام ثم لعب كرات ساقطة خلف الدفاع وذلك بسبب وعي الخط الدفاعي ومن وراءه حارس الفريق. ضغط الفيولا في الدقائق الثماني الأخيرة خف حيث نجح الميلان في إصابة لاعبيه نوعا ما باليأس فتقدم الفريق أكثر للأمام وحاول سوسو بناء الهجمات المرتدة من العمق ليدفع كلا المدربين بآخر أوراقهما، سوزا أخرج إيليسيتش وأدخل سابونارا لتنشيط العمق الهجومي فيما أخرج مونتيلا سوزا وأدخل بولي والهدف كان التحكم أكثر بوسط الملعب. هجمات الفيولا عادت لإيقاعها البطيئ إضافة إلى عشوائية في التمرير ساعدت الميلان على الحصول على الكرة وتدويرها كما يجب لتنتهي المباراة بفوز هام للميلان قربه من المركز الرابع.

أحمد علاء الدين