تعود عجلة الدوريات الأوروبية إلى الإنطلاق بشكل جماعي بعدما توقف بعضها في فترة الميلاد ورأس السنة أو إفساحا في المجال أمام مباريات الكؤوس حيث سنشهد في عطلة نهاية الاسبوع جولات كروية مثيرة ضمن الدوريات الإنكليزية، الإسبانية، الإيطالية والفرنسية بينما سننتظر اسبوعا جديدا قبل أن يعاود الدوري الألماني انطلاقته.

دعونا نتعرف على أبرز خمس مباريات أوروبية لهذا الأسبوع والتي لا ينصح أبدا بتفويتها من قبل محبي الجلد المدور والتي ستكون كلها نهار الأحد المقبل والذي يمكن تسميته بالأحد المنتظر.

1- مانشستر يونايتد – ليفربول ( الأحد الساعة 18.00 بتوقيت بيروت ):

يستضيف مانشستر يونايتد صاحب المركز السادس بتسعة وثلاثين نقطة على ملعب الأولد ترافورد ليفربول الوصيف بأربعة وأربعين نقطة في ديربي إنكلترا الشهير أو ديربي الكراهية كما يطلق عليه نظرا لكمية الكره الكبيرة بين جماهير الفريقين الغريمين.

ويدرك الفريقان أن الفوز ولا شيء غيره سيكون مرضيا بالنسبة لهما، فليفربول يريد تقليص الفارق مع تشيلسي وعدم السماح للفرق التي خلفه والقريبة منه كثيرا بالإقتراب أكثر بينما يسعى يونايتد إلى الإقتراب أكثر من المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال ولم لا مراكز الصدارة ما سيعني أن الفريقين سيلعبان بشكل حذر ومن دون أي اندفاع هجومي غير مبرر لكن ليس بالشكل الدفاعي البحت الذي طبع لقاءهما ذهابا حيث كان اللقاء مملا بسبب الإلتزام التكتيكي المبالغ به آنذاك.

ويمر اليونايتد بفترة جيدة للغاية حيث حقق العديد من الإنتصارات ويمكن القول بأن مورينيو قدم وجد التوليفة المناسبة مع انسجام أكثر بين المجموعة وظهور عناصر الفريق بمستواها المعهود بينما لا يجد ليفربول دائما أي مشاكل في تقديم مباريات كبيرة أمام أندية القمة مع مدربه يورغن كلوب والذي يعرف من أين تؤكل الكتف.

مورينيو سيكون سلاحه هو الإنضباط التكتيكي ومحاولة استغلال قوة ابراهيموفيتش في مضايقة دفاع ليفربول بينما سيكون كلوب راغبا في الإمساك بخط الوسط لما سيسهل عليه ذلك إن تم من التحكم بإيقاع المباراة وزيادة فرصه الهجومية فيها. إذا مباراة قمة منتظرة فهل يبقى ليفربول قريبا من المتصدر تشيلسي أم أن مانشستر سيخطو خطوة كبيرة نحو المقدمة ؟

2- إيفرتون – مانشستر سيتي ( الأحد الساعة 15.30 بتوقيت بيروت ):

يحل مانشستر سيتي رابع الترتيب باثنتين وأربعين نقطة ضيفا ثقيلا على إيفرتون صاحب المركز السابع بثلاثين نقطة.

ولن يكون أمام رجال المدرب بيب غوارديولا أي خيار آخر سوى الفوز إذا ما أراد تعزيز حظوظه في المنافسة على لقب البريميير ليغ لكن الأمر لن يكون سهلا في مواجهة أبناء المدرب رونالد كومان والذي عاد ليقدم رفقة فريقه الأداء الجيد الذي بدأ به الموسم.

ومع قدرة السيتي على الإمساك بالكرة والإستحواذ عليها وهو أمر يحبذه كومان ايضا لكن لن يقدر على اللعب به أمام السيتي بسبب فارق الإمكانات الفردية، سيكون عليه الإعتماد على اللعب بخط دفاعي يبدأ من منتصف الملعب كي يبقي السيتي بعيدا عن الثلث الأخير ويجعل استحواذه على الكرة عقيما ومقتصرا على كرات في وسط الملعب أو بعرضه مع الإعتماد على سرعة انطلاق لاعبيه في المرتدات وإيجاد العملاق لوكاكو الساعي لإزعاج دفاعات السيتي قدر الإمكان.

