تلقى فريق برشلونة خسارة قاسية في ذهاب دور ال 16 من دوري ابطال اوروبا امام فريق باريس سان جيرمان الفرنسي وفي فرنسا بنتيجة 0 – 4 ذكرتنا بالنهائي الشهير الذي خسره البرسا العظيم امام الميلان الكبير وبنفس النتيجة .

وقتها تغير كل شيء في النادي الكتلوني تغير التفكير والنهج والتحضير وانتقل الفريق الى مرحلة جديدة . هذه الخسارة في فرنسا وضعت الفريق العريق قاب قوسين من توديع البطولة بالرغم انه في كرة القدم ليس هناك من مستحيل لكن المهمة ستكون صعبة جدا ً امام فريق يعج النجوم العالميين .

هذا الموضوع تناوله الخبير في الكرة الاسبانية غوييم بالاغ في مقاله لموقع سكاي سبورتس سننقله لكم .

ويقول الكاتب ان ما حصل مع برشلونة هو تراكم لمشاكل رافقت الفريق طوال السنين القليلة التي مرت في عهد المدرب لويس انريكي .

فخط الوسط مثلا الذي كان يعرف بالاقوى والافضل في العالم اصبح عاديا جدا بتراجع مستوى بوسكتس وتقدم انييستا في السن وعدم ايجاد البديل المناسب لرحيل القائد تشافي هرنانديز .

المشكلة الثانية في خط وسط البلوغرانا هي انه في السابق كان اللاعبون من النوعية التي تمتلك الكرة وتتناقلها بين بعضها ثم تنقلها الى المهاجمين لتسجيل الاهداف الا ان الوسط الحالي هو الخط الذي عليه ان يوصل الكرة الى ثلاثي المقدمة والاخير يتكفل بالباقي وهذا ليس كافيا اذ انه حتى مع عظمة الثلاث في المقدمة الا انهم حين لا يكونوا في يومهم يخسر الفريق ويصبح فريقا عاديا .

المشكلة الثالثة هي في الدفاع الفريق يدافع بخط دفاعي مؤلف من 4 لاعبين فقط فالفريق المقابل اذا تصرف بقساوة مع لاعبي البرشا حين يملكون الكرة ويهاجمهم حين يخسروها فيصبح البرشا فريقا اكثر من عاديا فالثلاث في المقدمة لا يؤدون دورهم الدفاعي على اكمل وجه فيتركون الدفاع المترنح في مواجهة عواصف الهجمات للفرق المقابة وتكون النتيجة كارثية عدد كبير من الاهداف في مرمى البلوغرانا .

المفارقة الكبيرة في برشلونة الحالي هو الاتكال المفرط على ثلاثي المقدمة وابرزهم ميسي فاذا ضغط الفريق المنافس ومنع الكرة من الوصول الى الهجوم يكون البرشا فريقا اكثر من عاديا وخصوصا ان الوافدين الجدد لم يعطوا الاضافة المرجوة منهم في الكامب نو فبقي الضغط على ميسي ونيمار وسواريز وبالرغم من علو كعبهم الا انهم يغيبون عن بعض المباريات ذهنيا ويحضرون جسديا فقد وهذا ما حصل امام باريس سان جيرمان وحصلت الكارثة .

اما اذا نظرنا الى احصائيات المباراة فنخلص ان منذ بدايتها بدت وانها لن تكون ليلة جيدة للبلوغرانا فقد لمس ميسي الكرة 17 مرة فقط . ومن ناحيته مدرب باريس سان جيرمان الحالي اوناي ايمري يعي برشلونة عن الغائب كونه واجههم مرات عديدة في الليغا رفقة اشبيلية فوضع دراكسلر ودي ماريا خلف بوسكتس وضغط على المدافعين ومنعهم من اخراج الكرة بشكل جيد اما انريكي لم يقك باي ردة فعل على هذه الخطة وخرج من الشوط الاول خاسرا 0 – 2 حاول في الشوط الثاني العودة الى اجواء اللقاء لكن ما فات قد فات وتلقت شباكه هدفين اخرين وسقط بالاربعة .

لويس انريكي انتقد كثيرا الصحافة والقى اللوم عليها لما ول اليه فريقه لكن من يجل لومه هو نفسه فالنادي فقد هويته لناحية الاستحواذ على الكرة وتناقلها فيما بينهم اصبح يتكل على الفردية وفقد الروح الجماعية للفريق وبهذا يكون النادي الكتلوني انهى فترة ذهبية من ايامه وانتقل الى مرحلة جديدة ربما تكون مع انريكي والاحتمال الاكبر انها ستبدأ مع غيره .

ترجمة "صحيفة السبورت الالكترونية"