حقق بايرن ميونيخ الألماني فوزا كبيرا على أرسنال الإنكليزي 5-1 ضمن ذهاب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي احتضنها ملعب الأليانز أرينا في ميونيخ. المدير الفني لبايرن ميونيخ ​كارلو أنشيلوتي​ لعب بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي كوستا، روبن وليفاندوفسكي في الخط الأمامي بينما لعب المدير الفني لأرسنال أرسين فينغر بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع أليكسيس سانشيز كرأس حربة صريح.

البايرن بدأ المباراة مستحوذا على الكرة مع تحركات في الأطراف خاصة عبر الجهة اليمنى مع روبن ومساندة من الظهير فيليب لام مع دخول الجناح الأيسر كوستا لعمق الملعب وتقدم كبير للظهير الأيسر دايفيد ألابا. بايرن حاول اللعب بإيقاع سريع ودخل ألكانتارا كمهاجم ثاني بجانب ليفاندوفسكي حيث كان محطة لاستلام الكرات في العمق ثم توزيعها عبر الأطراف مع اعتماد أرسنال على دفاع من منتصف الملعب. ضغط البايرن العالي عند فقدان الكرة بدءا من ليفاندوفسكي جعل الفريق يستحوذ على الكرة بشكل سريع مع تقدم خطوط الفريق للأمام حيث كانا قلبي الدفاع يلعبان في منتصف الملعب ما قرّب الخطوط الثلاثة من بعضها البعض. وبعد عشر دقائق من الضغط المتواصل، نجح أريين روبن في افتتاح التسجيل لبايرن بعد تسديدة رائعة سكنت شباك الأرسنال. إيقاع لعب البايرن كان سريعا للغاية، فبقي الأرسنال مكتفيا بالدفاع مع عجزه عن الإمساك بالكرة وتبادل أي تمريرات في الخلف بسبب الضغط الكبير الذي قام به لاعبا الوسط فيدال وألونسو مع استمرار وجود كوستا في العمق بجانب ليفا. استحواذ البايرن وصل إلى حوالي 80 بالمئة ما عكس الغياب التام لأرسنال عن جو المباراة مع اعتماد الفريق فقط على انطلاقات سانشيز من العمق بمساندة من أوزيل. وعلى عكس مجريات اللعب، حصل أرسنال على ركلة جزاء أنهاها سانشيز في مرمى نوير ليعدل النتيجة عند الدقيقة 30. بعد الهدف، عاد بايرن للإمساك بجو المباراة مع الإستمرار بنفس الأسلوب الهجومي، وحاول الفريق إيجاد ليفا في العمق خاصة عبر الظهير الأيسر المتقدم دائما للهجوم ألابا. أرسنال نجح في دقائق الشوط الأول المتبقية من إغلاق مناطقه بشكل جيد حيث لعب بخطي دفاعي رباعي أمام بعضهما وبقي أوزيل في الأمام بجانب سانشيز، ما جعل الإختراق صعبا من قبل لاعبي البايرن فيما فعل أرسنال هجمته المرتدة وأضاع أوزيل إحداها في نهاية الشوط الأول الذي انتهى 1-1.

بايرن ميونيخ بدأ الشوط الثاني بضغط كبير حيث دفع مجددا خطوطه للأمام مع عودة كبيرة من أرسنال للخلف. وبنفس أسلوب الشوط الأول وبتحركات من روبين في اليمين، وكوستا في العمق بجانب ألكانتارا الذي كان صلة الوصل بين الفريق ومحطة هجومية هامة في التمرير القصير البيني ضمن المساحات الضيقة، تابع بايرن ضغطه على مرمى أرسنال الذي تلقى ضربة موجعة بإصابة قلب دفاعه كوسييلي ودخول باوليستا. ومع تكثيف الفريق البافاري للكرات العرضية، نجح ليفاندوفسكي في تسجيل الهدف الثاني لبايرن عند الدقيقة 53 ثم أضاف ألكانتارا هدفا ثالثا في لحظة ضياع من دفاع أرسنال لتصبح النتيجة 3-1. المساحات بدأت تظهر في دفاع أرسنال ولم يعد الفريق قريبا من بعضه بما فيه الكفاية وخف الضغط على لاعبي الخصم في عمق الملعب حيث بدت المساحات موجودة سواء على الأطراف أو بين قلبي الدفاع ولاعبي الإرتكاز ليضيف ألكانتارا الهدف الرابع لبايرن عند الدقيقة 63. مشكلة أرسنال في الإستحواذ بقيت كما هي حيث كان الفريق يعجز عن تبادل أي تمريرات أو قطع منتصف الملعب بالكرة والسبب كان قرب لاعبي البايرن من بعضهم البعض والضغط العالي الذي قام به فيدال وألونسو بشكل دائم على لاعبي أرسنال دون أن ننسى عدم حركية لاعبي أرسنال أو قدرتهم على التصرف بالكرة تحت الضغط. وحاول فينغير تصحيح الشق الهجومي، فأخرج إيووبي وأدخل والكوت في الجهة اليمنى لكن وسط البايرن كان فارضا لسيطرته بشكل كامل مع قرب قلبي دفاع الفريق منهما ما جعل تبادل الكرات سهل. هجوميا بقي البايرن هو المهدد لمرمى أرسنال مع انكفاء الفريق اللندني في الثلاثين متر الأخيرة وسط تحركات كوستا ومجيئه لليمين هو وروبين مع بقاء ألابا دائما متقدما في الجهة اليسرى. وقام فينغير بتبديله الأخير فأخرج كوكولين وأدخل جيرو ليحاول اللعب برأسي حربة لكن هجمات الأرسنال بقيت خجولة للغاية وسط استمرار بايرن في ضغطه المتواصل على مرمى أرسنال وإضاعته لفرص خطرة. أنشيلوتي أجرى بعض التغييرات الروتينية في الدقائق الخمس الأخيرة ومن خطأ دفاعي واضح نجح البديل مولر في تسجيل الهدف الخامس لبايرن، هدف كان بمثابة ضربة قاضية لأرسنال في هذه المواجهة لتنتهي المباراة بفوز بافاري كبير في لقاء قدم فيه بايرن اداءا أكثر من رائع ولعب ارسنال إحدى أسوأ مبارياته على الإطلاق.

أحمد علاء الدين