أمام هذا السيناريو، يعلم غوارديولا أن تحرك لاعبيه في وسط دفاعات إيفرتون والحلول الفردية عبر الأطراف ستكسر خطة الخصم وتجبره على الرجوع أكثر ما يجعل هز شباكه مسألة وقت فقط إن ركز لاعبو السيتي في اللمستين الأخيرة وما قبل الأخيرة. هذا سيضعنا بالتأكيد أمام مباراة قوية، فهل يعود السيتي إلى الواجهة مجددا أم سيزيد إيفرتون من متاعب غوارديولا في البريميير ليغ ؟

3- إشبيلية – ريال مدريد ( الأحد الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):

قمة الدوري الإسباني لهذا الأسبوع ستجمع بين الوصيف إشبيلية الذي يستضيف على أرضه المتصدر ريال مدريد والذي يبتعد في صدارته بفارق خمس نقاط عن إشبيلية مع امتلاكه أيضا لمباراة مؤجلة ما يعني أن فوز الريال سيجعله يرتاح أكثر في الصدارة بينما سيعيد فوز إشبيلية إن حصل خلط أوراق الليغا مجددا. ويلعب ريال مدريد في الفترة الأخير بأسلوب تكتيكي منضبط حيث تجد الخطوط الثلاث متقاربة ومتفاهمة مع معدل لياقة مرتفع في ظل الخطة التي وضعها زيدان بالمداورة بين اللاعبين فيما يعاني إشبيلية من صعود وهبوط في المستوى فهو تارة يكون في قمة مستواه وتارة أخرى نجده يؤدي بشكل غير جيد وهو ما سيسعى سامباولي لحله عبر اللعب بتركيز عالي كون الخصم هو ريال مدريد وبالتالي أي خطأ قد يعاقب عليه بشكل سريع وأي مساحات قد تعطى للريال سيستغلها والأهم عند سامباولي هو معرفة تقسيم الجهد البدني في المباراة لأن الفريق عادة ما ينهار أمام الكبار في الشوط الثاني بعدما يكون قد أدى شوطا أولا مثاليا دون أن ينجح في حسم اللقاء. كل هذا سيجعل من مواجهة إشبيلية والريال حافلة بالتشويق فهل ينجح الفريق الأندلسي بعرقلة الفريق الملكي؟

4- ​فيورنتينا​ – يوفنتوس ( الأحد الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):

يستقبل فيورنتينا التاسع بسبعة وعشرين نقطة المتصدر يوفنتوس والذي لديه خمسة وأربعين نقطة في مباراة هامة لكلا الفريقين إذ سيسعى الفريق البنفسجي إلى عرقلة السيدة العجوز من أجل إشعال الصدارة والحصول على فرصة للحاق بأندية القمة إذ أن الفارق بينه وبين مركز يؤهل إلى دوري الأبطال هو عشر نقاط ما يعني أن أي تعثر قد ينهي آماله بهذا المركز بشكل مبكر.

في الشق الفني، يعاني فيورنتينا في خط وسطه حيث لا يقوم بواجباته الدفاعية كما يجب بجانب غياب فعاليته الهجومية وندرة صناعة الفرص للمهاجمين. أما اليوفي فهو دائما ما يلعب بشخصية البطل ويعتمد على صلابة دفاعه وقدرة خط هجومه بقيادة هيغواين على التسجيل من أنصاف الفرص لكن عليه الحذر ففيورنتينا سيسعى لحصر اللعب في وسط الملعب مع معرفة أنه كلما مرت الدقائق من دون نجاح اليوفي في التسجيل سيزيد الضغط عليه وقد يدفعه أكثر إلى التقدم للامام ما يعطي مساحات للفريق البنفسجي في الخلف لكن الأمر كله مرتبط بمدى صلابة فيورنتينا وقدرة على اللعب كند أمام يوفنتوس. فوز فيورنتنيا سينعش آماله في تحقيق مركز أوروبي وأي تعثر لليوفي مع فوز ملاحقيه المباشرين سيخلط أوراق الصدارة مجددا.

5- أولمبيك ​مارسيليا​ – ​موناكو​ ( الأحد الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):

يستقبل أولمبيك مارسيليا صاحب المركز السادس بثلاثين نقطة على ملعب الفيلودروم الوصيف موناكو والذي لديه إثنتين وأربعين نقطة. ويدرك مارسيليا أن رغبته في التقدم أكثر بجدول الترتيب تفرض عليه الخروج من أمام ليون بثلاث نقاط بينما سيكون الهدف نفسه عند موناكو والذي يريد اكمال الضغط على المتصدر نيس ولم لا خطف الصدارة منه في حال تعثره مع فارق النقطتين فقط بينهما.

فنيا، يعتبر موناكو الفريق الأقوى هجوميا ليس في فرنسا بحسب، بل في أوروبا لكن خط دفاعه بحاجة للمزيد من الإنضباط بينما يعاني مارسيليا في الشقين الهجومي والدفاعي والسبب هو ضعف خط وسطه وقلة حركيته مع غياب صانع اللعب القادر على إمداد زملاءه بكرات جاهزة في الثلث الأخير وهو يأمل بالظهور بشكل مغاير إيابا والبداية من أمام موناكو حيث سيلجأ للعب بشكل منضبط من دون ارتكاب اي هفوات دفاعية مع التروي في الشق الهجومي واستغلال اللحظات المناسبة من أجل التقدم وتهديد مرمى موناكو.

فهل ينجح مارسيليا في التقدم أكثر في الترتيب أما أن موناكو سيتابع عروضه القوية ويستمر منافسا على صدارة الليغ 1 ؟

أحمد علاء الدين