بعد نجاحه في تحقيق بطولة غرب آسيا مع المنتخب اللبناني، كان لا بد لصحيفة السبورت الإلكترونية من لقاء مع المدير الفني للمنتخب جو مجاعص الذي وضعنا أكثر في جو هذا الإنجاز والحديث أكثر عن الظروف التي أحاطت به.

مجاعص اعتبر أن البطولة كانت محطة هامة من أجل رد اعتبار كرة السلة اللبنانية على الصعيد الإقليمي خاصة أمام إيران بعد سيطرة نسبية للأخيرة في الفترة الماضية ما كان يستدعي منا ردة فعل وأن نضع حدا لهم، خاصة أننا نضم مجموعة من اللاعبين المميزين.

الذهاب للمشاركة في البطولة بعد خمس تمرينات فقط هو بالطبع أمر غير كافي، ما استدعى أن أضع أولويات وأنا شخص متفاءل وعملي وأدركت أنه لا يمكن ان اقوم بكل شيئ في هذه الفترة القصيرة جدا، لذلك مررت بسرعة على كثير من الامور وذهبت إلى الأمر الأهم وهو أن أقدم مجموعة من اللاعبين تكون يدا واحدة، ووحدة متراصة من الصعب اختراقها، مع التركيز على العمل الدفاعي للفريق، وبالطبع لن تستطيع الإهتمام بكل تفاصيل العمل الهجومي، فاعتمدت على جودة العناصر التي لدينا والتي تستطيع التصرف في هكذا مواقف.

وأكد مجاعص أن إنهاء البطولة بمعدل تلقي سلتنا ل62 نقطة فقط هو أمر أكثر من رائع، خاصة أن المنتخب الإيراني كان معدله 100 نقطة في المباراة لكنه سجل ضدنا فقط 62 أي أننا حرمناه من تسجيل حوالي أربعين نقطة. السر وراء هذا الأداء الدفاعي هو أن اللاعبين كانوا مؤمنين بقدرات بعضهم البعض، وساعدوا بعضهم قدر الإمكان حتى أصبحنا ندافع 1 ضد خمسة اي فريق بقلب واحد ضد خمسة لاعبين والهجوم يأتي بسهولة عندما تدافع بشكل جيد حيث تحصل على عدد كبير من السلات السهلة.

وعن مستوى اللاعب المجنس آتور ماجوك، قال مجاعص بأنه يود الحديث عن الشيئ الإيجابي وهو الدفاع الجيد الذي قام به، عندما اخترناه كنا نعلم أنه ليس هدافا لكننا أردنا حجما تحت السلة مع معرفتنا بسرعته دفاعيا سواء في العودة الدفاعية أو مساندة زملاءه وهو ما نجح في القيام به. ربما لم يقم بعدد كبير من صد الكرات لكنه كان دائما ما يجبر الخصوم على تغيير اتجاه اختراقهم لسلتنا وهو أمر هام لنا. نعم الشيئ السلبي كان عدم تقديمه لأداء جيد هجوميا، ولم يظهر كما عودنا في بطولة لبنان لكن رغم هذا أنا اعتبر ما حصل إيجابيا، إذ أظهرنا انه بلاعب مجنس متواضع هجوميا حققنا ما حققناه وفزنا باللقب، فأين سيكون مستوى المنتخب لو طورنا اختيارنا للاعب المجنس ؟ على كل حال هذا الأمر سيحسم حين توضع الخطة النهائية للمنتخب ومدى حجم الميزانية وإلى ما هنالك.

وعن سبب عدم إشراك بعض اللاعبين أبدا في المباريات الهامة وتحديدا باسل بوجي وإيلي رستم مع ظهور بعض الإنتقادات على وسائل التواصل الإجتماعي من قبل البعض، أكد مجاعص أنه يملك ثقة كاملة باللاعبين ال12 اللذين اختارهم، لكن لكل شخص واجبات وكل لاعب يقوم بواجباته أحيانا أفضل من زملاءه الآخرين. في أول مبارتين، أشركت الجميع وقمت بمداورة لكن في المبارة أمام إيران، كانت الامور تكتيكية أكثر، والدليل اشراك مثلا علي مزهر بجانب وائل عرقجي وهو ما أحدث الفارق وقتها رغم أنني لم أستعمل علي كثيرا في أول مبارتين. بصراحة، بمكان معين باسل بوجي لم يكن في الجو بشكل كامل، ما زعزع قليلا ثقتي به ولم أدفع به أمام إيران.أما إيلي رستم، فهو يعتبر بديل فادي في الفريق، وفادي كان مميزا للغاية وبالتالي لم يكن من المناسب إخراجه، لكن هذا ليس انتقاصا من قدرات رستم وفي مباراة سوريا رغم أنها كانت تحصيل حاصل، قلت له بأنني أحتاجه وبالفعل قدم مباراة كبيرة وأنا هنا أود أن أشيد جدا بما قام به حيث اثبت فعليا مستواه العالي. لكن في النهاية، الجميع كان راضي واستطعنا خلق جو بأن المهم هو الفوز، ليس المهم من يلعب أو لا يلعب، ربما بعض الجماهير ما زالت تفكر هكذا، لكن اللاعبين ال12 وضعوا مصلحة المنتخب فوق اي اعتبار وهذه كانت نقطة قوتنا.

وعن مستقبله مع المنتخب، كشف مجاعص أن نادي هومنتمن هو أكثر نادي ضحى من أجل المنتخب وانا تركت فريقي لأسبوعين إضافة لثلاثة لاعبين من الفريق في عز عطائنا وأثناء تصدرنا للدوري، لذلك أود حاليا التركيز مع فريقي من أجل تقديم الافضل معه حتى نهاية البطولة. وبعد نهاية البطولة ومع اتحاد يرأسه بيار كاخيا، ولجنة منتخبات تضم الثلاثي ياسر الحاج، غازي بستاني ورامي فواز لن يكون من الصعب وضع خطة عمل تليق بحجم الفترة المقبلة للمنتخب واستضافة حدث مثل بطولة آسيا. عندها إذا ما أراد الإتحاد حسب خطته الموضوعة العمل معي مجددا، فانا بالطبع جاهز وهذا يشرفني وإذا ما رأى أنه يفضل أي خيار آخر فأنا سابقى اخدم المنتخب من أي موقع كنت لأن هذا كما أقول دائما واجب وطني.

احمد علاء الدين