تنطلق ​كأس الأمم الأفريقية​ في نسختها الواحدة والثلاثين والتي تستضيفها الغابون بمشاركة ستة عشر فريقا قسمت على أربع مجموعات تضم كل واحدة منها أربعة فرق يتأهل منها الأول والثاني في نهاية دور المجموعات.

دعونا نلقي نظرة سريعة على المجموعات الأربع وعلى أبرز ما يمكن أن تحمله من أحداث فنية وتكتيكية.

المجموعة الأولى:

تضم البلد المستضيف الغابون إضافة إلى غينيا بيساو، بوركينا فاسو والكاميرون.

سيحاول البلد المضيف الظهور بشكل جيد على أرضه وبين جماهيره معتمدا على حنكة المدرب الإسباني خوسيه أنطونيو كاماتشو في توظيف اللاعبين بشكل جيد مع الاعتماد هجوميا على نجم بوروسيا دورتموند بيار أوباميانغ في خط الهجوم.

وإذا ما استطاع الفريق تحمل ضغوط الاستضافة والتحرر منها إضافة لحل بعض المشاكل الدفاعية في الفريق، فإن التأهل للدور الثاني لن يكون بعيدا مع قدرة الفريق بعدها على الذهاب بعيدا.

أما الكاميرون فهي تأتي للبطولة بعد تقديمها لمستويات جيدة في الفترة الأخيرة حيث لم يخسر الفريق خلال تصفيات البطولة وتلقى فقط هدفين ما يجعل الفريق متفاءل بقدرته على تحقيق شيء في البطولة ولن يكون التأهل للدور الثاني أمرا صعبا على الفريق.

أما منتخب بوركسينا فاسو، فهو منتخب صاحب تاريخ متواضع في البطولة ولن يكون منتظرا منه تحقيق أي نتيجة مع الإعتراف بأن التأهل من المجموعة أن حصل سيكون مفاجأة كبرى.

وأخير نجد منتخب غينيا بيساو في ظهوره الأول وهو بلد ليس لديه شيئ ليخسره حيث لا ينتظر منه أحد تحقيق اي شيئ في البطولة وسيكون هدفه الظهور المشرف لأول مرة في تاريخه.

المجموعة الثانية:

تضم السنغال، الجزائر، تونس وزيمبابوي. يعتبر منتخب السنغال مرشحا قويا ليس فقط لتصدر المجموعة بل للفوز بالبطولة الأفريقية وهو مصنف حاليا على أنه الأفضل على الصعيد الأفريقي، منتخب منظم وقوي في الخطوط كافة مع دفاع صلب وهجوم يقوده نجم ليفربول ماني ويجب على الجميع خاصة في هذه المجموعة أخذ الحذر منه.

المنتخب الجزائري مع مدربه جورج ليكينز يدرك أن فريقه قادر على الذهاب في البطولة مع نجمه الأول رياض محرز لكن على الفريق أولا حل المشاكل الدفاعية للفريق حيث قد يلعب ليكينيز بأسلوب 3-5-2 من أجل إعطاء الفريق قوة دفاعية أكبر وتحرير أطراف الفريق وإعطاءه السرعة اللازمة.

أما المنتخب التونسي، فهو منتخب يضم لاعبين خبرة في خطوط اللعب الثلاثة يستطيعون تقديم الكثير إن لعبوا بشكل جماعي جيد، وهذا يعتمد على مدى قوة ذهنية اللاعبين وظهورهم بمستوياتهم الحقيقية مع ترابط بين الخطوط قد يعطي تونس حظوظا كبيرة أقله في التأهل للدور الثاني من هذه المجموعة الصعبة.

المنتخب الرابع في هذه المجموعة هو زيمبابوي والذي لا يضم أي نجم كبير بل يعتمد على اللعب الجماعي وبكل صراحة يمكن القول بأن الفريق إن لم يتذيل المجموعة فسيكون قد حقق أمرا إيجابيا مع استبعاد أن يتأهل للدور الثاني نظرا لفارق الإمكانيات مع منتخبات مجموعته.

المجموعة الثالثة:

تضم ساحل العاج، المغرب، الكونغو وتوغو. وستدافع ساحل العاج عن لقبها مع تغييرات كثيرة حدثت في المنتخب بعد اعتزال يايا توريه وإصابة جيرفينيو لكن الفريق مع الدماء الجديدة التي ضخت فيه سيكون رقما صعبا في البطولة الأفريقية وهو عكس هذا في أداءه خلال الفترة الأخيرة.

وسيكون تصدر المجموعة هدفا للفريق العاجي وأي شيء غير هذا قد يزعزع كثيرا الثقة في صفوف العاجيين.

المنتخب المغربي سيكون أيضا فريقا تتجه الأنظار عليه، وهو يدربه هيرفي رينارد الذي توج بلقب آخر نسختين مع زامبيا وساحل العاج حيث سيسعى لدخول التاريخ من أوسع أبوابه مع قيادة المغرب للقب يكون الثالث له تواليا لكن المهمة مع المغربيين ستكون أصعب لأن الفريق ما زال يحتاج لعمل فني أكثر إن أراد الذهاب بعيدا في البطولة غير أن التأهل للدور الثاني قد يكون قريب المنال.

أما منتخب توغو، فمع كامل الإحترام لنجمه أديبايور، لم يعد كما كان فالفريق يفتقد للنجوم وهو يعول على القوة البدنية واللعب الجماعي لتحقيق مفاجأة والتأهل وهو أمر يعتقد الكثيرون أنه صعب فيما لا تعول آمال كثيرة على منتخب الكونغو صاحب الإمكانات المتواضعة والذي لن يتفاجأ أحد إن ودع البطولة بشكل مبكر.

المجموعة الرابعة:

تضم مصر، غانا، أوغندا ومالي. المنتخب المصري العائد بعد فترة غياب يضع نصب عينيه تحقيق إنجاز قاري جديد مع المدرب الخبير هكتور كوبر.

المصريون يلعبون كرة قدم جيدة مع فريق منضبط وشاب بجانب نجوم يلعبون في أوروبا كمحمد صلاح ومحمد النني. التأهل للدور الربع نهائي لن يكون بعيدا عن مصر لكن الفوز بالبطولة ربما يكون أصعب مما يعتقده البعض.

الطرف الثاني هو غانا والذي وصل لأربع مرات متتالية للدور النصف النهائي في النسخ الماضية والتوقعات ليست كبيرة من المنتخب ما يجعله يلعب من دون ضغوطات كبيرة فيتأهل من الدور الأول ثم بعدها يستطيع ربما مفاجأة الجميع خاصة أنه يمتلك اسماء كآيو وجيان قادرة على إزعاج أي خصم.

ثم تأتي أوغندا والتي تعتبر منتخبا عاديا وسيكون أقصى ما يطمح إليه هو الحصول على المركز الثالث نظرا لقوة المنتخبين المصري والغاني فيما ذهبت أيام مالي الذهبية، المنتخب الرابع في المجموعة والذي يدرك تماما أن التأهل إن حصل سيكون مفاجأة لا يتوقعها أحد.

أحمد علاء الدين